"طفرة إصابات كبيرة" تنتظر الأميركيين

02 : 00

مدير المعهد الأميركي للأمراض المعدية أنطوني فاوتشي (أ ف ب)

بينما سجّلت الولايات المتحدة 266 ألف وفاة جرّاء الفيروس التاجي، حذّر مدير المعهد الأميركي للأمراض المعدية أنطوني فاوتشي أمس من أنّ على الأميركيين الاستعداد "لطفرة كبيرة" في انتشار الوباء، مع عودة ملايين المسافرين إلى ديارهم بعد عطلة عيد الشكر.

وقال فاوتشي لبرنامج "حالة الاتحاد" على محطة "سي أن أن": "من شبه المؤكد أنه سيكون هناك ارتفاع (في عدد الإصابات) بسبب الأمور المتعلّقة بالسفر"، مضيفاً: "قد نشهد طفرة كبيرة خلال أسبوعَيْن أو ثلاثة أسابيع"، وتابع: "لا نُريد تخويف الناس، لكن هذا هو الواقع".

وأشار أيضاً إلى اتجاه يُنذر بالسوء، مع اقتراب عطلة عيد الميلاد ومزيد من حركة السفر في نهاية العام. ومع طقس أكثر برودة تقترب أرقام الوفيات اليومية من أسوأ مستوياتها في نيسان.

وجاءت تصريحات فاوتشي، فيما أفادت وسائل الإعلام الأميركية بأنّ الشحنات الأولى من لقاح "فايزر" ضدّ "كوفيد 19"، أحد أوّل اللقاحات التي قيل أنّها تتّصف بفعالية عالية إلى جانب لقاح "موديرنا"، وصلت إلى الولايات المتحدة من مختبر "فايزر" في بلجيكا.

وعلى جبهة أخرى، تعود لدى البعض في البلقان ذكريات الفوضى التي عمّت إبّان حروب تسعينات القرن الماضي، بعدما شارفت خدمات الرعاية الصحية على الإنهيار جرّاء الإرتفاع الحاد في عدد المصابين بـ"الفيروس الصيني"، وسط السعي المضني لتوفير عدد كاف من الأطباء وأسرّة العلاج.

وفي البوسنة على سبيل المثال، يروي طبيب لوكالة "فرانس برس"، طالباً عدم الكشف عن اسمه، أنّه يُواجه صعوبة في التعامل مع كثير من المرضى الذين يُعانون بشكل بالغ جرّاء الإصابة بالفيروس. ويقول إنّ "الوضع يُذكّرني بالحرب، وقد يُصبح أسوأ في الشتاء"، مضيفاً: "ربّما بمقدورنا القيام بعمل 3 أشخاص ولكن ليس 5".

وتكشف هذه الموجة الوبائية الثانية الأشدّ من الأولى، إخفاق أنظمة الرعاية الصحية التي تُعاني من نقص في الموارد والأطباء والممرّضين الذين يُغادرون إلى أوروبا الغربية.

وتُعدّ البوسنة ومقدونيا ومونتينيغرو (الجبل الأسود)، من بين أوّل 10 دول أوروبّية من حيث ارتفاع معدّل الوفيات نسبة إلى عدد السكان. لكن بسبب الضغوط الاقتصادية، تردّدت الحكومات في إعادة فرض تدابير صارمة، واختارت غالباً إقرار قيود على ساعات عمل المطاعم والحانات.

وفي صربيا، اضطرّ ألفان من العاملين في مجال الرعاية الصحية إلى عزل أنفسهم بسبب إصابتهم، رغم اكتظاظ المستشفيات بالمرضى والحاجة إليهم. ولم تعُد أسرّة المستشفيات متوفّرة في بلغراد، فيما تعمل السلطات بجهد لتأمين مركزَيْن جديدَيْن.

كذلك، حذّر أطباء كرواتيّون في رسالة موقّعة من 6 منظّمات مهنية من نقص العاملين والمعدّات. وأشاروا إلى أنّ ثمّة أكثر 2100 مريض يُعالجون في المستشفيات و"النظام سينهار" إذا وصل هذا العدد إلى 3 آلاف.


MISS 3