ندوة تواصلية لمركز التراث في اللبنانية الأميركية

"أي وجه للتراث اللبناني في رواياتك؟"

02 : 00

عقد "مركز التراث اللبناني" في الجامعة اللبنانية الأميركية LAU ندوته الإلكترونية التواصلية الثالثة عشرة عن بعد، تحت عنوان "أي وجه للتراث اللبناني في رواياتك؟" أعدها مدير المركز الشاعر هنري زغيب واستضاف إليها الروائيين اللبنانيين حسن داود وجبور الدويهي وشريف مجدلاني واسكندر نجار.

وأشار زغيب في كلمته الافتتاحية: "لنا في لبنان روايات خلّدت أعلاماً ومعالـم من لبنان فازدهى بها الأدب اللبناني، حتى إذا ما ترجمت إلى لغات العالم حملت معها تلك المعالم وأولئك الأعلام من لبنان. وهذه حال روائيين لبنانيين حملت رواياتهم لبنان في ملامح مختلفة من تراثه المادي أو غير المادي، فركزتها في ذاكرة الأدب العالمي عبر تلك الترجمات".

داود: المناخ اللبناني يتجلّى في رواياته

لفت بيان للمركز الى أن داود ركّز على "المحلية في نصه الروائي، معتبراً أنه ينطلق منها إلى الأشمل. وهو يرسم في رواياته بعضاً من ملامح جنوبية راسخة من بلدته، وملامح أخرى من إقامته في بيروت التي جاءها فتى وعاين فيها مشاهد ووجوهاً ظهرت ملامحها في فصول رواياته، مروراً بفترة الستينات والحركة الطالبية فيها. وأشار الى أن هذه الأخيرة تجلت في روايته الأخيرة "نساء وفواكه وآراء" (صدرت عن منشورات نوفل قبل أشهر)، بما يمكن أن تشكل لوحات نابضة من ذكرياته في كلية التربية (الجامعة اللبنانية). وذكر أن في رواياته السابقة، ومنها "بناية ماتيلد" و"سنة الأوتوماتيك" وغيرها ظهوراً واضحاً لمناخ لبناني من الجو الذي كان في مراحل مختلفة من حياته.

وأضاف البيان أنه في مسيرة داود الروائية محطات تكللت بجوائز لافتة، منها "جائزة المتوسط" (2009) عن روايته "مئة وثمانون غروباً"، و"جائزة نجيب محفوظ للأدب" (2015) عن روايته "لا طريق إلى الجنة".

الدويهي: لوحات حيّة بريشة تصويرية وروائية

"لم يبتعد الدويهي عن هذا الجو"، أشار البيان، معتبراً أنه في معظم رواياته روى معايناته الخاصة في بيئته الممتدة بين بلدته زغرتا ومدينة طرابلس، قاطفاً منها لوحات حية من أشخاص أو أحداث أو مواقف، راح يرسمها بريشة تصويرية مرة، وأخرى فيها الكثير من الخيال الروائي الذي يجعل النص عملاً إبداعياً. وهو هذا دأبه في نسج النص تأليفاً وحياكة دقيقة، كما في "شريد المنازل" وما فيها من شخصيات تتأرجح بين الهوية والانتماء.

وهذه الشمولية الإنسانية دفعت ببعض رواياته إلى الترجمة كما "اعتدال الخريف" (جائزة أفضل عمل مترجم من جامعة أركنصا) و"مطر حزيران" التي صدرت بالإنكليزية في ترجمة بولا حيدر.


مجدلاني: بيروت ومكانتها الخاصة في كتاباته


أشار بيان المركز الى أن مجدلاني "لم يغترب عن لبنان. وبالسؤال عن أي من رواياته فيها ملامح من تراث لبنان، قال: "بل أي من رواياتي ليست فيها ملامح من لبنان"، بدءاً من روايته الأخيرة "بيروت 2020: تاريخ انهيار"، وهي نالت قبل أسابيع جائزة لجنة "فيمينا" الشهيرة في فرنسا. وقال عنها إنها مجموع تدوينات كان يقتطفها من معايناته ومشاهداته اليومية، حتى كان انفجار المرفأ فزاد منها واتخذت الرواية منحى الانهيار الذي أصاب بيروت. والملامح ذاتها أيضاً تظهر في روايته "المرصد وسيده الأخير" (2013).


نجار: مؤرّخ من دون أن يدّعي التاريخ


اعتبر المركز أن نجار لعله أكثر الروائيين التزاماً بلبنان في مختلف كتبه من مختلف نواحي تراثنا اللبناني أعلاماً ("جبران"، "ميشال زكور"، "بونا يعقوب"،...) ومعالم ("رواية بيروت"، "قاديشا"، "حصار صور"، "الفلكي" عن علاقة غاليليو وفخر الدين،...) وعلامات ("ديغول ولبنان"، "قاموس لبنان العاطفي"،...) حتى ليمكن اعتباره مؤرخاً من دون أن يدعي التأريخ، ورسام وجوه وحكايات وأحداث من دون أن يدعي العمل التشكيلي.

وحتى في كتبه البيوغرافية الذاتية ("ميموزا" عن والدته، و"صمت التينور" عن والده، و"مدرسة الحرب" عن طفولته) بقي أدبه نابضاً بالبيئة اللبنانية التي أطلعت لوحة رائدة من كل نوع وعصر ومكان. فزرع نجار تراث لبنان في العالم عبر ترجمة روايته إلى عدد من اللغات.


MISS 3