فادي سمعان

"تركيزي منصبّ على نجاح مهمّتي الجديدة في السعودية"

أبو شقرا لـ"نداء الوطن": لا للتزكية في انتخابات كرة السلّة

21 تشرين الثاني 2020

02 : 00

بدا المدرّب الوطني فؤاد أبو شقرا في حديثه لصحيفتنا واثقاً ومصمّماً على خوض التحدّي مع ناديه الجديد الأهلي جدّة السعودي وإيصاله الى منصّة التتويج للمرة الأولى منذ أكثر من أربعة عقود، موجّهاً التحيّة الى إدارة نادي الشانفيل لتفهّمها وتسهيلها أمور السفر. وإذ أبدى قلقه على كرة السلة في لبنان بسبب الأوضاع الصعبة الراهنة، أكد أنّ اللعبة لن تموت لأنها الأكثر جمالية وشعبية في البلد.

أبو شقرا أشار في البداية الى أنّ كرة السلة اللبنانية هي الأقوى في آسيا واللعبة الشعبية الأولى في لبنان، مؤكداً أنّ مستوى المنافسة كان قوياً في بطولة لبنان، ولهذا السبب كان متمسكاً بالبقاء في بلده على رغم كلّ العروض الخارجية التي تلقاها. أضاف: "لكن اليوم في ظلّ الظروف الخانقة التي نمرّ بها، إن كان إقتصادياً أو على صعيد كارثة إنفجار مرفأ بيروت، إضافة الى إنتشار فيروس كورونا جعلتني أتطلّعُ الى الخارج، وأدرس العروض التي وصلتني من الدول العربية الشقيقة، فإخترتُ الأهلي جدة الذي هو نادٍ عريق جداً، وهذا القرار جاء بمثابة تحدّ كبير لي، لأنه لم يسبق لهذا النادي أن أحرز لقب بطولة السعودية منذ 45 عاماً، فانكببتُ على أمور الفريق بهدف خلق ثقافة البطل فيه ومتابعة كافة التفاصيل الكبيرة والصغيرة، ومن الفئات العمرية الى الفريق الأول".

وعن العقد مع النادي السعودي، أشار أبو شقرا الى أنه يمتدّ لثمانية أشهر، مثنياً على الجهود الكبيرة التي بذلها المدير التنفيذي لكرة السلة في نادي الأهلي الدكتور خالد الشافعي الذي تميّز بأسلوب إدارته المحترف للمفاوضات، إضافة الى كونه يملك خطة واضحة ونظرة مستقبلية ثاقبة، ما جعله يتشجّع ويبادر لإتخاذ هذه الخطوة.

ستوغلين سيكون تحت السيطرة

وتابع: "عندما حسمتُ قراري النهائي بالتوقيع على العقد، نلتُ موافقة رئيس لجنة كرة السلة في نادي الشانفيل إبراهيم منسى ورئيس النادي أكرم صفا اللذين تفهّما وضعي وتمنّيا لي التوفيق في المملكة، وأنا في هذا السياق ملتزمٌ مع النادي السعودي إلتزاماً كاملاً، وكلّ تفكيري وتركيزي منصبّان على النجاح في مهمّتي الجديدة، وأتمنّى للمدرّب الذي سيأتي من بعدي الى فريق الشانفيل أن يكمل المسيرة بنجاح"، مضيفاً أنه سيساعد النادي بأيّة طريقة ممكنة، وهو سيبقى الى جانب منسى وصفا لكي يحرز الشانفيل لقب بطولة لبنان لكي لا تذهب كلّ التضحيات التي قدّماها للنادي سدىً.

وعن سبب إختياره للأميركي تيريل ستوغلين ليكون ضمن صفوف فريقه، وهو المعروف بأنه صاحب شخصية مثيرة للجدل على أرض الملعب، لفت أبو شقرا الى أنه يعتبر ستوغلين بمثابة إبنٍ له، وهو لاعب بارز ومؤثّر نجح في إحراز بطولة مصر مع نادي الزمالك، وبلغ المباراة النهائية مع فريقه في فنزويلا، وهو بلا شك من أفضل المهاجمين الذين لعبوا في الدوريّ اللبنانيّ وفي المنطقة المجاورة، مضيفاً أنّ الصداقة والاحترام بينهما سيجعلان كلّ الأمور التي يمكن أن تستجدّ تحت السيطرة.

لإنتخابات ديموقراطية في إتحاد السلة

من جهة أخرى، تمنّى أبو شقرا أن يكون هناك لائحتان متنافستان في إنتخابات الاتحاد اللبناني لكرة السلة المقرّرة الشهر المقبل لأنّ ذلك يرتدّ إيجاباً على اللعبة التي تمرّ بمشاكل كبيرة جداً، معتبراً أنّ المنافسة الديموقراطية ستجعل الاتحاد الجديد يعمل ويُنتج أكثر، كائناً من كان الفائز في الإنتخابات، آملاً أن يكون هناك نمط وخطة جديدان ورؤية واضحة ودعمٌ من رؤساء الأندية لكي تمرّ هذه الأزمة على الجميع بأقلّ الأضرار الممكنة، وهذا بالطبع يتطلب تضحيات كبيرة من قبل الإتحاد والأندية واللاعبين والمدرّبين على السواء لكي يُعيدوا كرة السلة الى سابق عزّها وإزدهارها، مع العلم أنّ المهمة ليست سهلة إطلاقاً، فاللعبة للأسف تمرّ بمرحلة صعبة جداً وستشهد ربما سنواتٍ قاسية، وقد تعاني كثيراً، لكنها في النهاية لن تموت لأنّها رياضة جميلة وشعبية وتبقى إرادة الحياة فيها أقوى.

وختم: "أعتقد أنّ الخطورة حالياً هي في أنّ اللاعبين والمدربين سيرحلون الى الخارج إذا ما بقيت أوضاع البلاد المزرية على حالها، كما أنّ بعض اللاعبين في طريقهم الى الاعتزال، وهذه الأخبار مقلقة ومحزنة في آن معاً"، متمنياً أن تنتهي هذه الأزمة الخانقة على خير، ليس فقط على صعيد الرياضة وكرة السلة، بل على صعيد لبنان بأسره.


MISS 3