مستشاره العسكري يترشّح للإنتخابات الرئاسية الإيرانية

خامنئي: لعدم الوثوق بالأجانب لإيجاد حلول لمشكلاتنا

02 : 00

خامنئي متحدّثاً خلال اجتماع للمجلس الأعلى للتنسيق الإقتصادي في طهران أمس (أ ف ب)

في أعقاب فوز الرئيس المنتخب جو بايدن في السباق الرئاسي الأميركي، دعا المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية علي خامنئي أمس إلى عدم الوثوق بالأطراف الأجنبية من أجل إيجاد حلول لأي مشكلات قد تُواجهها بلاده التي تُعاني من أزمة اقتصادية واجتماعية حادة، إذ سبق للرئيس الإيراني حسن روحاني أن رأى في فوز بايدن فرصة للولايات المتحدة لتعويض "أخطائها السابقة"، مؤكداً أن بلاده لن تُفوّت أي فرصة لرفع العقوبات عنها.

وإذ قال خامنئي في كلمة نشر مكتبه مقتطفات منها على موقعه الإلكتروني: "لا يُمكن الوثوق بالأجانب وعقد الآمال عليهم في إيجاد الحلول"، أضاف: "لقد جرّبنا مرّة مسار رفع الحظر وفاوضنا لسنوات من دون أيّ نتيجة. أمّا مسار التغلّب على الحظر، فقد يتخلّله في البداية بعض الصعوبات والمشكلات، لكنّ عاقبته حسنة"، وذلك خلال اجتماع للمجلس الأعلى للتنسيق الإقتصادي، بحضور روحاني ورئيس السلطة القضائية ابراهيم رئيسي ورئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف.

وبينما كان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قد كشف الأسبوع الماضي أن بلاده ستعود تلقائيّاً إلى تنفيذ التزاماتها بموجب الإتفاق النووي في حال رفع العقوبات، حذّر خامنئي من أن "وضع أميركا غير واضح، والأوروبّيون يتّخذون باستمرار موقفاً ضدّ إيران". وتابع: "يقولون لنا ألّا نتدخّل في شؤون المنطقة، وهم أنفسهم أكثر من يتدخّل بالسوء في شؤون المنطقة".

واعتبر المرشد الإيراني أن "الأشخاص الذين يعقدون بعض الأمل عليهم يُعادوننا، في حين أن وضعهم الداخلي ليس واضحاً أبداً، والمشكلات الأخيرة لا تسمح لهم بالتحدّث واتخاذ موقف من القضايا الدولية". وشدّد على مواجهة آثار العقوبات من خلال خطوات داخلية، موضحاً: "إذا استطعنا التغلّب على الحظر بالجدّ والإقدام والتصدّي للمشكلات، ولاحظ الطرف المقابل فقدان الحظر فعاليتَه، سيتخلّى عن الحظر تدريجيّاً".

تزامناً، أعلن العميد حسين دهقان، وزير الدفاع الإيراني الأسبق ومستشار المرشد الأعلى العسكري حاليّاً، ترشّحه رسميّاً للإنتخابات الرئاسية التي ستُجرى العام المقبل. وقال دهقان خلال مقابلة تلفزيونية: "أُعلن استعدادي لخوض انتخابات الرئاسة لعام 2021، وسأقوم بتنفيذ مسار النمو والتنمية بأقلّ كلفة". ووصف العميد نفسه بأنّه "عنصر وطني وثوري، ولديّ كلّ الإمكانات الفكرية والعقلية والتنفيذية لدفع أهداف ومصالح النظام والثورة". وشدّد أوّل المرشّحين للإنتخابات الرئاسية الإيرانية على أنّه لا ينتمي إلى التيارَيْن السياسيَيْن التقليديَيْن في البلاد، الإصلاحي والمحافظ، متعهّداً بالسعي إلى "إيجاد جو من التفاهم والإجماع، والتفاهم الوطني وأجواء للحوار مع العالم من منطلق القوّة والعزّة". يُشار إلى أن دهقان كان قد تولّى وزارة الدفاع في بلاده بين عامَيْ 2013 و2017 خلال ولاية روحاني، وكان نائباً لوزير الدفاع خلال فترة رئاسة أكبر هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي.

وتولّى دهقان أيضاً قيادة القوّات الجوّية التابعة لـ"الحرس الثوري" في التسعينات. ويُعدّ مستشار المرشد الأعلى العسكري، أوّل شخصية تُعلن رسميّاً نيّتها الترشّح للإنتخابات المقبلة، وهو ما يُعزّز فرضيات تحدّثت عن احتمال أن يكون الرئيس الإيراني المقبل شخصيّة عسكريّة. وفيما يرى البعض أن دهقان سيحظى بدعم مؤسّسة المرشد، إلّا أن آخرين يعتبرون أنه مقرّب من الراحل هاشمي رفسنجاني وروحاني، وبالتالي لن يحظى بدعم "الحرس الثوري" والتيّارات المتشدّدة.

ومن بين الشخصيات العسكرية الأخرى التي يتمّ تداولها للترشّح في الإنتخابات المقبلة، رئيس مجلس الشورى الحالي محمد باقر قاليباف، الذي شغل لسنوات منصب قائد قوى الأمن الداخلي وقائد القوّات الجوّية في "الحرس الثوري". كما يتمّ تداول اسم رستم قاسمي، مستشار القائد العام لـ"الحرس الثوري" والقيادي في "فيلق القدس"، والذي شغل منصب وزير النفط في حكومة الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد. ومن الأسماء البارزة المتداولة كذلك، الرئيس السابق للبرلمان علي لاريجاني، وهو شخصية غير عسكرية ويُرجّح أن يترشّح مستقلّاً.