بعد اتفاقهما على "تفعيل جهودهما المشتركة" في إدلب

أردوغان يتوجّه إلى موسكو للقاء بوتين

11 : 30

... وسوريا ثالثهما (أرشيف)

يقصد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان موسكو الثلثاء للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بحسب ما ذكرت الرئاسة التركيّة، بعد أيّام قليلة من استهداف قافلة عسكريّة تركيّة خلال غارات جوّية في شمال غربي سوريا. وأوضحت الرئاسة في بيان أن أردوغان سيبقى يوماً في العاصمة الروسيّة، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل، كما أكّد الكرملين أن بوتين سيلتقي نظيره التركي أثناء زيارته إلى روسيا يوم 27 آب، على هامش معرض "ماكس" الدولي للطيران.

وأوضح الكرملين في وقت سابق أن بوتين وأردوغان اتفقا خلال اتصال هاتفي أمس على "تفعيل الجهود المشتركة بهدف التخلّص من التهديد الإرهابي القادم من تلك المنطقة"، أيّ إدلب، حيث يقود جيش النظام السوري مدعوماً من موسكو، هجوماً ضدّ الجهاديين والفصائل، فيما أبلغ الرئيس التركي نظيره الروسي بأنّ "هجمات النظام السوري على إدلب تضرّ بمساعي الحلّ وتُشكّل تهديداً حقيقيّاً على الأمن القومي التركي"، محذّراً من "أزمة إنسانيّة كبيرة" جرّاء ذلك، بحسب الرئاسة التركيّة. كذلك، أعلن أردوغان أنّه يعتزم بحث تطوّرات الأوضاع في إدلب مع نظيره الأميركي دونالد ترامب، خلال الأيّام المقبلة. وفي كلمة ألقاها أثناء فعاليّات أقيمت لإحياء ذكرى تأسيس حزب "العدالة والتنمية" الحاكم، أشار الرئيس التركي إلى أن بلاده تسعى إلى إقامة "منطقة سلام" على تخومها الجنوبيّة.

تزامناً، أكّد وزير الخارجيّة التركي مولود تشاوش أوغلو من بيروت على هامش زيارته لبنان، أن جنود بلاده لن يُغادروا نقطة المراقبة المطوّقة في جنوب إدلب. وقال: "لسنا هناك لأنّنا لا نستطيع المغادرة، ولكن لأنّنا لا نُريد المغادرة"، نافياً أن تكون القوّات التركيّة في بلدة مورك "معزولة". وأشار في الوقت ذاته إلى أن "قوّات النظام تقود أنشطة في محيطها"، مضيفاً: "نُناقش هذه المسألة مع روسيا وإيران".

وأحرزت القوّات السوريّة أمس مزيداً من التقدّم في ريف حماة الشمالي المحاذي لجنوب إدلب، وتمكّنت من السيطرة على 6 بلدات كانت تحت سيطرة الفصائل الجهاديّة والمعارضة، بينها مورك، حيث توجد أكبر نقطة مراقبة للقوّات التركيّة، وهي واحدة من بين 12 نقطة مراقبة نشرتها أنقرة في إدلب ومحيطها، بموجب اتفاقات مع موسكو وطهران، حليفتَيْ دمشق.

وكشف "المرصد السوري" لوكالة "فرانس برس" أن "قوّات النظام انتشرت في مورك وكامل ريف حماة الشمالي، من دون أن تتعرّض لنقطة المراقبة التركيّة"، مؤكّداً أنّها "باتت محاصرة بشكل كامل ولم يعد لها أيّ مخرج". ولفت إلى أن "المسافة التي تفصل قوّات النظام عن القوّات التركيّة لا تتخطّى مئتي متر".

ولا تزال الطائرات الحربيّة الروسيّة والسوريّة تقصف مناطق عدّة في الريف الجنوبي لإدلب، خارج المنطقة المحاصرة، أبرزها بلدة معرة النعمان في شمال خان شيخون. وتسبّب قصف جوّي سوري أمس على معرّة النعمان، بمقتل ثلاثة مدنيين بينهم طفلة، وإصابة ستة آخرين بجروح، وفق المرصد.

ويستضيف الرئيس التركي نظيريه الروسي والإيراني في أنقرة، في 16 أيلول، لبحث الوضع في سوريا، في قمّة هي الخامسة من نوعها بين الرؤساء الثلاثة. وتشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبّب منذ اندلاعه العام 2011، بمقتل مئات آلاف الأشخاص وأحدث دماراً هائلاً في البنى التحتيّة، وأدّى إلى نزوح وتهجير وتشريد أكثر من نصف السكّان داخل البلاد وخارجها.


MISS 3