"تعبئة" في يريفان ضدّ اتفاق وقف النار في قره باغ

02 : 00

تُحاول المعارضة الأرمينيّة التعبئة ضدّ رئيس الوزراء نيكول باشينيان الذي تتّهمه بـ"الخيانة"، عبر توقيع اتفاق وقف المعارك في جمهوريّة ناغورني قره باغ والقبول بتسليم أراض شاسعة للعدوّ الأذربيجاني.

وتجمّع آلاف المعارضين الغاضبين من الإتفاق في يريفان أمس، حيث أُوقف عدد منهم، بينهم شخصيّات سياسيّة مثل رئيس حزب "أرمينيا المزدهرة"، في بداية التظاهرة، قبل أن تترك الشرطة التجمّع يتواصل رغم حظره بموجب قانون عسكري سارٍ منذ أواخر أيلول.

وقال نائب من حزب "أرمينيا المزدهرة" أرمان أبوفيان عبر مكبّر للصوت: "لا يُمكنكم أن تعتقلوا كلّ البلد"، في وقت كان الحشد يهتف بشعارات ضدّ باشينيان المتّهم بالإستسلام، بينما قال القائد السابق لأجهزة الإستخبارات أرتور فانيتسيان إنّ المحتجّين "متواطئون مع الأتراك، لا تدعموهم".

وفي الأثناء، دافع رئيس الوزراء الأرميني، الذي تعتبره المعارضة مسؤولاً عن هذه الهزيمة المخزية، عن قراره، مؤكداً أن توقيع وقف المعارك كانت الوسيلة الوحيدة للحفاظ على الجمهوريّة المعلنة من جانب واحد في قره باغ، على الرغم من أنّها أصبحت ضعيفة وتقلّصت مساحتها. وقال باشينيان الذي وصل إلى الحكم عقب ثورة سلميّة العام 2018، في فيديو نشره على موقع "فيسبوك": "احتفظنا بما لم نكن سنتمكّن من الحفاظ عليه لو تواصلت المعارك".

وينصّ اتفاق وقف الأعمال القتاليّة خصوصاً على احتفاظ باكو بسيطرتها الأخيرة على 7 من المناطق الحسّاسة التي كانت تُستخدم كدرع حماية حول قره باغ. وسترتبط الأراضي التي لا تزال تحت سيطرة الأرمن بأرمينيا عبر ممرّ لاتشين البرّي، الذي يمتدّ على 5 كيلومترات وتضمن روسيا أمنه. وفي هذا الممرّ، بدأ أمس انتشار الجنود الروس لحفظ السلام لتأمين هذا الطريق الحيوي بالنسبة إلى قره باغ.

وفي هذا الصدد، أكد الجنرال الروسي سيرغي رودسكي في بيان وصول نحو 400 جندي روسي إلى أرمينيا، هم من أصل 1960 جنديّاً يُفترض أن ينتشروا بين الأرمن والأذربيجانيين في الأيّام المقبلة. وبهذا القرار، عزّز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين موقعه في جنوب القوقاز، فزاد تبعيّة أرمينيا لموسكو ونشر للمرّة الأولى قوّاته في الأراضي الأذربيجانيّة.