تظاهرات جديدة في يريفان ومساعدات فرنسيّة إلى أرمينيا

القوّات الروسيّة تنتشر في عاصمة قره باغ

02 : 00

انتشار عسكري روسي على الطريق المؤدّي إلى بلدة شوشة (أ ف ب)

سيطرت قوّات حفظ السلام الروسية على مشارف ستيباناكيرت، عاصمة جمهوريّة ناغورني قره باغ، صباح أمس، وتولّت حراسة الطريق المؤدّي إلى خطّ التماس القريب بين القوّات الأرمينيّة والأذربيجانيّة، بحسب وكالة "فرانس برس".

وانتشر عشرات الجنود وأكثر من 3 عربات مدرّعة على حاجز على المخرج الجنوبي الغربي للمدينة الذي تُسيطر عليه القوّات الأرمينية، على الطريق المؤدّي إلى بلدة شوشة الواقعة على بُعد نحو 10 كيلومترات والتي سيطرت عليها القوّات الأذربيجانية الأسبوع الماضي.

ورفرف العلم الروسي فوق الموقع، حيث كان الجنود الأرمن يُساعدون في تنظيم سير المركبات، فيما قال أحد الجنود الروس: "نُدقّق في جوازات السفر ونتأكد من عدم وجود أسلحة في المركبات، من دون إعاقتها". وفي انتظار الإنتشار الكامل للقوّات الروسية وإعادة فتح ممر لاتشين الذي يربط أرمينيا بالجيب، فإنّ الطريق الوحيد المؤدّي إلى قره باغ هو الطريق الذي يمرّ شمال الجيب، عبر منطقة كلبجار المقرّر تسليمها الأحد لأذربيجان.

تزامناً، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحقيق وقف كامل للأعمال القتاليّة في قره باغ، مُعرباً عن أمله في أنّ أوضاع الإقليم لن توصف بعد الآن بالـ"نزاع" بعد الاتفاقات بين يريفان وباكو وموسكو. وقال بوتين إنّ البيان المشترك الصادر في 9 تشرين الثاني عن زعماء أرمينيا وأذربيجان وروسيا "مكّن من وقف نزيف الدم وإرساء استقرار للأوضاع"، مشدّداً على أنّه "أوقف عمليّات القصف والاشتباكات القتالية بشكل كامل".

وتابع الرئيس الروسي: "آمل في ألّا نستخدم لاحقاً مصطلح النزاع في قره باغ، آمل في أن ننتقل قريباً إلى بحث قضايا أخرى". وذكر أنّ عدد الضحايا الذين سقطوا جرّاء التصعيد الأخير في الإقليم يتجاوز 4000 قتيل، بينهم مدنيّون، بالإضافة إلى 8000 مصاب وعشرات آلاف اللاجئين. كما أشار إلى أنّ قره باغ "يمرّ حاليّاً بمشكلات إنسانيّة ملموسة"، مبيّناً أنّ الأعمال القتاليّة أسفرت عن تدمير البنية التحتيّة ومنشآت ثقافية كثيرة. وشدّد في هذا السياق على أهمية وحيوية "المساعدة في العودة إلى الحياة الطبيعية للسكان المحلّيين الذين تضرّروا جراء العمليات العسكرية".

وفي المقابل، تظاهر آلاف الأشخاص مجدّداً في يريفان احتجاجاً على توقيع رئيس الوزراء نيكول باشينيان اتفاق وقف إطلاق النار في قره باغ، الذي كرّس عمليّاً نصراً عسكريّاً لأذربيجان. وتجمّع المتظاهرون الذين حمل بعضهم لافتات كُتب عليها "نيكول خائن"، في ساحة الحرّية في وسط يريفان لليوم الرابع توالياً للاحتجاج على الاتفاق.

وصرخ أرتور بيغلاريان، وهو رجل أُصيب خلال القتال في قره باغ، عبر مكبّر للصوت: "من أنت لتُقرّر التخلّي عن أرضنا، ليس لديك الحق في القيام بذلك!"، وأكد فيما يجلس على كرسي نقّال: "جنودنا كانوا يُقاتلون ببسالة"، فيما قال فاردان فوسكانيان من حزب "الوطن" المعارض: "الرجل الذي وقّع هذا الاتفاق ليس لديه الحق في العيش في بلدنا. نحن في حاجة إلى زعيم يُغيّر هذا الاتفاق المخزي".

من جهته، استقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي أكّد وقوفه "إلى جانب أرمينيا" بعد إعلان وقف النار في قره باغ، في الإليزيه، ممثّلين عن الجالية الأرمنيّة في فرنسا، واعداً إيّاهم بإرسال مساعدات إنسانيّة إلى يريفان. وكشف ماكرون أنّ فرنسا تعتزم إرسال طائرة شحن محمّلة مساعدات إنسانيّة إلى أرمينيا في الأيّام المقبلة، مُشيراً إلى استمرار التعاون الطبّي مع أرمينيا.