محمد دهشة

بعد انتهاء الإقفال التامّ في صيدا: استعداد للعودة وخطّة للمرحلة القادمة

30 تشرين الثاني 2020

02 : 01

تعبئة عامة وحظْر تجوّل

"أبو محمد"، العامل في أحد محلات الألبسة في صيدا، يكفكف دموعه بحرقة وينتظر بفارغ الصبر أن يستأنف عمله مجدّداً اليوم ليكسب لقمة عيشه، بعد الإقفال القسري لأكثر من أسبوعين قرّرته حكومة تصريف الأعمال، للحدّ من تفشّي "فيروس كورونا" مع ارتفاع اعداد المصابين والوفيات معاً.

ويقول أبو محمد لـ"نداء الوطن": "الإقفال خرب بيوتنا، أفرغ جيوبنا من الأموال، ولم نعد قادرين على شراء احتياجاتنا من طعام وشراب ودواء، في ظلّ الازمة المعيشية الخانقة وارتفاع الأسعار والغلاء، والأنكى أن النتيجة غير مشجّعة، ما زالت أعداد الإصابات مرتفعة وكأنّنا لم نلتزم بالحجر المنزلي".

و"أبو محمد" واحد من أبناء صيدا الذين يستعدّون لاستئناف حياتهم، يدركون جيداً خطورة الوباء وسرعة انتشاره، ويضعون نصب أعينهم العمل بحذر واتباع الإجراءات الوقائية أفضل من الجلوس في المنزل والجوع.

كذلك، يؤكّد رامي بديع لـ"نداء الوطن" انه سيعاود فتح محلّه في المدينة الصناعية والتزام الإجراءات الوقائية وارتداء الكمّامة "لأنّها الخلاص حالياً الى حين وصول اللقاح".

وبانتظار فتح البلد تدريجياً، لم يختلف مشهد المدينة في اليوم الأخير من الاقفال والأحد الثالث من حظر التجوّل، كثيراً عن سابقاته، بدا الإلتزام تاماً، المدينة هادئة ومقفرة وشبه مشلولة، بعدما توقّف نبض حركتها في ساحاتها وشوارعها الرئيسية بدءاً من ساحة النجمة، مروراً بالسوق التجاري الذي اقفل عن بكرة أبيه، وصولاً الى صيدا القديمة التي عادة ما تكون مكتظّة، حيث لازم أبناؤها منازلهم، باستثناء بعض الأطفال الذين خرجوا الى الأزقّة ليعيدوا اليها الضجيج بعد هدوء طويل.

ويقول الفتى حسن شبلي: "لقد سئمت الحجر المنزلي وضجرت من التعلّم عن بعد، أريد التجوّل في المدينة ولقاء أصدقائي، فخرجت الى حديقة "الزويتيني" كي ألعب معهم وأعيش طفولتي، بعيداً من هاجسي الوباء والقلق"، فيما أمسكت ربى شعبان بيد شقيقتها في يد، ودميتها في اليد الأخرى، وقالت: "سعيدة لأنني سأعود الى مدرستي غداً وأرى زملائي عن قرب، لقد اشتقت اليهم وللدراسة معاً"، بينما قال معين النقوزي: "لقد استغللت حظر التجوّل وجئت الى الكورنيش لممارسة هواية المشي بعيداً من الازدحام، أريد نسيان مشاكل الحياة التي تسبّب ضغوطاً نفسية لا تنتهي".

ومقابل الإستعداد، فإنّ الاجتماع التنسيقي الدوري حول مستجدّات "كورونا" الذي التأم في مجدليون بدعوة من النائبة بهية الحريري، أكّد أن مسار الاصابات بالفيروس واصل انخفاضه وبلغ 153 إصابة جديدة مقابل 193 في الأسبوع الذي سبقه، و615 حالة نشطة و264 حالة شفاء جديدة و4 حالات وفاة، ولكنّه طرح أهمية الإستعداد لما بعد التعبئة العامة كي تبقى المدينة آمنة، فقرّر إجراء مسح للقطاع الصحّي والإستشفائي، بهدف وضع خطّة واضحة للمرحلة القادمة، ومواكبة عودة الحياة مع اعلى درجات إجراءات الوقاية اللازمة.

وأكّدت الحريري أنّ "الالتزام الذي سجّلته المدينة خلال فترة التعبئة العامة أثمر انخفاضاً ملحوظاً في عدد الإصابات، وقالت: "إنّ الأهم بعد انتهاء فترة الإقفال وفتح البلد هو أن نبقى محافظين على اعلى مستوى من إجراءات الوقاية لأنّها أمر أساسي".


MISS 3