"الدفاع" الروسية تُطلق حملة تطعيم شاملة للجيش ضدّ "كورونا"

ألمانيا تتخطّى المليون إصابة والهند تستعدّ لتصنيع لقاحات

02 : 00

الوباء حلّ ضيفاً غير مرغوب به في زمن عيد الميلاد في أوروبا والعالم (أ ف ب)

تخطّى عدد إصابات وباء "كوفيد 19" مليون إصابة أمس في ألمانيا التي تُواجه موجة وبائية ثانية، فيما تتسارع التحضيرات، خصوصاً في الهند، لتصنيع اللقاحات التي ينتظرها العالم أجمع بفارغ الصبر.

وتحضيراً لوصول اللقاح مطلع 2021، بدأت ألمانيا بإنشاء مراكز تلقيح على نطاق واسع في مئات المواقع، في قاعات المعارض وصالات الحفلات الموسيقية ومراكز التزلّج على الجليد ومضامير الدرّاجات. وسيتحوّل مطار "تيغيل" القديم في برلين بحلول منتصف كانون الأوّل إلى مركز تلقيح واسع.

وتُواجه ألمانيا أزمة وبائية حادة، بحيث سجّلت 22806 إصابات جديدة خلال 24 ساعة و426 حالة وفاة. لذلك، ستُمدّد البلاد العمل بالقيود المفروضة لاحتواء الفيروس الفتّاك حتّى مطلع كانون الثاني، تشمل إغلاق الحانات والمطاعم والحدّ من عدد المشاركين في التجمّعات الخاصة.

وبينما دعت ألمانيا مواطنيها إلى عدم السفر إلى الخارج خلال عطلة عيد الميلاد، لا سيّما لممارسة رياضة التزلّج، تعتزم الطلب من الاتحاد الأوروبي أن يمنع حتّى 10 كانون الثاني التوجّه إلى منتجعات الرياضات الشتوية التي قد تُشكّل بؤرة لتفشّي الوباء.

لكنّ النمسا المجاورة تنوي مع ذلك فتح منتجعاتها. وفي فرنسا، قد تفتح المنتجعات الشتوية خلال الأعياد، لكنّ المصاعد الآلية على منصّات التزلّج ستبقى متوقفة عن العمل. وفيما فتحت سويسرا مراكزها للتزلّج، تبقى المراكز الإيطالية مغلقة تماماً مع متاجرها ومطاعمها وفنادقها. ولا يوجد أمل كبير في أن تفتح أبوابها قبل الميلاد.

وفي البرازيل، أعلن الرئيس جايير بولسونارو أنه لن يتلقى اللقاح، لكنّ حكومته ستُنظّم "على الفور" عملية توزيع للقاح الذي تُرخّصه الجهات المعنية. وفي سيدرو دو أبايتي، في جنوب شرقي البرازيل، توزّع الكمّامات بالمجّان على الجميع وتُجرى الفحوص بطريقة عشوائية في شوارع مقفرة، وكانت النتيجة أن هذه المدينة الصغيرة هي الوحيدة التي لم تشهد أيّ إصابة بـ"كورونا". فمنذ بدء انتشار الوباء في البرازيل قبل شهور، لم تُسجّل هذه البلدة التي تضمّ 1200 نسمة في قلب ولاية ميناس جيرايس، سوى حالة واحدة، في حين أودى الوباء بحياة أكثر من 170 ألف شخص وأصاب 6.1 ملايين في هذا البلد الأميركي اللاتيني الكبير.

ومن المدن الكبرى إلى الضواحي والجبال والغابات الإستوائية والصحراء، تُعدّ أميركا اللاتينية منطقة ضخمة وشديدة التنوّع، ستُشكل فيها عملية تلقيح واسعة النطاق ضدّ "الفيروس الصيني" تحدّياً هائلاً، تزيد الأزمة الإقتصادية من تعقيده.

ويُشكّل نقل اللقاح "إلى المناطق النائية البعيدة عن المدن الكبرى مع الحفاظ على سلسلة التبريد"، التحدّي الأوّل، وفق ما أكد عالم الأوبئة الكولومبي كارلوس ترييو لوكالة "فرانس برس"، مشيراً أيضاً إلى نقص في الموظّفين المدرّبين على التعامل بشكل سليم مع اللقاحات.

وأُصيب أكثر من 12 مليون شخص من سكّان أميركا اللاتينية البالغ عددهم 630 مليوناً، بفيروس "كورونا"، توفي منهم ما يُقارب 435 ألفاً، ما يُساوي ثلث الوفيات العالمية بالوباء.

وفي الغضون، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، البدء في حملة تطعيم شاملة للجيش الروسي، والتي من المقرّر أن تشمل أكثر من 400 ألف عسكري. وكشف وزير الدفاع خلال اجتماع لمجلس الإدارة العسكرية أنّ 80 ألف عسكري سيتمّ تطعيمهم قبل نهاية العام الحالي.

وأضاف شويغو: "بناءً على تعليمات الرئيس (فلاديمير بوتين) بدأ تطعيم منتسبي القوّات المسلّحة ضدّ الإصابة بفيروس "كورونا"، مشيراً إلى أنّه تمّ تلقيح أكثر من 2.5 ألف شخص حتّى الآن، في وقت أعلن فيه الصندوق السيادي الروسي إبرام اتفاق مع مجموعة "هيتيرو" الهندية للأدوية لإنتاج أكثر من 100 مليون جرعة سنوية من لقاح "سبوتنيك في" الروسي ضدّ الوباء القاتل.

ولفت الصندوق السيادي، الذي موّل تطوير اللقاح، في بيان، إلى أنّ "هيتيرو، إحدى المجموعات الرئيسية الهندية المصنّعة للأدوية، وافقت على إنتاج أكثر من 100 مليون جرعة من "سبوتنيك في" في العام داخل الهند"، مشيراً إلى أنّ عملية إنتاج اللقاح ستبدأ "مطلع 2021".

وأوضح البيان أنّ تجارب سريريّة للقاح في المرحلتَيْن الثانية والثالثة تجرى حاليّاً في الهند، فيما أكد رئيس الصندوق السيادي كيريل دميترييف أنه "بفضل تعاوننا مع "هيتيرو"، سيكون بإمكاننا زيادة القدرة على الإنتاج بشكل كبير وتقديم حلّ فعّال لمواطني الهند في هذه المرحلة الصعبة من الوباء".

وذكر الصندوق السيادي إلى أنّه تمّ تلقي "طلبات" على أكثر من 1.2 مليار جرعة من لقاح "سبوتنيك في" من "أكثر من 50 دولة". كما سيتمّ إنتاج اللقاح في دول أخرى، لا سيّما البرازيل والصين وكوريا الجنوبية.