أنقرة ستُرسل عسكريين لمراقبة وقف النار مع روسيا في قره باغ

باشينيان يدعو إلى وقف الإحتجاجات العنيفة

02 : 00

باشينيان خلال إلقاء كلمته أمام النوّاب داخل البرلمان في يريفان أمس (أ ف ب)

بعدما نزل آلاف المتظاهرين إلى شوارع العاصمة الأرمينيّة يريفان واصفين رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان بـ"الخائن" ومطالبين باستقالته بسبب توقيعه اتفاقاً لوقف النار في جمهوريّة ناغورني قره باغ مع باكو وموسكو، فيما اقتحم محتجّون أبنية حكوميّة عدّة أخيراً، دعا باشينيان أمس إلى وقف هذه الاحتجاجات العنيفة والتزام الهدوء.

وقال رئيس الوزراء الأرميني: "ذكرت بوضوح أن العنف أو إثارة العنف، خصوصاً العنف المسلّح، لا يُمكن بأي حال من الأحوال أن يكون وسيلة عمل للحكومة". وتوقّع أن تُعلن المعارضة أيضاً أنّها لا تدعم "أي عمل عنيف"، في حين كشفت السلطات السبت أنّها أحبطت مؤامرة لاغتيال باشينيان واعتقلت زعيم حزب "الوطن" المعارض أرتور فانيتسيان، وهو أيضاً الرئيس السابق لأجهزة الأمن في أرمينيا، والذي أُفرج عنه مساء الأحد بعد أن اعتبرت محكمة في يريفان أن لا أساس قانونيّاً لاعتقاله.

وأوقفت السلطات 12 من قادة المعارضة الأسبوع الماضي بتهمة التحريض على أعمال شغب، لكن المحاكم أفرجت عنهم كذلك، في وقت شارك فيه الآلاف في تظاهرة جديدة ضدّ اتفاق السلام في يريفان أمس. وكان لافتاً إقالة باشينيان لوزير خارجيّته زوهراب مناتساكانيان، فيما شدّد رئيس الوزراء الأرميني أمام البرلمان على أن دعم الجيش الأرميني للمقاتلين الأرمن في قره باغ مستمرّ، مؤكداً أن اتفاق السلام كان الخيار الوحيد المتاح لأرمينيا، وقد ضمن استمراريّة قره باغ. تزامناً، طلب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان موافقة البرلمان لإرسال عسكريين إلى أذربيجان بهدف المشاركة في مهمّة روسيّة - تركيّة لمراقبة وقف إطلاق النار في قره باغ. وفي نصّ أُرسل إلى الجمعيّة الوطنيّة يحمل توقيعه، طلب أردوغان الموافقة على إرسال جنود لإقامة "مركز تنسيق" مع روسيا لمراقبة احترام الهدنة. وأشار النصّ إلى أن العسكريين الذين ستُرسلهم تركيا الداعمة لأذربيجان، سينتشرون "للمشاركة في أنشطة مركز التنسيق الذي سيُقام مع روسيا" و"ضمان احترام وقف إطلاق النار". والحصول على إذن البرلمان لنشر الجنود أمر شكلي وسيمتدّ على عام، فيما سيُحدّد الرئيس التركي عدد العسكريين الذين سيتمّ إرسالهم.

وفي سياق متّصل، أوضحت الرئاسة الروسيّة أن خطط أنقرة لإرسال قوّات إلى أذربيجان تأتي بموجب الاتفاق بين تركيا وروسيا في شأن إنشاء مركز مراقبة مشتركة على الهدنة في قره باغ. وأشار المتحدّث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف إلى أن عرض الرئاسة التركيّة على البرلمان مذكّرة بخصوص إرسال جنود إلى أذربيجان جاء "تنفيذاً للإجراءات الداخليّة المنصوص عليها بموجب القانون التركي"، لافتاً إلى أن القضيّة تتعلّق بالإتفاق على إنشاء مركز المراقبة المشترك في أراضي أذربيجان، ما يستوجب إرسال عسكريين أتراك إلى البلاد.

توازياً، أكد الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي إيمانويل ماكرون استعداد موسكو وباريس لتنسيق العمل حول مسألة قره باغ ضمن إطار "مجموعة مينسك" المعنيّة بهذا الشأن. وركّز الرئيسان خلال مكالمتهما الهاتفيّة على "أهمّية معالجة القضايا الإنسانيّة العاجلة، بما فيها عودة اللاجئين إلى أماكن إقامتهم الدائمة وتهيئة الظروف لحياة السكّان الطبيعيّة وإعادة بناء البنية التحتيّة والحفاظ على المعابد والأديرة المسيحيّة"، بحسب الكرملين.


MISS 3