أنقرة تتوعّد باريس بعد حلّ "الذئاب الرماديّة"

ماكرون إلى فيينا لبحث "مكافحة الإرهاب"

02 : 00

نمسويّونيُضيئون الشموع في مكان وقوع الهجوم الإرهابي في فيينا أمس(أ ف ب)

بعد الهجوم الإرهابي الداعشي الذي تعرّضت له فيينا، يزور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون العاصمة النمسويّة الإثنين، حيث يلتقي المستشار سيباستيان كورتز للتباحث في مسألة "مكافحة الإرهاب"، فيما كشف متحدّث باسم الحكومة النمسويّة لوكالة "فرانس برس" أنّه "تمّ الاتفاق على زيارة قصيرة مساء الإثنين"، موضحاً أنّ المسؤولين سيتناولان مسائل "المقاتلين الجهاديين وحماية الحدود الخارجيّة لأوروبا وأيضاً تركيا". وبدأت فيينا، التي لا تزال تحت وقع صدمة الهجوم الدموي، تشهد حركة طبيعيّة في ظلّ إجراءات الإغلاق بسبب الأزمة الوبائيّة، في حين كشف وزير الداخليّة كارل نيهامر أن الإستخبارات كانت على علم بنيّة المهاجم شراء ذخائر.

ولفت نيهامر خلال مؤتمر صحافي إلى أنّه "ظهرت في الساعات الأخيرة معلومات تُظهر أنّه قُبيل الهجوم الإرهابي أبلغت أجهزة الإستخبارات السلوفاكيّة نظيرتها النمسويّة في شأن المهاجم. وأضاف: "حصلت بعد ذلك على ما يبدو مشكلة على صعيد التواصل"، متمنّياً تشكيل لجنة تحقيق مستقلّة.

ولا يزال المحقّقون يستجوبون 14 شخصاً بعدما صادروا الثلثاء "كمّية كبيرة من المعدّات"، فيما أوضح مدير الأمن في العاصمة فرانتز روف أنّه "من الممكن أن يكون هؤلاء وفّروا دعماً" لمنفّذ الهجوم كيوتيم فيزولاي.

أمّا في فرنسا، فقد أفاد مصدر قضائي بأنّ الشرطة الفرنسيّة أوقفت شاباً يبلغ 17 عاماً لتواصله مع منفّذ الاعتداء الذي خلّف 3 قتلى في كنيسة بمدينة نيس. ويُشتبه في تواصل الرجل عبر الإنترنت مع منفّذ الهجوم التونسي الجنسيّة إبراهيم العيساوي. ولا يزال 4 أشخاص آخرين قيد الاحتجاز، فيما أُطلق سراح تونسي يبلغ 29 عاماً دون أن توجه إليه تهم.

وتدهور الوضع الصحي للعيساوي، ما يؤخّر الاستماع إلى شهادته، إذ ذكر مصدر مقرّب من التحقيق أن حالة إبراهيم البالغ 21 عاماً، والذي ثبُتت إصابته بفيروس "كورونا" لا تزال حرجة بعد تدهور وضعه الصحي.

وفي الغضون، توعّدت تركيا بـ"ردّ حازم" على حلّ السلطات الفرنسيّة جماعة "الذئاب الرمادية" التركيّة القوميّة المتطرّفة، واصفةً القرار الفرنسي بأنّه "استفزاز". وشدّدت الخارجيّة التركيّة في بيان على "ضرورة حماية حرّية التعبير والتجمّع للأتراك في فرنسا"، مضيفةً: "سيكون ردّنا على هذا القرار حازماً إلى أقصى الحدود".

وأعلنت باريس حل جماعة "الذئاب الرمادية" بعد يومَيْن من فرض الحكومة الفرنسيّة حظراً عليها. ويأتي قرار الحكومة بعد تشويه نصب تكريمي لضحايا الإبادة الأرمنيّة قرب ليون بكتابات شملت عبارة "الذئاب الرماديّة" خلال نهاية الأسبوع، فيما أوضح وزير الداخليّة الفرنسي جيرالد دارمانان أن الجماعة "تُحرّض على التمييز والكراهية ومتورّطة في أعمال عنف".