الضوء الساطع يُحسّن صحة القلب!

17 : 45

كشف بحث جديد على الفئران أن العلاج بالضوء الساطع قد يُخفف تضرر الأنسجة الذي يتزامن مع النوبات القلبية.

جرت الدراسة في جامعة "كولورادو" ونُشرت نتائجها في مجلة "تقارير الخلية". تبيّن أن تعريض فئران المختبر لضوءٍ ساطع طوال أسبوع يُحسّن وضعها بعد النوبات القلبية.

ذكر البحث أيضاً أن هذه العملية قد تفيد البشر. وأوضح المشرف الرئيس على الدراسة، توبياس إيكل، أستاذ في طب التخدير في جامعة "كولورادو"، "أورورا": "نعرف أصلاً أن الضوء الساطع يحمي من النوبات القلبية، لكننا اكتشفنا الآن الآلية الكامنة وراء هذه العملية".

اكتشف الباحثون أن الضوء الساطع يؤثر على وظائف جينة PER2 التي يعبّر عنها الجزء الدماغي المسؤول عن التحكم بإيقاعات الساعة البيولوجية. عبر تقوية هذه الجينة عبر العلاج بالضوء، استفاد نسيج القلب لدى الفئران من وقاية إضافية عند مواجهة مشاكل في تلقي الأوكسجين، كما يحصل عند التعرض لنوبة قلبية. كذلك، زاد ذلك الضوء مستوى الأدينوسين في القلب. ويسهم هذا العنصر الكيماوي الخاص في تنظيم تدفق الدم، وتحمي هاتان المنفعتان معاً صحة القلب. وعند تحليل وضع الفئران، تبيّن أن القدرة على رؤية الضوء بشكلٍ ملموس عامل محوري، لأن الفئران العمياء لم تحصد أي منافع من ذلك الضوء.

منافع مشابهة للبشر

كانت الخطوة اللاحقة تقضي بالتأكد من المنافع التي يحصدها البشر بفضل العلاج بالضوء. تعاون الباحثون مع متطوعين أصحاء وعرّضوهم لثلاثين دقيقة من الضوء الساطع.

في فترة الصباح من خمسة أيام متلاحقة، تعرّض المشاركون لعشرة آلاف شمعة ضوئية وسحب الباحثون عينات دم منهم بشكلٍ متكرر.

اكتشف العلماء أن مستويات جينة PER2 زادت بفضل العلاج بالضوء لدى المشاركين البشر، كما حصل مع الفئران. كذلك، سجّل المتطوعون تراجعاً في مستوى الشحوم الثلاثية في مصل الدم وتحسّناً في الأيض.

أوضح إيكل أن الضوء يؤدي دوراً أساسياً في صحة البشر، فلا يكتفي بتنظيم إيقاع الساعة البيولوجية فحسب، بل يؤثر على صحة القلب والأوعية الدموية أيضاً.

بناءً على دراسات سابقة، لوحظ أن أعداداً إضافية من الناس في أنحاء الولايات المتحدة أصيبت بنوبات قلبية خلال أشهر الشتاء المظلمة، حتى في الولايات التي تُعتبر مشمسة أكثر من غيرها، مثل هاواي وأريزونا.

ويعرف معظم الناس أن ألم الصدر أبرز مؤشر الى وقوع نوبة قلبية، لكن تبرز مؤشرات أقل وضوحاً أيضاً منها: ضيق تنفس، ألم في أعلى الجسم، غثيان، عرق بارد، دوار، انزعاج في الذراع، أو الظهر، أو العنق، أو الفك، أو أعلى المعدة.

تتعدد الخطوات التي تسمح بتقليص مخاطر الإصابة بأمراض القلب، منها تحسين النظام الغذائي وتكثيف الرياضة. لكن يجب أن تتابع الأبحاث استكشاف الطرق التي تحمي القلب والأوعية الدموية. تُشدد الدراسة الأخيرة هذه على المنافع الواقية التي قد تعطيها عوامل غير مرتبطة ظاهرياً بصحة القلب.

قد تؤثر هذه الدراسة على علاجات أمراض القلب مستقبلاً. يقول إيكل: "إذا تلقى المريض العلاج قبل الخضوع لجراحة خطيرة في القلب أو أعضاء أخرى، يمكن أن يحمي نفسه من إصابات قاتلة في عضلة القلب. تبرز احتمالات أخرى أيضاً، إذ يمكن تطوير أدوية تضمن الآثار الواقية نفسها بناءً على هذه النتائج. لكن لا بد من إجراء دراسات مستقبلية على البشر لفهم أثر العلاج بالضوء الساطع وانعكاساته على خطط حماية القلب".


MISS 3