محمد دهشة

صيدا ستلتزم بالإقفال والسعودي: نشعر بالمعاناة ولكن...

12 تشرين الثاني 2020

02 : 00

إزدحام أمام الصرّاف الآلي لسحب أموال المساعدات

قرار المجلس الأعلى للدفاع بالإقفال التامّ، بدءاً من السبت المقبل لمواجهة تفشّي "كورونا"، رفع منسوب الإزدحام في صيدا بشكل لافت، اذ شهدت المدينة "عجقة" غير مسبوقة في الشوارع الرئيسية والأسواق التجارية والسوبرماركات، وسواها من المحال التي تتعلّق بحياة الناس اليومية.

ورصدت "نداء الوطن"، خلال جولة ميدانية إقبالاً كثيفاً على المصارف لسحب "الحصّة" الاسبوعية أو الشهرية، و"ما زاد الطين بلّة" ازدحام المئات من المستفيدين من برنامج الأمم المتّحدة (المفوضية العليا للاجئين) الذين وقفوا صفّاً طويلاً امام أحد المصارف لسحب مساعداتهم المالية قبل تقييد حركة التنقّل، وكذلك حال محال المواد الغذائية التي قصدها أبناء المدينة للتزوّد باحتياجاتهم الضرورية بالرغم من الضائقة الاقتصادية والمعيشية التي منعت الكثير منهم بسبب انعدام القدرة الشرائية وفقدان السيولة من جهة، والإعتماد على العمل اليومي لتوفير القوت من جهة أخرى. يبدو الإختلاف في المدينة كبيراً حول أهمية الاقفال من عدمه. الغالبية لا تؤيّده، بدءاً من التجار والصناعيين واصحاب المطاعم، وصولاً الى العمال والمياومين، مقابل القطاع الإستشفائي والصيدلاني فقط. فالصيداويون يترنّحون كاللبنانيين بين مطرقة الضائقة المعيشية والغلاء وارتفاع الأسعار وسندان تفشّي "كورونا"، والحلول بينهما لم تكن مجدية مع عدم الإلتزام بإجراءات الوقاية والتباعد الاجتماعي والتعقيم والنظافة. "في كليهما نسير نحو النهاية وربمّا الموت"، يقول محمد بعاصيري بأسى، قبل أن يُضيف "عامل الوقت لم يكن مساعداً، والعائلات الفقيرة والمتعفّفة التي صمدت طوال هذه الاشهر الماضية من الجائحة لم تعد قادرة على ذلك، بينما الدولة في غيبوبة ومسؤولوها ما زالوا مختلفين على تشكيل الحكومة والحصص والحقائب، ويطلبون منها الصبر بالكلام من دون الافعال".

من جهتها، تقول الحاجة لطيفة نحولي لـ"نداء الوطن"، وهي تجادل على اسعار بعض السلع داخل محل سمانة في شارع الشاكرية: "لم استطع شراء كلّ الإحتياجات، كلّ شيء غال والمال قليل، لقد اكتفيت بشراء بعض الارز والبطاطا والخبز لنسدّ بها رمق العائلة ايام الاقفال، فزوجي يعمل مياوماً في احد المحال وسيتوقّف عن العمل"، مُضيفة "لم تأخذ الدولة قراراً صائباً، وتركت الناس تواجه مصيرها بمفردها وبلا معونة أو دعم للصمود والإلتزام". في المرحلة الأولى من التفشّي، واجهت صيدا الفيروس بيد واحدة وموحّدة، تضامنت مختلف القطاعات الرسمية والبلدية والأهلية والطبّية والإسعافية مع بعضها، وعملت على خطّين متوازيين: القيام بحملات توعية والتأكيد على الإجراءات الوقائية وملازمة المنازل من جهة، وتقديم المساعدات الإجتماعية والإغاثية وحتّى المالية من جهة أخرى"، لكن هذه المرّة "العين بصيرة واليد قصيرة"، ويقول رئيس البلدية محمد السعودي لـ"نداء الوطن": "نشعر بمعاناة الناس غير اننا لن نستطيع تقديم أي مساعدة مالية، فالإمكانيات ضعيفة، ونأمل في أن يساهم الإلتزام بالإقفال في مواجهة التفشّي مقابل المزيد من تجويع الناس"، مُعلناً أنّ "صيدا ستلتزم بقرار الإقفال العام وستُمضي قدماً في مسارات عدّة للمواجهة، والتركيز ينصبّ على استكمال تجهيز مستشفى صيدا الحكومي الذي أبدى الإستعداد للتحوّل الى معالجة مرضى "كورونا" بالكامل في حال تمّ تأمين المرضى وبعد انخراط بعض المستشفيات الخاصة، ناهيك عن اقامة مستشفى ميداني قطري بقدرة 500 سرير في مدينة صور سيساهم في تخفيف الأعباء الصحّية عن كلّ الجنوب".