واشنطن: نراقب الوضع وخياراتنا مفتوحة

إعتداء حوثي على "أرامكو" في جدّة

02 : 00

أوبراين ووزير خارجية الفيليبين يتبادلان "سلام كورونا" في مانيلا أمس (أ ف ب)

يُواصل المتمرّدون الحوثيّون المدعومون من إيران انتهاك سيادة المملكة العربية السعودية وتهديد أمنها وأمن الطاقة العالمي، عبر استهدافهم منشأة تابعة لشركة "أرامكو" في جدة أمس، أدّى إلى حصول انفجار ونشوب حريق في خزّان للوقود داخل محطّة توزيع المنتجات البتروليّة، سرعان ما استطاعت فرق الإطفاء إخماده، ولم يتسبّب بوقوع أي إصابات، بحسب ما نقلت وكالة "واس" عن مصدر في وزارة الطاقة السعودية.

وبينما ذكر المصدر أن دوي الإنفجار هو "نتيجة اعتداء إرھابي بمقذوف"، وأن امدادات شركة "أرامكو" من الوقود لعملائھا لم تتأثر، أكد المتحدث الرسمي باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن العميد تركي المالكي "تورّط ميليشيات الحوثي الإرهابية في استهداف محطة للمنتجات البترولية شمالي جدة"، موضحاً أن هذا الإعتداء لا يستهدف المقدّرات الوطنية للمملكة فحسب، وإنّما يستهدف عصب الاقتصاد العالمي وإمداداته، وكذلك أمن الطاقة العالمي.

وإذ اعتبر المالكي أن هذا "الإعتداء الإرهابي يُشكّل امتداداً للأعمال الإرهابية باستهداف المنشآت النفطية في بقيق وخريص"، التي تبنّتها الميليشيات الحوثية، أشار إلى أن الأدلة أثبتت تورّط النظام الإيراني في تلك الهجمات الإرهابيّة باستخدام أسلحة نوعية، إيرانية الصنع، من نوع "كروز" وطائرات بلا طيّار مفخّخة. وتوعّد بـ"محاسبة العناصر الإرهابية المخطّطة والمنفّذة لهذه العمليات العدائية والإرهابية".

وفيما توالت الإستنكارات العربيّة للإعتداء الحوثي، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في بيان عن قلقه حيال الهجوم، مشدّداً على أنّ ضرب الأهداف المدنية والبنية التحتية يُشكّل "خرقاً للقانون الإنساني الدولي". كما طالب جميع الأطراف بـ"ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وإظهار التزام جاد بالمشاركة في العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة، والتوصّل إلى تسوية سياسية تفاوضية لإنهاء الصراع ومعاناة الشعب اليمني".

وفي وقت سابق، أعلن المتحدّث باسم الجناح العسكري للمتمرّدين يحيى سريع في بيان نشرته وكالة الأنباء "سبأ" الحوثية أنّ "القوّة الصاروخية استهدفت محطّة توزيع "أرامكو" في مدينة جدة بصاروخ مجنّح نوع "قدس 2"، الذي دخل الخدمة في الآونة الأخيرة بعد تجارب ناجحة في العمق السعودي لم يُعلن عنها بعد".

وتبعد مدينة جدة المطلّة على البحر الأحمر نحو 600 كلم عن أقرب نقطة حدودية مع اليمن. وكثّف المتمرّدون الحوثيّون هجماتهم على المملكة منذ بداية 2019 مستخدمين الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة الإيرانيّة الصنع. وحصل هذا الهجوم غداة استضافة المملكة قمة مجموعة العشرين الافتراضية، وبعد أكثر من عام على استهداف منشآت لـ"أرامكو" في شرق المملكة، في عملية غير مسبوقة أحدثت اضطرابات في سوق النفط العالمي.

وعلى صعيد متّصل، أعلن مستشار الأمن القومي الأميركي روبرت أوبراين أن الولايات المتحدة "تُبقي كلّ الخيارات مفتوحة" في ما يتعلّق بالحوثيين، وسط تقارير تُفيد بأنّ إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد تُصنّف الجماعة "منظّمة إرهابية". وفي حديث للصحافيين خلال زيارة إلى الفيليبين، انتقد أوبراين الحوثيين لفشلهم في الإنخراط في "عملية سلام بحسن نية" لإنهاء الصراع.

وأجاب المسؤول الأميركي ردّاً على سؤال حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستُصنّف الحوثيين "منظّمة إرهابية"، أن واشنطن "تُراقب الوضع عن كثب"، وقال: "نحن ندرس بشكل دائم ما إذا كان علينا أن نُصنّف جماعة ما إرهابية وكيف يجب أن نفعل ذلك". وتابع في هذا الصدد: "ما زال ترامب رئيساً للولايات المتحدة وسيبقى كذلك خلال الخمسين يوماً المقبلة، وسيكون هذا الأمر بالتأكيد على جدول الأعمال وسيتعيّن علينا أن نرى كيف سيتمّ ذلك".

كذلك، لفت أوبراين إلى أنه "في الوقت الحاضر، نحضّ الحوثيين على الابتعاد من الإيرانيين والتوقف عن مهاجمة جيرانهم والناس في الأراضي اليمنية والإنخراط في عملية سلام بحسن نية مع أصحاب المصلحة الآخرين في اليمن".

نوويّاً، وفي الوقت الذي تأمل فيه إيران بتليين في الموقف الدولي تجاهها، خصوصاً الموقف الأوروبي، أكدت ألمانيا أن طهران تنتهك بشكل مستمرّ بنود الإتفاق النووي. وكشفت المتحدّثة باسم الخارجية الألمانية أندريا ساسي أن الوزير هايكو ماس سيلتقي مع نظيرَيْه الفرنسي والبريطاني في برلين لإجراء محادثات تُركّز على الإتفاق النووي الإيراني والإنتهاكات المستمرّة لبنوده وبرنامج إيران الصاروخي ودورها الإقليمي. وقالت ساسي: "نحن وشركاؤنا معاً ندعو إيران بكلّ قوّة إلى التوقف عن مخالفة الإتفاق والعودة للإلتزام بتعهّداتها النووية بالكامل"، في حين أوصت الخارجية الألمانية بشدّة مواطنيها الذين يحملون أيضاً الجنسية الإيرانية بعدم زيارة إيران، خشية تعرّضهم للتوقيف "من دون سبب مفهوم".


MISS 3