إتّهم روسيا وتركيا بتأجيج حملة معادية لفرنسا في أفريقيا

ماكرون: لا نقاش مع الإرهابيين في منطقة الساحل

02 : 00

ماكرون: مع الإرهابيين لا نتناقش... نُقاتل (أ ف ب)

شدّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس على المعارضة الكاملة لفرنسا، التي تملك حضوراً عسكريّاً في الساحل الأفريقي، لأي مفاوضات مع الجهاديين، وهي مسألة تجري مناقشتها في المنطقة، لا سيما في مالي.

وبلغة حاسمة، قال ماكرون خلال مقابلة مع مجلة "جون أفريك": "مع الإرهابيين، لا نتناقش، نُقاتل". وأضاف: "يجب الإنضمام إلى خريطة الطريق الواضحة التي هي اتفاقات الجزائر"، في إشارة إلى اتفاق السلام الذي تمّ التوصّل إليه العام 2015 بين الحكومة المالية ومجموعات مسلّحة موالية لباماكو والمتمرّدين الطوارق السابقين في شمال مالي.

وتابع الرئيس الفرنسي: "تنصّ خريطة الطريق على حوار بين مختلف المجموعات السياسية والمطالبة بالحكم الذاتي. لكن ذلك لا يعني أنه يجب التحاور مع مجموعات إرهابية تُواصل قتل المدنيين والعسكريين، ومن بينهم عسكريونا". ولا يشمل الإتفاق الذي ذكره ماكرون مجموعات مرتبطة بتنظيم "القاعدة" في بلاد المغرب الإسلامي وتنظيم "داعش" الذي يُكثّف هجماته منذ 5 سنوات، مودياً بحياة الآلاف.

كما كشف أنّه "خلال الأشهر المقبلة" ستُتّخذ "قرارات في إطار إدخال تعديلات على برخان"، وهي القوّة الفرنسية في الساحل التي تضمّ 5 آلاف عسكري. وكان منتظراً اتخاذ قرار بهذا الصدد بحلول نهاية العام. وبعد عام على إرسال 600 جندي إضافي إلى الساحل لترجيح الكفة في محاربة الجهاديين، تنوي باريس تخفيض عدد العسكريين المنتشرين في المنطقة.

وأوضح ماكرون أنّه "بحاجة لتكرار واضح لرغبة شركائنا ببقاء فرنسا إلى جانبهم"، معتبراً أن على برخان "إعادة التركيز فعليّاً على أعدائنا، تنظيم "داعش" في الصحراء الكبرى، والمجموعات الإرهابية الأخرى". وأكد أنّه يجب "تسريع عملية تعزيز قوّة جيوش دول مجموعة الساحل الخمس" (موريتانيا، مالي، بوركينا فاسو، النيجر، تشاد) و"تدويل حضورنا" عبر إشراك دول أوروبّية أخرى.

وعلى صعيد آخر، اتهم الرئيس الفرنسي روسيا وتركيا باتباع استراتيجية تهدف إلى تأجيج مشاعر معادية لفرنسا في أفريقيا، من خلال "استغلال نقمة ما بعد حقبة الإستعمار"، وقال: "هناك استراتيجية يتمّ اتباعها، يُنفّذها أحياناً قادة أفارقة، لكن بشكل أساسي قوى أجنبية مثل روسيا وتركيا، تلعب على وتر نقمة ما بعد حقبة الإستعمار". وأضاف: "يجب ألّا نكون سذّجاً: العديد من الذين يرفعون أصواتهم ويُصوّرون مقاطع فيديو، والحاضرين على وسائل الإعلام الفرنكوفونية، يرتشون من روسيا أو تركيا".

وشدد ماكرون على "العلاقة المنصفة" و"الشراكة الحقيقية" التي تسعى فرنسا إلى إقامتها مع القارة الأفريقية منذ وصوله إلى السلطة العام 2017، من خلال رفع "المحرّمات" على صعيد "الذاكرة والاقتصاد والثقافة والمشاريع". وذكر في هذا السياق إعادة تحف من التراث الأفريقي إلى بنين ومدغشقر، ووقف التعامل بالفرنك الأفريقي. وتابع: "أعتقد أن العلاقة بين فرنسا وأفريقيا يجب أن تكون قصّة حب"، مؤكداً أنّه "يجب ألّا نكون أسرى ماضينا".

كذلك، أكد الرئيس الفرنسي أنّه سيفعل "كلّ ما بوسعه من أجل مساعدة" الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون "الشجاع"، "لإنجاح العملية الإنتقالية" في الجزائر، معتبراً أنّه "لا نُغيّر بلداً ومؤسّسات وهياكل السلطة في بضعة أشهر". وقال لدى سؤاله عن الحراك الإحتجاجي في الجزائر: "ثمّة حراك ثوري، لا يزال قائماً، بشكل آخر. ثمّة أيضاً رغبة بالإستقرار، خصوصاً في أكثر المناطق ذات الطابع الريفي في الجزائر"، لافتاً إلى أنّه "يجب القيام بكلّ شيء من أجل إنجاح العملية الإنتقالية"، لكنّه أشار في الوقت عينه إلى التنبّه لـ"عامل الوقت المهمّ". وأردف: "الجزائر دولة كبيرة. لا يُمكن لأفريقيا النجاح من دون أن تنجح الجزائر".


MISS 3