متَّهم بارتكاب "جرائم حرب"

رئيس كوسوفو يستقيل

02 : 00

سقطة مدوّية لرئيس كوسوفو هاشم تاجي (أ ف ب)

استقال رئيس كوسوفو هاشم تاجي أمس لمواجهة التهم التي وجّهتها إليه المحكمة الخاصة بارتكاب "جرائم حرب" خلال النزاع الدموي مع القوّات الصربيّة في نهاية التسعينات، ما يُشكّل سقطة مدوّية لرجل هو في صلب السلطة منذ أكثر من عقد من الزمن.

وأوضح تاجي (52 عاماً)، الذي كان قائد "جيش تحرير كوسوفو" الإنفصالي أثناء الحرب، خلال مؤتمر صحافي، أنّه أراد بذلك حماية مقام الرئاسة بعدما ثبّت أحد القضاة التهم الموجّهة إليه في إطار الحرب في نهاية التسعينات. وقال: "أستقيل من منصبي رئيساً لجمهوريّة كوسوفو للدفاع عن كرامة الرئيس وكوسوفو، هذا فضلاً عن كرامة المواطنين".

وأضاف: "ليست هذه مرحلة سهلة بالنسبة إليّ ولعائلتي، ولمن دعموني وآمنوا بي على مدى العقود الثلاثة الماضية من النضال من أجل الحرّية والإستقلال وبناء الأمة"، فيما ستتولّى رئيسة البرلمان فيوسا عثماني مهام رئيس البلاد بالإنابة. ولم يوضح تاجي التهم التي ثبّتتها المحكمة الخاصة، لكنّه تعهّد "التعاون الوثيق مع القضاء"، وقال: "أؤمن بالحقيقة والمصالحة وبمستقبل بلدنا ومجتمعنا".

وبعد ساعات، غادر تاجي عاصمة كوسوفو بريشتينا برفقة مسؤولين انفصاليين سابقين آخرين في طائرة عسكريّة في اتجاه لاهاي، بحسب ما ذكرت الصحف المحلّية. ولطالما أكد تاجي براءته في النزاع (1998-1999)، متّهماً العدالة الدوليّة بـ"إعادة كتابة التاريخ"، لكن من المعروف للمتابعين أنّه متورّط في "جرائم حرب" عدّة.

وكشفت المحكمة الخاصة في لاهاي في حزيران لائحة اتهام في حق تاجي تتضمّن الضلوع في جرائم، بما فيها القتل والإخفاء القسري والاضطهاد والتعذيب. لكن كان ينبغي تأكيدها من قبل قاض. ويُشتبه في أن تاجي، الذي يرأس كوسوفو منذ 2016 بعدما كان رئيساً للوزراء "مسؤول عن حوالى 100 عمليّة قتل".

وأعلن أيضاً حليفه المقرّب قدري فيسيلي، الرئيس السابق للإستخبارات في "جيش تحرير كوسوفو"، تأكيد محكمة لاهاي للائحة الاتهام في حقّه. وقد وجّهت التهم إلى 5 مسؤولين انفصاليين. وتنعقد هذه المحكمة الخاصة في هولندا لحماية الشهود الذين يتعرّضون للضغط والتهديد. واتهم المدّعون العامون تاجي مرّتَيْن بمحاولة عرقلة سير المحكمة.

والمحكمة الخاصة لكوسوفو أُنشئت في العام 2015، وهي مؤلّفة من قضاة دوليين ومفوّضة التحقيق في جرائم يُشتبه في أن مقاتلين انفصاليين من ألبان كوسوفو ينتمون إلى "جيش تحرير كوسوفو"، ارتكبوها واستهدفت خصوصاً الصرب وغجر الروما ومعارضين ألباناً لهم، إبّان النزاع الذي دار بين 1998 و1999، وبعده.

وبين 1998 و1999، أسفرت حرب كوسوفو بين الإنفصاليين الألبان والقوّات الصربيّة عن أكثر من 13 ألف قتيل، غالبيّتهم من ألبان كوسوفو. وانتهت عندما أجبرت حملة قصف غربيّة القوّات الصربيّة على الإنسحاب. ودان القضاء الدولي بعد ذلك مسؤولين كباراً في الجيش والشرطة الصربيين بتهم ارتكاب "جرائم حرب" خلال النزاع.

وفي كوسوفو التي تُعتبر من أفقر مناطق أوروبا، يتّهم البعض الرئيس بتمثيل نخبة فاسدة تستحوذ على موارد الدولة. إلّا أن قلّة من أبناء كوسوفو ينتقدون إرث "جيش تحرير كوسوفو". وقد أعلن هذا الإقليم استقلاله العام 2008، لكن بلغراد لم تعترف به.


MISS 3