نتنياهو يُجاهر بضرب أهداف إيرانية في سوريا ويتوعّد "المعتدين"

02 : 00

بطارية من منظومة "القبة الحديديّة" الإسرائيليّة متأهّبة في الجولان أمس (أ ف ب)

على الرغم من أنّها ليست المرّة الأولى التي تشنّ فيها إسرائيل ضربات تطال مواقع سوريّة أو إيرانيّة أو لـ"حزب الله" في سوريا، إلّا أنّ الملفت هذه المرّة أن تل أبيب تبنّت ضرباتها على غير عادتها، موجّهةً بذلك رسائل في اتجاهات عدّة. فقد حمّلت تل أبيب النظام السوري أي مسؤوليّة لهجمات تنطلق من أراضيه، محذّرةً إيّاه من تداعيات "احتضانه" للتموضع العسكري الإيراني، وهدّدت طهران كذلك بأن أي محاولة من قبلها أو من قبل المجموعات التي تدور في فلكها لاستهداف إسرائيل ستُقابل بردّ قوي وساحق، فيما رأى مراقبون أن الإعلان الصريح عن الضربات مرده إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يُحاول "إستغلال" الأسابيع الأخيرة من عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإستدراج إيران إلى مواجهة قد تكون أثمانها باهظة عليها عسكريّاً، و"أقلّ كلفة" للدولة العبريّة في ظلّ وجود "الصديق التاريخي" في البيت الأبيض.

وبعدما شنّت إسرائيل فجر الأربعاء غارات على أهداف إيرانية في سوريا، في ما وصفه الجيش الإسرائيلي بأنّه ردّ بعد العثور على عبوات ناسفة على طول الحدود الشمالية، في قصف أدّى إلى سقوط أكثر من 10 قتلى، بينهم جنود سوريّون ومقاتلون موالون لإيران، جدّد نتنياهو التأكيد أن بلاده لن تسمح بأي محاولة للتموضع الإيراني في سوريا، وستتصدّى لأي محاولة اعتداء على إسرائيل من الأراضي السوريّة، مهدّداً بأنّ "من يعتدي علينا سيدفع الثمن باهظاً".

وبينما كشف نتنياهو في بيان أن "سلاح الجو الإسرائيلي ضرب فجر اليوم أهدافاً مهمّة لـ"فيلق القدس" في سوريا، وضرب أيضاً أهدافاً تابعة للجيش للسوري"، شدّد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس على أن بلاده "لن تتحمّل انتهاكات لسيادتها في أي قطاع، ولن تسمح بالتموضع الخطر عند أي حدود أو جبهة"، معتبراً أن "النظام السوري هو المسؤول عمّا يحدث داخل أراضيه وما يخرج منها".

وبحسب المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، فإنّ الأهداف التي ضربتها المقاتلات الإسرائيلية تشمل "مخازن ومقرّات قيادة ومجمّعات عسكريّة، بالإضافة إلى بطاريات أرض - جو"، بينما أعلنت دمشق مقتل 3 من عسكرييها وإصابة رابع في القصف الإسرائيلي، في حين أكد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" مقتل 10 بينهم مقاتلون أجانب وجنود سوريون.

وكانت لافتة بالأمس زيارة وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو إلى إسرائيل في شكلها وتوقيتها ومضمونها، حيث وجّه أحد صقور الإدارة الأميركية رسالة إلى طهران خلال المؤتمر الصحافي الذي جمعه مع وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني ونتنياهو، إذ رأى أن اتفاقات السلام الأخيرة مع إسرائيل "هي بمثابة رسالة أيضاً للجهات الخبيثة مثل جمهوريّة إيران الإسلاميّة بأنّ نفوذها في المنطقة يتضاءل وأنّها أصبحت أكثر عزلة من أي وقت مضى وستبقى كذلك حتّى تُغيّر اتجاهها".


MISS 3