لقاح ثالث يُعطي أملاً إضافيّاً للبشريّة

بريطانيا تتلمّس "طريق الخلاص": لا تمديد للقيود الصارمة

02 : 00

رئيس الوزراء البريطاني يحذر من أنّ احتفالات عيد الميلاد لن تكون كالمعتاد (أ ف ب)

بينما تعزّزت الآمال بانطلاق حملات تلقيح مكثفة ضدّ "الفيروس الصيني"، والتي يُرتقب أن تبدأ قبل نهاية العام، مع إعلان المختبر البريطاني "أسترازينيكا" عن نتائج واعدة للقاح الذي يعمل على إنتاجه، رأى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أمس أن "طريق الخلاص" من "كورونا" يلوح في الأفق، موضحاً أن القيود الصارمة المفروضة في إنكلترا لن تُمدّد إلى ما بعد الثاني من كانون الأوّل.

واعتبر جونسون أمام البرلمان أن "الإختراقات على صعيد العلاج، واختبارات اللقاحات تُنبئ بأنّ الحلّ العلمي يلوح في الأفق"، وتابع: "نُدرك في قرارة أنفسنا أننا سننجح العام المقبل. بحلول فصل الربيع يُفترض أن تُقلّص هذه النجاحات الحاجة إلى القيود التي عانينا منها في العام 2020".

وأضاف رئيس الوزراء المحافظ: "لقد اجتزنا منعطفاً وطريق الخلاص يلوح أمامنا"، لكنّه حذّر في الوقت عينه من أن "احتفالات عيد الميلاد لن تكون كالمعتاد والطريق إلى الربيع لا يزال طويلاً"، كاشفاً أن المملكة ستشهد بعد الثاني من كانون الأوّل نظاماً متفاوتاً من القيود المناطقية المشدّدة، سيترافق مع حملة فحوص واسعة النطاق في المناطق الأكثر تضرّراً.

تزامناً، حذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس من أن "الفئات الأشدّ فقراً والأكثر ضعفاً ستتعرّض للدوس وسط الاندفاع نحو اللقاحات"، لكنّه اعتبر أنّه "مع نشر أحدث النتائج الإيجابية للتجارب السريرية على اللقاحات، فإنّ الضوء في نهاية النفق يُضيء الآن أكثر إشراقاً".

وتابع تيدروس: "هناك الآن أمل حقيقي في أن اللقاحات جنباً إلى جنب مع تدابير الصحة العامة الأخرى المثبتة سوف تُساعد في القضاء على الجائحة"، في حين تأمل الصحة العالمية في أن يتمكّن الفريق العلمي الدولي الذي شكّلته للعثور على منشأ الفيروس الذي تسبّب في انتشار الوباء حول العالم من زيارة الصين في وقت قريب.

ومع تفشّي الجائحة بشكل حاد في العديد من البلدان حول العالم، يكمن أمل البشرية أكثر من أي وقت مضى في تطوير لقاحات، ومن المتوقع ظهور أولها في غضون أسابيع قليلة. وتعزّز هذا الأمل بإعلان شركة "أسترازينيكا" البريطانية بالتعاون مع جامعة "أكسفورد"، أنّها طوّرت لقاحاً فعّالاً بنسبة 70 في المئة في المتوسط وحتّى 90 في المئة في بعض الحالات، وفقاً لنتائج التجارب السريريّة التي أُجريت في المملكة المتحدة والبرازيل.

وأشارت الشركة البريطانية إلى أنها ستُقدّم بسرعة هذه النتائج إلى السلطات بهدف الحصول على موافقة أولية. ونقل البيان عن المدير العام لـ"أسترازينيكا" باسكال سوريو أنّه بفضل "سلسلة توريد بسيطة"، سيكون اللقاح "متاحاً ومتوافراً في كلّ أنحاء العالم". وتُفيد المجموعة بأنّها تتقدّم بسرعة في التصنيع المرتقب لثلاثة مليارات جرعة ستكون متوافرة في العام 2021. لكن سوريو حذّر من أنّه "حتّى إذا جمعت قدرات "فايزر" و"موديرنا" وقدراتنا، فلن تكون هناك لقاحات كافية للعالم".

ومن بين 48 لقاحاً مرشّحاً قيد التطوير حول العالم، دخل 11 لقاحاً المرحلة الثالثة من الاختبار، وهي الأخيرة قبل موافقة السلطات الصحية عليها. وفي غضون ذلك، تُعدّ الإجراءات التقييدية الاجتماعية الأسلحة الوحيدة ضدّ الوباء الذي يستمرّ في التفشي بسرعة في أجزاء عدّة من العالم، خصوصاً في أوروبا والولايات المتحدة. وتُخطّط الإدارة الأميركية لتلقيح 20 مليون شخص معرّض للخطر في كانون الأوّل، تليها حملات تطال 25 إلى 30 مليوناً شهريّاً.

وفي الغضون، يلتزم ملك إسبانيا فيليبي السادس الحجر الصحي بعدما خالط شخصاً مصاباً بـ"كوفيد 19"، وفق ما أعلن القصر الملكي الذي أضاف: "تنفيذاً للقواعد الصحية، سيلتزم اعتباراً من الآن حجراً وقائيّاً لعشرة أيّام"، موضحاً أنّه تمّ تعليق كلّ الأنشطة الرسمية للملك خلال هذه الفترة.


MISS 3