السودان يُعيد فتح مخيّم لاستقبال موجة لاجئين إثيوبيين

"العفو الدوليّة": "مذبحة" بحقّ المدنيين في تيغراي

02 : 00

مواطن إثيوبي يتبرّع بالدم لدعم الجيش الفدرالي في أديس أبابا أمس (أ ف ب)

كشفت منظّمة العفو الدوليّة أمس أن عشرات المدنيين قُتِلوا في "مجزرة" بمنطقة تيغراي الإثيوبيّة، وقد حمّل شهود مسؤوليّتها إلى قوّات داعمة لـ"جبهة تحرير شعب تيغراي" الحاكمة في الإقليم، في ظلّ نزاعها المتصاعد مع الحكومة الفدراليّة. وجاء في تقرير للمنظّمة: "يُمكن أن تؤكد منظّمة العفو الدوليّة أن عشرات ومن المرجّح مئات من الناس طُعِنوا أو قُطِّعوا حتّى الموت في بلدة ماي كاديرا، في جنوب غربي منطقة تيغراي الإثيوبيّة في ليلة 9 تشرين الثاني".

وأوضحت "العفو الدوليّة" أنّها "تحقّقت رقميّاً من صور وفيديوات مروّعة لجثث متناثرة في البلدة أو يجري حملها على نقالات". وأضافت نقلاً عن شهود عيان أن الجثث تحمل "جروحاً خطرة يبدو أنّها ناتجة عن أسلحة حادة مثل السكاكين والسواطير".

وفي الغضون، جرّد البرلمان الإثيوبي 39 عضواً، من بينهم رئيس إقليم تيغراي ديبريتسيون غبريمايكل، من الحصانة من الملاحقة القضائيّة، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الإثيوبيّة الرسميّة التي أوضحت أن المسؤول الكبير في "جبهة تحرير شعب تيغراي" غيتاتشوي رضا فَقَدَ هو الآخر الحصانة، في حين قرّرت الحكومة الفدراليّة تأسيس "إدارة انتقاليّة" في الأجزاء التي تُسيطر عليها القوّات الفدراليّة من الإقليم، وفق وزير الدفاع كينيا ياديتا.

وشدّد ياديتا على أن السلطات ستُقدّم "الطغمة الإجراميّة" الحاكمة في تيغراي للعدالة "في أي وقت"، وحضّ القوّات المحلّية على الإستسلام، بينما أعلنت حكومة تيغراي "حال الطوارئ" لمواجهة ما سمّته بـ"غزو الغرباء"، في الوقت الذي أشارت فيه القوّات الفدراليّة إلى إحراز تقدّم في الصراع المستمرّ منذ أسبوع. وكشف رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد أن الهجوم العسكري "حرّر" الجزء الغربي من منطقة تيغراي، متّهماً خصومه بارتكاب "جرائم وأعمال وحشيّة".

لكنّ الضربات الجوّية والمعارك البرّية الطاحنة أدّت إلى مقتل المئات وأثارت انقسامات عرقيّة عميقة في البلاد ودفعت المدنيين إلى التدفّق بكثافة نحو السودان، بحيث يفرّ الإثيوبيون بالآلاف إلى السودان المجاور سواء على درّاجات أو سيراً على الأقدام أو حتّى في مراكب صغيرة عبر النهر، هرباً من النزاع الدموي في بلادهم.

وفي مواجهة التدفّق الهائل للاجئين، أعاد السودان فتح مخيّم "أم راكوبة" في ولاية القضارف، الذي استقبل في ثمانينات القرن الماضي إثيوبيين هاربين من المجاعة في بلدهم. ونقلت وكالة الأنباء السودانيّة الرسميّة (سونا) عن والي القضارف سليمان علي محمد أنّه تمّ "تحديد وتخصيص معسكر "أم راكوبة" في محلّية القلابات الشرقيّة لاستضافة اللاجئين"، مطالباً المفوضية السامية للأمم المتحدة بـ"الإسراع في تهيئة المعسكر".

وأوضح مسؤول في معتمديّة اللاجئين السودانيّة محمد رفيق أن هيئته ستوفّر مروحيّات صغيرة وآليّات لنقل اللاجئين الإثيوبيين من الحدود إلى المخيّم الواقع على مسافة حوالى 80 كلم، فيما أكدت الأمم المتحدة أن آلاف الإثيوبيين عبروا الحدود، محذّرةً من أنّه مع اشتداد العمليّات العسكريّة داخل إثيوبيا، يتوقّع أن ترتفع أعداد الفارين منها.


MISS 3