باريس: "النووي الإيراني" وصل إلى عتبة خطرة

بومبيو يكسر "المحرّمات" ويزور مستوطنة والجولان

02 : 00

بومبيو خلال زيارته إلى هضبة الجولان برفقة أشكينازي وسط إجراءات أمنية مشدّدة أمس (أ ف ب)

كسر وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو، الذي يُعتبر أحد "الصقور المحافظين" في إدارة الرئيس دونالد ترامب، "المحرّمات الديبلوماسية"، متجاهلاً الحقوق الفلسطينية والسورية، فزار أمس كلّاً من مستوطنة "بساغوت" في الضفة الغربية والجولان، ليُصبح أوّل وزير خارجيّة أميركي يزور مستوطنة إسرائيليّة وهضبة الجولان، مكرّساً بذلك خلال زيارته الوداعية إلى الشرق الأوسط إرث ترامب ودعمه الثابت لإسرائيل، ومعبّداً الطريق أمام ترشّحه للرئاسة الأميركية مستقبلاً من موقع قوّة.

ووصل بومبيو إلى هضبة الجولان برفقة نظيره الإسرائيلي غابي أشكينازي، وسط إجراءات أمنية مشدّدة. وقال خلال زيارته: "لا يُمكن الوقوف هنا والتحديق عبر الحدود وإنكار أمر أساسي يكمن في أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعترف بأن هذا جزء من إسرائيل، وهو ما رفضه الرؤساء (الأميركيون) السابقون".

واستنكر الوزير الأميركي باستهزاء ما وصفه بدعوات من "الصالونات في أوروبا ومؤسّسات النخبة في أميركا"، لإسرائيل، بإعادة الجولان إلى سوريا بعد حرب العام 1967. وأضاف: "تخيّلوا مع سيطرة الأسد على هذا المكان، الخطر الذي يُلحق الضرر بالغرب وبإسرائيل"، في حين كان قد اعتبر خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس في وقت سابق أن "مجرّد الاعتراف (بالجولان) كجزء من إسرائيل، كان قراراً اتخذه الرئيس ترامب وهو مهمّ تاريخيّاً وببساطة اعتراف بالواقع".

من جانبه، أشاد أشكينازي باعتراف بومبيو "بالأهمّية الإستراتيجية لمرتفعات الجولان"، وقال إن سبب ذلك معرفته بـ"الحقائق"، خصوصاً أنّه شغل في السابق منصب رئاسة وكالة الإستخبارات المركزية، بينما ندّدت دمشق بـ"الخطوة الإستفزازية". ونقلت "سانا" عن "مصدر مسؤول" في الخارجية السورية أنّ بلاده "تُدين بأشدّ العبارات" الزيارة إلى "المستوطنات الإسرائيلية في الجولان السوري المحتلّ"، واصفاً ذلك بأنّه "خطوة استفزازية قبيل انتهاء ولاية إدارة الرئيس الأميركي" و"انتهاك سافر لسيادة سوريا".

وسبق ذلك أن زار بومبيو أيضاً مستوطنة "بساغوت" في الضفة الغربية، حيث حضر إلى مصنع للنبيذ فيها بالقرب من مدينة رام الله، ليصير أوّل وزير خارجية أميركي يزور مستوطنة إسرائيلية ويُعلن الاعتراف بمنتجات المستوطنات في الضفة الغربية على أنّها منتجات إسرائيلية، ما دفع الرئاسة الفلسطينية إلى إدانة زيارة بومبيو إلى "المستوطنة المقامة على أراضي مدينة البيرة الفلسطينية" بشدّة، كما وإدانة الإعلان الأميركي باعتبار صادرات مستوطنات الضفة الغربية على أنّها "صناعة إسرائيلية".

وكان قد جاء في بيان لبومبيو: "سيُطلب من جميع المنتجين داخل المناطق التي تُمارس فيها إسرائيل سلطات ذات صلة، وسم البضائع باسم "إسرائيل" أو "منتج إسرائيلي"، أو "صنع في إسرائيل"، وذلك عند التصدير إلى الولايات المتحدة"، مؤكداً أن التعليمات الجديدة تنطبق وبشكل أساسي على المنطقة المصنّفة (ج)، وهي جزء من الضفة الغربية تُسيطر عليها إسرائيل بالكامل وتسكنها غالبية من المستوطنين، فيما أطلق مصنع انتاج النبيذ في مستوطنة "بساغوت" اسم "بومبيو" على أحد منتجاته.

ووصف بومبيو حركة "بي دي إس" (حملة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات) بأنّها "سرطان" و"معادية للسامية". ولفت إلى أنّ واشنطن ستتّخذ خطوات على الفور لتحديد المنظّمات التي تُشارك في "سلوك المقاطعة البغيض وسحب دعم الحكومة الأميركية لمثل هذه الجماعات"، بينما رفضت حركة المقاطعة إعلان بومبيو.

وعلى صعيد التوتّر المتصاعد بين إسرائيل وإيران، كشف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أن الوحدة 840 التي يوجّهها "فيلق القدس" في "الحرس الثوري" الإيراني مسؤولة عن زرع العبوات الناسفة قرب قاعدة عسكرية إسرائيلية في هضبة الجولان. وقال أدرعي: "وحدة 840 في سوريا، وهي وحدة عملياتية تعمل سرّاً نسبيّاً، تأخذ على عاتقها تخطيط وإنشاء بنية تحتية إرهابية، خارج إيران، موجّهة ضدّ أهداف غربية ومعارضة"، مضيفاً: "الوحدة مسؤولة عن زرع العبوات التي اكتُشفت الأربعاء وتمّ تحييدها. كما سبق ووجّهت محاولة مشابهة أخرى في شهر آب الماضي".

أمّا بخصوص الملف النووي الإيراني، فكان لافتاً الموقف الفرنسي المتقدّم بالأمس، إذ رأت الرئاسة الفرنسية أن برنامج إيران النووي وصل إلى عتبة تُعدّ خطرة، مشدّدةً على ضرورة توسيع المفاوضات مع إيران لتشمل دورها الإقليمي وصواريخها الباليستية. وأشارت الرئاسة إلى أن برنامج إيران النووي بات أقلّ قابلية للمراقبة اليوم مما كان عليه بفعل اتفاق فيينا.


MISS 3