إسرائيل تتحضّر لاحتمال ضرب إيران

إحباط عمل إرهابي جنوب البحر الأحمر

02 : 00

الحوثيّون يُهدّدون حرّية الملاحة في البحر الأحمر (أرشيف)

تواصل إيران سعيها الدؤوب لتكريس سطوتها الإقليمية عبر سياسة زعزعة الأمن والإستقرار التي تنتهجها في المنطقة من خلال أعمال أمنية يقوم بها وكلاؤها في المنطقة، وكان آخرها إعلان تحالف دعم الشرعية في اليمن أمس تدمير زورق حوثي مفخّخ وإحباط عمل إرهابي جنوب البحر الأحمر. وأكد التحالف وقوع أضرار طفيفة في سفينة تجاريّة جرّاء شظايا المحاولة الإرهابيّة، مذكّراً بأنّ "الأعمال الإرهابيّة لميليشيات الحوثي بدعم إيراني تُهدّد الملاحة والتجارة العالمية".

ودوّى انفجار ليل الثلثاء - الأربعاء على متن ناقلة "أغراري أم تي" اليونانية في ميناء الشقيق السعودي، لكن لم يُسفر عن إصابات، بحسب ما أعلنت وزارة البحرية التجارية اليونانية التي أشارت إلى أن 25 شخصاً من أفراد الطاقم، بينهم 7 يونانيين، كانوا على متن السفينة التي ترفع علم مالطا. وتسبّب الإنفجار بأضرار فوق خط المياه.

وعلى صعيد إقليمي آخر، أصدرت القيادة السياسية الإسرائيلية في الأسابيع الأخيرة تعليمات للجيش بالإستعداد لسيناريو عمل عسكري أميركي ضدّ إيران قبل أن يُغادر الرئيس دونالد ترامب البيت الأبيض. وبحسب ما نقل موقع "والاه" الإسرائيلي عن مسؤولين إسرائيليين كبار، فقد تحدّث وزير الدفاع بيني غانتس مرّتَيْن في الأسبوعَيْن الماضيَيْن مع القائم بأعمال وزير الدفاع الأميركي كريستوفر ميلر، وبحث معه في الملف الإيراني والوضع في سوريا ومذكرة التفاهم الأمنية بين إسرائيل والولايات المتحدة.

وكشف مسؤولون إسرائيليون أنّه إذا تحرّكت إدارة ترامب ضدّ إيران عسكريّاً، فمن المتوقع أن تتلقى إسرائيل تحذيراً مسبقاً. ومع ذلك، وبسبب حالة عدم اليقين الكبيرة، فقد صدرت تعليمات إلى الجيش الإسرائيلي للتأكد من الجهوزيّة الكاملة. وأضاف "والاه" أن الخوف في إسرائيل هو أنّه في حال وقوع هجوم أميركي، قد يردّ الإيرانيّون عسكريّاً على إسرائيل مباشرةً، من خلال المجموعات الموالية لإيران في سوريا أو "حزب الله".

وفي المقابل، تُحاول إيران دفع الخطر عنها عبر تظهير قدراتها التخريبية في مختلف أنحاء العالم رداً على أي هجوم محتمل تتعرّض له، بحيث أكد القائد العام لجيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية اللواء عبد الرحيم موسوي أن صواريخ القوّة البحرية الدقيقة والبعيدة المدى، "قادرة على تدمير أهداف تبعد مئات الكيلومترات عن وحداتنا البحرية المتواجدة في البحار البعيدة، من بحر الصين وحتّى المحيط الأطلسي، ومن خليج عدن وباب المندب والمتوسّط، حتّى جنوب أفريقيا".

في حين برزت محاولة من الرئيس الإيراني حسن روحاني لاستمالة الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن نحو العودة إلى الظروف التي سبقت عهد سلفه دونالد ترامب، معتبراً أن خطوة كهذه قادرة على تسهيل حلّ المشكلات. وقال: "يُمكن لإيران والولايات المتحدة أن تُقرّرا وتُعلنا العودة إلى ظروف ما قبل 20 كانون الثاني 2017"، في إشارة إلى تاريخ تولية ترامب منصبه الرئاسي. وأضاف روحاني في كلمة متلفزة خلال الاجتماع الأسبوعي للحكومة: "سياسة حكومة الجمهورية الإسلامية هي التزام في مقابل إلتزام، خطوة في مقابل خطوة، خفض التوتر في مقابل خفض التوتر، احترام في مقابل احترام، إلتزامات دولية في مقابل إلتزامات دولية".

وتابع الرئيس الإيراني: "في حال توافرت إرادة مماثلة لدى القادة الأميركيين الجدد، أعتقد أنه سيكون من السهل حلّ الكثير من المشكلات"، وأيضاً "تغيير المسار بشكل كامل والظروف، وبعدها، يُمكن متابعة المراحل التالية في مجالات مختلفة"، مشدّداً على أن "العقدة الأساسية يُمكن أن يتمّ حلّها بوجود إرادة وقرار"، بينما أعلن المبعوث الأميركي للشؤون الإيرانية إليوت أبرامز أن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات على 4 كيانات في الصين وروسيا لاتهامها بدعم برنامج الصواريخ الإيراني.

وحذّر أبرامز من أن واشنطن ستُواصل الضغط على إيران، مع توقع عقوبات خلال الأسابيع المقبلة وحتّى كانون الثاني، تتعلّق بالأسلحة وأسلحة الدمار الشامل وحقوق الإنسان.


MISS 3