خالد أبو شقرا

الدعم باقٍ... والمودعون "يودّعون" مدخراتهم

19 تشرين الثاني 2020

02 : 00

مرّت ثلاثة أشهر على تحذير حاكم مصرف لبنان بنفاد "إحتياطي" العملات الاجنبية ولم يتوقف الدعم. التقديرات في منتصف آب كانت تشير إلى أن الإحتياطي سيلامس 17.5 مليار دولار قبل نهاية تشرين الثاني. وهو الحد الذي لا يستطيع المركزي النزول دونه، وسيكون ملزماً على ترشيد الدعم أو توقيفه، وهذا ما لم يحصل. إنما "ليس في الأمر أعجوبة"، يقول أحد الخبراء الماليين، "فالاحتياطات تتناقص شهرياً؛ إن لم يكن بمعدل مليار دولار قياساً إلى النسق القائم منذ بداية العام، فأقله بين 500 و700 مليون دولار تذهب على دعم السلع الأساسية والسلة الغذائية".

أكثر من نصف الدعم وتحديداً في المشتقات النفطية يذهب إلى التهريب، فيما يستفيد الأغنياء من دعم الكهرباء والبنزين والمازوت وغيرها الكثير من السلع، التي يستهلكونها بشراهة على حساب الفقراء وما تبقى من اموال المودعين في المصرف المركزي.

وفي الوقت الذي تشجع فيه مؤسسات التمويل والإستشارات الدولية على دعم الأسر بشكل مباشر، "ما زال لبنان يسير في الإتجاه الخاطئ مدعوماً بموقف حكومة تصريف الاعمال من جهة، ومصالح الزعماء من جهة ثانية"، يقول الخبير المالي، إذ ان "توقف الدعم مع علمهم المسبق بفشل آليات الدعم المنصف والعادل، سيزيد النقمة عليهم ويهز الكراسي تحت أقدامهم". بيد ان هذا الواقع يقود كل يوم أكثر من الذي سبقه إلى تبخر آمال المودعين بالحصول ولو على جزء بسيط من أموالهم نقداً، واستمرار إستفادة مافيات التهريب وبعض التجار من هذه الأموال على حساب المودع والفقير على حد سواء.