تل أبيب تُطالب مجلس الأمن بالتحرّك ضدّ "التموضع الإيراني"

ضربات إسرائيلية تستهدف "مواقع إيرانية" عدّة في سوريا

02 : 00

دبّابات إسرائيلية متأهبة في الجولان على الحدود مع سوريا أمس (أ ف ب)

في سياق استهداف إسرائيل المتكرّر لما تصفه بـ"محاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا ونقل أسلحة متطوّرة إلى حزب الله"، قُتِلَ 8 مقاتلين موالين لطهران جرّاء القصف الإسرائيلي الذي استهدف ليل الثلثاء - الأربعاء مواقع عسكرية في سوريا، وفق ما أفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان".

وشنّت إسرائيل ضربات استهدفت مركزاً ومخزن أسلحة تابعاً للقوّات الإيرانية و"حزب الله" في منطقة جبل المانع في ريف دمشق الجنوبي. كما طالت مركزاً لمجموعة "المقاومة السورية لتحرير الجولان" في القنيطرة (جنوب) عند الحدود السورية مع الجولان، بحسب المرصد.

وكشف مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة "فرانس برس" أن القصف قرب دمشق أوقع 8 قتلى غير سوريين، لم يتمكّن من تحديد جنسيّاتهم، بالإضافة إلى عدد من الجرحى. كذلك، تسبّب بدمار مستودع صواريخ. وفي القنيطرة، أدّى القصف إلى إعطاب آليّات، من دون تسجيل أي خسائر بشرية.

ويتكرّر في الأيّام الأخيرة القصف الإسرائيلي على سوريا، آخره السبت الماضي وأدّى إلى مقتل 14 مسلّحاً موالياً لإيران، غالبيّتهم عراقيون في شرق سوريا، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي قبل أسبوع أن مقاتلاته قصفت "أهدافاً عسكرية لـ"فيلق القدس" والجيش السوري"، في ما اعتبره "ردّاً" بعد العثور على عبوات ناسفة على طول الحدود الشمالية. وأوقع القصف 10 قتلى بينهم جنود سوريون ومقاتلون أجانب. وأحصى المرصد تنفيذ إسرائيل أكثر من 36 ضربة جوّية في سوريا خلال العام الحالي.

توازياً، طالبت إسرائيل مجلس الأمن الدولي باتخاذ خطوات ضدّ "محاولات إيران التموضع عسكريّاً في سوريا"، بعد اتهام تل أبيب لطهران بزرع عبوات ناسفة في الجولان. وجاء هذا الطلب في رسالة وجّهها مساء الثلثاء مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد أردان إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ومندوبة دولة سانت فينسنت والغرينادين لدى المنظمة الدولية إنغا روندا كينغ، التي تترأس حاليّاً مجلس الأمن الدولي.

وأشار المندوب الإسرائيلي إلى أن الحوادث التي ألقت الدولة العبرية اللوم فيها على الوحدة الـ840 التابعة لـ"فيلق القدس" الإيراني، تُمثل "انتهاكاً خطراً وصارخاً" لاتفاقية فضّ الاشتباك بين سوريا وإسرائيل المبرمة العام 1974 في نهاية "حرب أكتوبر"، محذّراً من أنّها قد تؤدّي إلى تصعيد خطر في المنطقة وتُشكّل خطراً ليس على السكان المدنيين فحسب، بل وكوادر الأمم المتحدة على الأرض.

وشدّدت الرسالة على أن هذه الحوادث تؤكد "استغلال الأراضي السورية بما فيها المنطقة الفاصلة على أيدي العناصر المعادية"، مؤكدةً أن الحكومة الإسرائيلية سلّمت إلى قوّة الأمم المتحدة لمراقبة فضّ الإشتباك كلّ التفاصيل والحقائق في شأن الحوادث. وتابعت: "يُواصل النظام السوري السماح لإيران ووكلائها باستغلال أراضيه، بما فيها المنشآت والبنى التحتية العسكرية، لترسيخ تواجدهم العسكري في سوريا وتقويض جهود دعم الإستقرار في المنطقة".

كما لفت أردان إلى أن إسرائيل تنتظر من قوّة الأمم المتحدة لمراقبة فضّ الإشتباك إجراء تحقيق مفصّل في تلك الحوادث ورفع تقرير في شأن نتائج التحقيق إلى أعضاء مجلس الأمن، داعياً المجلس إلى "إدانة هذه التصرّفات الخطرة المتكرّرة"، وطالب أيضاً بـ"انسحاب إيران ووكلائها بالكامل من سوريا وإخراج البنى التحتية العسكرية الإيرانية من الأراضي السورية".