وفد روسي يزور تركيا اليوم لبحث ملف قره باغ

توقيفات تطال قادة معارضين في أرمينيا

02 : 00

القوى الأمنيّة توقف عدداً من المتظاهرين في يريفان أمس (أ ف ب)

أوقفت يريفان 10 من قادة المعارضة الأرمينيّة أمس لدورهم المفترض في تظاهرات عنيفة نُظّمت للتنديد بتوقيع رئيس الوزراء نيكول باشينيان اتفاقاً يُكرّس انتصار أذربيجان المحدود في النزاع الدموي حول جمهوريّة ناغورني قره باغ.

ومن بين المعارضين الذين اعتُقلوا، زعيم حزب "أرمينيا المزدهرة" جاغويك تساروكيان وقادة في "الاتحاد الثوري الأرمني" والحزب "الجمهوري"، وكذلك في حزب "الوطن". وبحسب مكتب المدّعي العام، يُشتبه في أنّهم قاموا بـ"تنظيم غير قانوني لاضطرابات جماعيّة عنيفة"، وهي تهمة تصل عقوبتها إلى السجن 10 سنوات، إذ تعرّض مقرّا الحكومة والبرلمان ليل الإثنين - الثلثاء للاقتحام والنهب جزئيّاً من جانب مئات المتظاهرين الغاضبين.

وتوجّه أمس حوالى ثلاثة آلاف متظاهر في يريفان نحو مقرّ الأجهزة الأمنيّة محاطين بعناصر الشرطة، في وقت لا تزال فيه التجمّعات محظورة بموجب قانون عسكري سارٍ منذ أواخر أيلول. وقالت سيرانوش ساركيسيان، وهي متظاهرة تبلغ 39 عاماً، لوكالة "فرانس برس" إنّها فرّت من قره باغ بسبب المعارك، مضيفةً: "لقد خسرنا منازلنا. من سيكون المسؤول عن ذلك؟"، في حين أكد لاجئ آخر هو سلافيك إيساسان ويبلغ 58 عاماً، أنّه "لن نعود إلى قره باغ. ليس لدينا أي ضمانة على أن الأتراك لن يقتلونا جميعاً هناك".

واعتبرت الممثلة عن حزب "الاتحاد الثوري الأرمني" ليليت غالستيان التوقيفات بمثابة "ملاحقات سياسيّة"، متّهمةً مرّة جديدة رئيس الوزراء بـ"الخيانة"، فيما كانت أحزاب معارضة عدّة قد أعطت باشينيان مهلة انتهت منتصف ليل الأربعاء - الخميس لتقديم استقالته، الأمر الذي رفضته السلطات التي تُدافع عن قرار القبول بالهزيمة ووقف الأعمال القتاليّة في قره باغ.

ووجّه باشينيان أصابع الاتهام غداة أعمال الشغب إلى "مجموعات تُسيطر عليها أوليغارشيّة نهبت بلدنا وجيشنا وجنودنا على مدى 20 عاماً"، مؤكداً أنّه وقع الاتفاق حول وقف الحرب في قره باغ مضطرّاً، لافتاً إلى أنّه "لو لم أوقع الإتفاق لوقع أكثر من 20 ألف جندي أرميني في الأسر". واعتبر أن "قبول الشروط المقدّمة هو السبيل الوحيد لتجنّب خسارة أرتساخ بأكملها وآلاف الوفيات البشريّة"، مضيفاً: "لقد اتخذت هذا القرار بعد أن أصرّ الجيش على اتخاذ مثل هذا القرار. تخيّل الموقف عندما يقول لك الجيش توقف".

وعلى الصعيد الإقليمي، يُتيح اتفاق وقف الأعمال القتاليّة الذي وُقع برعاية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لموسكو، تعزيز موقعها الجيوسياسي في جنوب القوقاز، من خلال زيادة تبعيّة أرمينيا لها ونشر قوّات روسيّة للمرّة الأولى في الأراضي الأذربيجانيّة. واكتسبت أيضاً تركيا، الداعم الأكبر لباكو، نفوذاً ويُفترض أن تلعب دوراً في مراقبة وتطبيق وقف إطلاق النار، رغم أنّه لا يزال يتعيّن تحديد الخطوط العريضة لمهامها.

وفي هذا الصدد، يزور وفد روسي تركيا اليوم للبحث في المراقبة المشتركة لوقف إطلاق النار في قره باغ، بينما أكد وزير الخارجيّة الروسي سيرغي لافروف أن أنقرة ستُراقب المهمّة فقط من مركز مراقبة على الأراضي الأذربيجانيّة، وقال: "لن يتمّ إرسال وحدات حفظ سلام تابعة للجمهوريّة التركيّة إلى ناغورني قره باغ". ولا يتضمّن الاتفاق الذي تمّ توقيعه مطلع الأسبوع أي آليّة لتسوية مستدامة لمسألة قره باغ، التي تُثير توتراً إقليميّاً منذ انهيار الاتحاد السوفياتي.


MISS 3