تكنولوجيا طبية

جهاز لاصق يراقب صحّتك

19 : 00

تعكس البشرة وضع جسمنا الداخلي، لأن المؤشرات الخارجية المرتبطة بالتغيرات الفيزيولوجية قد توحي بحالتنا الجسدية والعاطفية. طوّر العلماء حديثاً طريقة للتحكم بهذه المؤشرات الجلدية عبر جهاز لا يتطلب بطاريات أو أسلاكاً أو رقائق. وصمّمت زينان باو، أستاذة في الهندسة الكيماوية في جامعة "ستانفورد"، كاليفورنيا، مع فريقها رقعة تلتصق بالجلد وتقيس قابلية البشرة للتمطط والانقباض، وسمّي الجهاز "شبكة استشعار منطقة الجسم" أو BodyNET وهو يرسل القياسات بطريقة لاسلكية إلى جهاز الاستقبال المتّصل بملابس الشخص.

بناءً على هذه القياسات، راقب الباحثون إيقاع تنفس المشاركين وضربات قلوبهم، فضلاً عن حركات الذراعين والساقين. والجهاز "مجموعة من أجهزة الاستشعار المتشابكة يمكن استعمالها لمراقبة الإشارات الفيزيولوجية البشرية". ذكر الباحثون أيضاً طريقة اختبار التصميم، فألصقوا أجهزة الاستشعار على معصم وبطن كل مشارك لرصد نبضه وتنفّسه.

من خلال وضع أجهزة الاستشعار على مرفقَي وركبتَي المشارك، يعرف الباحثون متى يتحرك الشخص لأن الرقعة ترصد حركات تمطط الجلد وانقباضه في مناطق العضلات المَثْنية. يعمل BodyNET عبر استعمال تقنية "رصد تردد الراديو" التي تُستخدَم أيضاً في أنظمة وصول بلا مفاتيح وفي بطاقات المفاتيح.

في بطاقات المفاتيح، يرصد "قرن الاستشعار" طاقة تردد الراديو من جهاز الاستقبال ويستعمله لإنتاج رمز مرور. ثم ترسل البطاقة ذلك الرمز إلى جهاز الاستقبال مجدداً. لكن مع BodyNET، اضطر الباحثون لإيجاد طريقة أخرى لنقل طاقة تردد الراديو عبر قرن استشعار قادر على التوسع والانقباض والتحرك مع الجلد.

استعمل العلماء حبراً معدنياً لابتكار "قرن الاستشعار" هذا، لكنهم أدركوا سريعاً أن الإشارة لم تكن قوية بما يكفي لمواكبة التحركات والتقلبات المتواصلة في البشرة وجهاز الاستشعار. لذا صمموا نوعاً جديداً وأكثر قوة من نظام "رصد تردد الراديو" لإرسال إشارات أكثر ثباتاً ودقة. ويستخدم هذا النظام المبتكر تقنية "بلوتوث" لإرسال القياسات من جهاز الاستقبال إلى هاتف ذكي أو أي جهاز لاسلكي آخر. ويأمل الباحثون في أن يستعمل أطباء الصحة العامة الجهاز يوماً لمراقبة المصابين بمشاكل في النوم أو مرضى القلب.


MISS 3