محمد دهشة

إنتشار ظاهرة الكلاب الشاردة في صيدا والسعودي يوضح الأسباب

28 تشرين الثاني 2020

02 : 00

كلاب شاردة على الكورنيش البحري لمدينة صيدا

نباح الكلاب الشاردة والمسعورة في بعض أحياء مدينة صيدا وشوارعها لا يتوقّف، باتت هذه الكلاب تؤرق أبناءها وتشكّل مصدر قلق وخوف، إذ تلاحق كل من يمرّ فيها وخصوصاً في ساعات الليل والفجر، حتّى أنّ القطط لم تسلم منها وأصبحت هدفاً أو فريسة لها.

في حيّ "البراد"، أحد أحياء صيدا الشعبية، هاجمت كلاب شاردة بعض القطط، وقال "أبو زهير": "لقد شاهدت من على شرفة منزلي الكلاب وهي تنهش بشراسة إحدى القطط، حاولت إخافتها عبر الصراخ وإلقاء حبات البطاطا عليها، الّا أنّ الأمر قُضي من دون أن أستطيع مساعدتها، ماتت القطّة وتكرّرت العملية أكثر من مرّة، ما يفرض على المعنيين إيجاد حلول سريعة.

وظاهرة انتشار الكلاب الشاردة في المدينة تفاقمت في ظلّ غياب الحلول. فبلدية صيدا توقّفت عن ملاحقتها بعد تدخّل جمعية الرِفق بالحيوان التي رفضت قتلها للتخلّص منها، ولكنّها بقيت عاجزة عن جمعها وحجزها في أماكن مخصّصة لها، نتيجة عدم وجود الأموال اللازمة، وبين الإثنين ازداد عددها وباتت تسرح بحرية فردياً وبشكل مجموعات في بعض أحياء المدينة، وخصوصاً الجنوبية منها وبالقرب من حاويات النفايات والخط الساحلي.

وعند الكورنيش البحري، وتحديداً قرب ثانوية المقاصد لم تتوقّف الكلاب الشاردة عن ملاحقة هواة المشي والجري والركض، تبدأ بالنباح ثم تلاحقهم، يدبّ الرعب في قلوب بعضهم فيعودون أدراجهم. وقال الحاج "أبو محمد" وهو رجل مسنّ: "تلاحقني الكلاب كلّما مشيت هنا، وعندما أرفع عكّازي في وجهها تتوقّف، لا أريد أن أُلحق الأذى بها.. لكن أخشى أن أنال عضّة منها تؤذي جسدي النحيل".

ولا يُخفي عدنان الذي يخرج باكراً كلّ يوم، خشيته من عضّة كلب مسعور ويقول: "لا تتوقف الكلاب عن النباح طوال الليل، وحتّى أنّها تجلس على مداخل الأبنية، فتجبر الكثير من قاطنيها على عدم مغادرتها تحت أيّ ظرف كان ولو كان طارئاً".

ويقول رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي لـ"نداء الوطن": "هذه الظاهرة باتت مزعجة وهي مؤذية لأبناء المدينة، ولكن ما باليد حيلة. عندما تحرّكت البلدية لوضع حدّ لها، تحرّكت جمعية الرِفق بالحيوان احتجاجاً، ووعدت بالقيام بملاحقتها وجمعها وايوائها في أماكن خاصة، غير أنّها لم تنفّذ شيئاً بسبب قلّة الإمكانيات المالية وِفق ما علمنا، فبقي الحال على ما هو عليه بانتظار تنفيذ وعدها".

ويؤكّد أبناء المدينة أنّ رفع الصوت للتخلّص من الكلاب الشاردة والمسعورة، يعود الى ملاحقتها صيّاد اسماك أثناء دخوله ميناء الصيادين فـ"عقرته" في قدمه وسبّبت له آلاماً موجعة، وأعادت تسليط الأضواء على شراستها وامكانية أن يقع أي من الصيداويين ضحيّة لها، علماً أنّ ظاهرة الكلاب الشاردة والمسعورة منتشرة في مختلف مدن وقرى الجنوب، وقد سجّلت حالات عقر لأبنائها وانتهى المطاف بقتلها من قبل المواطنين أنفسهم، فيما تخشى معظم البلديات التخلّص منها لوقوعها بين نارين: قتلها، وهنا "تقوم قيامة" جمعيات الرِفق بالحيوان أو تركها تهدّد حياة الناس.