جورج الهاني

معركةُ الصديقَين واقعة إلا إذا...

30 تشرين الثاني 2020

02 : 00

مع قُرب موعد إنتخابات إتحادَي الكرة الطائرة وكرة السلة وما يواكبهما من إجتماعات وإتصالات مكثّفة للمرشّحين أو الناخبين، وتترافق مع تدخلات مباشرة وغير مباشرة للسياسيين من مختلف الكتل السياسية، تبدو الصورة ضبابية حتى الساعة، خصوصاً في إستحقاق الكرة الطائرة الذي قد يشهد "حرب حلفاء" بين نائب رئيس الإتحاد الحالي أسعد النخل والأمين العام وليد القاصوف اللذين تربطهما صداقة قديمة طيّبة بدأت مع والد الأخير المرحوم "الريّس" شحادة، وإستمرّت مع الإبن بعده بنفس الوتيرة والزخم.

لم يجد النخل والقاصوف نفسَيهما وجهاً لوجه في هذه المعركة بالصدفة، إذ لو كانت هناك نية صافية وصادقة من مسؤولين كبار سابقين وحاليين في الكرة الطائرة لكان التفاهم والتنسيق بينهما قائمَين منذ أشهر، ولكانا متواجدَين اليوم في لائحة واحدة قوية لا يمكن خرقها بسهولة، لكنّ إصرار الرجلين على ترؤس الإتحاد العتيد ورفضهما مبدأ المداورة في الولاية الجديدة (سنتان لكلّ منهما) أحدثا شرخاً مفاجئاً في العلاقة بينهما، وفي حال لم تنجح مساعي أهل الخير في الوسط الرياضي في الأيام القليلة المقبلة، ستقع المواجهة "المُرّة" بين صديقَي الأمس، وسيكون التشطيب والخرق عندها سيّدَي الموقف بالتأكيد.

لا شكّ أنّ معظم المعنيين باللعبة هم مع القاصوف، وهم أوحوا بذلك مراراً خلال لقاءاتهم الأخيرة مع المرشّحين والناخبين، علماً أنّ بعضهم كان وعدَ النخل سابقاً بأنه سيكون حليفه في هذه الإنتخابات، كما من غير الخفيّ أنّ مسؤولاً رياضياً في تيار سياسيّ كبير يدعم القاصوف بحُكم صلة القرابة بينهما، من دون أن يعني ذلك أنّ أندية الكرة الطائرة التي تدور في فلك هذا التيار - على ندرتها - ستقترع لمصلحة إبن المتن، لأنّ خصمه المستجدّ إبن البترون يتمتّع بقاعدة واسعة وصلبة داخل الجمعية العمومية، وهو الذي حلّ أولاً في إنتخابات العام 2008 الشهيرة في مجمّع ميشال المرّ الرياضي متقدّماً على أسماء بارزة وفاعلة.

قبل نحو أسبوعَين من الإستحقاق المرتقب، يأمل كثرٌ من أهل الكرة الطائرة في الوصول الى توافق وتجنيب اللعبة خضّات وإنقسامات هي بغنىً عنها، وإلا لا مفرّ حينها من اللجوء الى الخيار الديموقراطيّ الذي وحده يحدّد ثقل الأوزان والأحجام في المعركة.