جورجيفا أكدت أنّ الانتعاش الاقتصادي "عرضة لانتكاسات"

صندوق النقد يحثّ دول "العشرين" على إزالة القيود التجارية

02 : 00

كريستالينا جورجيفا

حثّ صندوق النقد الدولي أمس، دول مجموعة العشرين التي تجتمع الأسبوع الجاري في الرياض، على "إزالة" القيود التجارية التي تم وضعها "في السنوات الأخيرة" لدعم التعافي العالمي الذي أعاقته عودة ظهور وباء كوفيد-19. وتستضيف المملكة العربية السعودية قمة مجموعة العشرين عبر الفضاء الافتراضي. ومن غير المؤكد أن يشارك فيها الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب، الذي كان وراء اتباع سياسة تجارية حمائية. وفي مذكرته إلى مجموعة العشرين، شدد صندوق النقد الدولي على أن التعافي "القوي" يعتمد على قيادة عالمية تؤثر التعاون متعدد الأطراف.

ويوصي أنه "في الوقت الحالي، يتعين على مجموعة العشرين الامتناع عن فرض أو تكثيف القيود التجارية وإزالة تلك القيود المفروضة منذ بداية العام على جميع السلع والخدمات الطبية وكذلك على جميع السلع والخدمات المتصلة بتصنيع وتوزيع اللقاحات".

ويضيف أن الحواجز الجمركية وغير الجمركية التي فرضت "في السنوات الأخيرة يجب إلغاؤها"، سواء تعلق الأمر بحصص الاستيراد أو تشديد المعايير الصحية التي تحد من الواردات. ودخلت الولايات المتحدة والصين في حرب تجارية تبادلتا خلالها فرض رسوم جمركية إضافية على الواردات شملت مجموعة واسعة من السلع وساهمت بصورة رئيسية في إبطاء النمو العالمي حتى قبل ظهور جائحة كوفيد-19.

تجنّب الحواجز التجارية

ويشجع صندوق النقد الدولي أيضاً المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي على المصادقة على اتفاق تجاري لتجنب فرض حواجز تجارية جديدة بعد بريكست. وتأتي هذه التوصيات في الوقت الذي حذّرت فيه مديرة الصندوق من أن التعافي الاقتصادي العالمي "ما زال صعباً" بسبب عودة تفشي وباء كوفيد -19 في العديد من البلدان. في الوقت الحالي، يتوقع صندوق النقد الدولي انكماشاً في الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة 4,4% هذا العام قبل تسجيل انتعاش بنسبة 5,2% في العام 2021. لكن رئيسة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا كتبت في مدونة نُشرت قبل قمة مجموعة العشرين "في حين بات الحل الطبي للأزمة يلوح في الأفق" مع لقاحات بلغت مراحلها الأخيرة يبقى الانتعاش الاقتصادي "عرضة لانتكاسات".

ومع ذلك، كان النمو في الربع الثالث "أفضل مما كان متوقعاً، خصوصاً في الولايات المتحدة واليابان ومنطقة اليورو"، وفق مديرة الصندوق ومقره في واشنطن. ولكن منذ ذلك الحين، ارتفع عدد الإصابات بكوفيد-19 ما أجبر العديد من البلدان على اتخاذ تدابير جديدة لاحتوائه، فقيدت حركة السكان والنشاط الاقتصادي لوقف الموجة الجديدة من الوباء.

وقالت جورجيفا: "في الوقت الذي يجتمع فيه قادة مجموعة العشرين في الفضاء الافتراضي هذا الأسبوع، يمر الاقتصاد العالمي بمنعطف حرج".

وأضافت: "بدأت بعض البلدان تتعافى وتخرج من أعماق الأزمة، لكن عودة ظهور الإصابات في العديد من الاقتصادات تظهر مدى صعوبة هذا الانتعاش وتذبذبه". واعتبرت إن "عودة انتشار الوباء تُذكر كم أن التعافي الدائم مستحيل إذا لم يتم اجتثاث الوباء "في كل مكان"، بعدما أودى بحياة ما لا يقل عن 1,339,130 شخصاً في جميع أنحاء العالم منذ ظهوره في نهاية كانون الأول 2019، وفقاً لحصيلة أعدتها وكالة فرانس برس. من هنا تنبع الحاجة، كما كتبت جورجيفا، إلى "التعاون عبر الحدود" للحد من مخاطر نقص الإمداد باللقاحات والعلاجات والاختبارات.


MISS 3