الوباء يُعكّر "عيد الشكر" في أميركا

02 : 00

خلال تظاهرة لأصحاب المطاعم والملاهي لتخفيف قيود الإغلاق في مارسيليا أمس (أ ف ب)

بين تنظيم مسيرة تقليدية افتراضيّاً والدعوات إلى الحدّ من التجمّعات العائلية، احتفل الأميركيون أمس بعيد الشكر في ظلّ معاودة تفشّي الوباء التاجي. وحصلت مسيرة عيد الشكر الإحتفالية التي تجمع عادة ملايين الأشخاص في شوارع نيويورك، من دون جماهير هذه السنة، فيما تمّ بثها عبر الإنترنت بعدما صوّر القسم الأكبر منها مسبقاً خلال الأيام الماضية.

وعملاً بتوصيات السلطات الصحية، عدل الرئيس المنتخب جو بايدن عن التوجه إلى ماساتشوستس كما في كلّ سنة، وسيقضي العيد في معقله في ديلاوير مع زوجته وابنته وصهره حصراً. وقال بايدن في فيديو عبر "تويتر": "أعرف أن هذه ليست الطريقة التي كان العديد منّا يأمل في قضاء العيد بها". وتابع: "إنّها تضحية شخصية يُمكن ويجب على كلّ عائلة القيام بها لإنقاذ حياة شخص آخر. إنّها تضحية من أجل البلد برمّته".

وسعياً منه إلى طمأنة الأميركيين، أكد في مقالة نقلتها شبكة "سي أن أن" أنّه "سنتدبّر أمرنا معاً، حتّى لو كنّا مضطرّين إلى البقاء منفصلين"، بينما شجّع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، جميع الأميركيين، على "التجمّع في منازلهم وفي أماكن العبادة"، في كلمته بمناسبة عيد الشكر.

وبالفعل، فقد استقلّ حوالى 7 ملايين شخص الطائرات في الولايات المتحدة خلال الأيام السبعة الأخيرة، بحسب بيانات إدارة أمن النقل المكلّفة الرقابة الأمنية في المطارات، بزيادة 22 في المئة عن الأسبوع السابق. لكن التجمّعات العائلية حول حبش العيد لم يكن لها النكهة ذاتها هذه السنة في وقت تخطّت فيه الحصيلة اليومية للوباء في بلاد "العم سام" 2400 وفاة خلال 24 ساعة.

وفي سياق متّصل، منعت المحكمة الأميركية العليا حاكم ولاية نيويورك أندرو كومو من فرض قيود على أماكن العبادة على خلفية تفشّي "الفيروس الصيني"، في قرار يُنظر إليه على أنّه يأتي في إطار الدفاع عن حرّية العبادة. واعتبرت المحكمة في الحكم غير المصادق عليه بعد، والذي قلبت فيه القاضية الجديدة ايمي كوني باريت الموازين لصالح المحافظين، أنّه لا ينبغي معاملة التجمّعات الدينية بطريقة مختلفة عن التجمّعات غير الدينية المصرّح بها. وكان كومو قد أمر بالحدّ من عدد الأشخاص المسموح بتجمّعهم في أماكن العبادة بعشرة في المناطق المصنّفة "حمراء"، حيث يتفشّى الفيروس بدرجة كبيرة.

وجاء قرار المحكمة بعد النظر بطلبَيْن مقدّمَيْن من الأبرشية الكاثوليكية في بروكلين ومن معبدَيْن يهوديّيْن. وبخمسة أصوات مقابل أربعة، رأت المحكمة العليا أن تلك التدابير تتعارض مع حرّية ممارسة الطقوس الدينية التي يحميها التعديل الأوّل لدستور الولايات المتحدة، فيما كانت المحكمة قد أصدرت رأياً مغايراً في السابق أيّدت فيه تدابير مماثلة في ولايتَيْ كاليفورنيا ونيفادا.

أمّا أوروبا الغربية، فقد بدأت تجني ثمار الحجر المنزلي الصارم الذي فرضته، وبدأت بلدان عدّة تُخفف القيود تدريجيّاً مع اقتراب عيد الميلاد. وإذا واصل الوضع الصحي التحسّن، فسترفع فرنسا الحجر المنزلي في 15 كانون الأوّل ليحلّ محلّه حظر تجوّل على المستوى الوطني من الساعة التاسعة مساءً إلى السابعة صباحاً، مع استثناء ليلتَيْ عيد الميلاد ورأس السنة في 24 و31 كانون الأوّل. وحذّر رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس من أنه من الضروري الحدّ من عدد المدعوين بمناسبة هذه الأعياد.

وفي إنكلترا، التي تفرض الإغلاق منذ 4 أسابيع، فستعاود المتاجر غير الأساسية فتح أبوابها في مطلع كانون الأوّل، بموازاة تطبيق برنامج فحوص مكثفة لكشف الإصابات، غير أن الغالبية العظمى من السكّان ستبقى خاضعة لقيود صارمة، في حين أعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أنّ الإجراءات السارية في سائر أنحاء البلاد لمكافحة الجائحة، بما في ذلك إغلاق الحانات والمطاعم والقيود المفروضة على التجمّعات الخاصة، ستُمدّد حتّى مطلع كانون الثاني. كما حضّت ميركل مواطنيها على عدم السفر إلى الخارج خلال عطلة عيد الميلاد، ولا سيّما للقيام برحلات تزلّج.

وتترقّب دول عدّة توزيع لقاحات ضدّ الوباء في منتصف كانون الأوّل أو مطلع 2021، أملاً في العودة تدريجيّاً إلى وضع طبيعي. لكن لا تزال هناك نقاط غموض في هذا الشأن، إذ أعلن الرئيس التنفيذي لمجموعة "أسترازينيكا" البريطانية للأدوية باسكال سوريو أن اللقاح الذي طوّره مختبره بالإشتراك مع جامعة "أوكسفورد" يتطلّب "دراسة إضافية"، بعد ورود انتقادات لنتائج الإختبارات المعلنة.

وفي الغضون، حضّت منظمة الصحة العالمية الدول الأفريقية على تحسين قدرتها بسرعة على تطعيم سكّانها ضدّ "كورونا"، محذّرةً من أن "القارة السمراء" ما زالت غير مستعدّة إلى حدّ كبير لحملات تطعيم شاملة، في وقت توفّي فيه زعيم حزب الأمة السوداني ورئيس وزراء آخر حكومة منتخبة قبل انقلاب عمر البشير العام 1989، الصادق المهدي فجر الخميس عن 84 عاماً في الإمارات، التي نُقِلَ إليها للعلاج من إصابته بـ"كوفيد 19".


MISS 3