تشغيل أجهزة نوويّة متطوّرة في "نطنز"

عقوبات على "إمبراطورية" المرشد... وواشنطن تتوعّد طهران بالمزيد

02 : 00

إيران بدأت تشغيل أجهزة طرد مركزي متطوّرة في منشأة "نطنز" (أ ف ب)

لا تزال الإدارة الأميركيّة الحاليّة مصمّمة على متابعة سياسة "الضغوط القصوى" ضدّ إيران حتّى آخر يوم من ولاية الرئيس دونالد ترامب، إذ فرضت واشنطن أمس عقوبات على مؤسّسة "المستضعفين" الإيرانيّة الكبرى ووزير الإستخبارات والأمن الوطني الإيراني محمود علوي.

وأوضحت الخزانة الأميركية أنها جمّدت أي مصالح أميركية لمؤسّسة "المستضعفين"، وهي "جمعية خيرية" لها مصالح واسعة في قطاعات الاقتصاد الإيراني، بما في ذلك النفط والتعدين. ووصفت الخزانة، المؤسّسة، بأنّها "إمبراطورية اقتصادية لديها مليارات الدولارات" وهي بمثابة "شبكة رعاية رئيسية" للمرشد الأعلى علي خامنئي، تعمل بلا إشراف حكومي.

كما طالت العقوبات وزير الإستخبارات علوي لأسباب تتعلّق بحقوق الإنسان، إذ أشارت الولايات المتحدة إلى أن وزارته مسؤولة عن ممارسة الضرب وغيره من الإنتهاكات بحق السجناء السياسيين، فيما تعهد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بأنّه ستتم مواصلة تحميل إيران "عواقب مؤلمة"، معتبراً أنّ هذه العقوبات "تحرم النظام من أصول يستغلّها من أجل أنشطته الخبيثة".

وأضاف بومبيو في بيان أن "النظام الإيراني يسعى إلى تكرار التجربة الفاشلة التي رفعت العقوبات وشحنت لهم مبالغ نقدية ضخمة مقابل فرض قيود نووية متواضعة"، محذّراً من أن "هذا أمر مقلق بالفعل، ولكن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو فكرة أن الولايات المتحدة يجب أن تقع ضحية هذا الإبتزاز النووي وتتخلّى عن عقوباتنا".

تزامناً، كشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن الجمهورية الإسلامية في إيران بدأت تشغيل أجهزة طرد مركزي متطوّرة في قسم تحت الأرض ضمن منشأة "نطنز" النووية. لكن المدير العام للوكالة رافايل غروسي أكد خلال مؤتمر صحافي أن تشغيل الأجهزة المتطوّرة لن يؤدّي إلى "زيادة مهمّة في كمّيات اليورانيوم الذي يتمّ تخصيبه"، نظراً إلى أن هذه الأجهزة نقلت من مكان آخر في المنشأة ذاتها.

وردّاً على سؤال حول ما إذا كانت التقارير عن ضربة أميركيّة محتملة تُثير قلقه، أجاب غروسي: "لن أتكهّن في شأن تكهّن. لم يتمّ إبلاغنا بشيء"، فيما تطرّق إلى جزء آخر من التقرير الأخير للوكالة، وهو طلبها من إيران تقديم توضيحات حول موقع نووي أثار شبهات لديها، واعتبارها أن المعلومات التي وفّرتها طهران "تفتقر للصدقية من الناحية التقنية". وأوضح غروسي أن الموقع المذكور يقع في تورقوزآباد بمحافظة طهران، مكرّراً القول إنّ "ما يبلغوننا به (الإيرانيون)، لا يستقيم من وجهة نظر تقنية. هذه ليست ممارسة أكاديمية. عليهم أن يشرحوا لنا لماذا عثرنا على ما عثرنا عليه؟".

وفي الغضون، أعرب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عن استعداد بلاده "لعودة تلقائية" إلى التزاماتها بموجب الاتفاق النووي في حال رفعت الولايات المتحدة العقوبات التي فرضتها بعد انسحابها الأحادي منه، مشيراً في الوقت عينه إلى أن عودة واشنطن إلى الإتفاق لا تُشكّل أولوية بالنسبة إلى إيران.

وقال ظريف خلال مقابلة مع صحيفة "إيران" الحكومية: "ثمّة أمر يُمكن القيام به بشكل تلقائي ولا يحتاج إلى أي شروط أو تفاوض. تُنفّذ الولايات المتحدة التزاماتها بموجب القرار 2231، ونحن نُنفّذ التزاماتنا بموجب خطّة العمل الشاملة المشتركة"، وأضاف: "هذا الأمر لا يحتاج إلى أي مفاوضات أو شروط. يُمكن القيام به".

ورأى ظريف أن رغبة الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن في العودة إلى الإتفاق هي أمر "جيّد جدّاً"، مجدّداً التأكيد أن بلاده "لن تقبل أي شرط"، في حين رجّح الرئيس الإيراني حسن روحاني أن تعتمد إدارة بايدن سياسة مغايرة لتلك التي سارت بها إدارة ترامب. وتوقع خلال الاجتماع الأسبوعي للحكومة أن "تعود الإدارة الأميركية الجديدة إلى وضع احترام القواعد"، ما قد يؤدّي إلى "الإنتقال تدريجاً من مناخ التهديدات، نحو مناخ الفرص".