الوسط الفني اليوناني يصارع للبقاء

02 : 00

الممثل اليوناني يانيس يارامازيديس

لا يجد الممثل اليوناني يانيس يارامازيديس، وهو يجلس وحيداً في مسرح صغير في العاصمة اليونانية أثينا، أي ضوء يلوح في نهاية نفق تدابير الإقفال المرتبط بجائحة كوفيد - 19، بل يعتقد جازماً أن «قلة قليلة ستنجو». فالوسط الفني اليوناني الذي أضعفته أصلاً الأزمة المالية خلال السنوات العشر الأخيرة، يكافح في الوقت الراهن من أجل البقاء في ظل القيود المفروضة لاحتواء تفشّي فيروس كورونا المستجد، ومن بينها إقفال المسارح الصغيرة ومنع الحفلات الموسيقية وإلغاء الجولات الفنية والإنتاجات المستقلة.

ويشعر يانيس يارامازيديس بالقلق خصوصاً من «التشريعات التي تم إقرارها خلال الجائحة، ومنها تشريع امتناع المنتجين عن دفع بدلات أتعاب الممثلين خلال التجارب التمرينية» للعروض المسرحية أو ما يسمّى «البروفات».

ويأسف الممثل المسرحي البالغ 36 عاماً لكون هذا الامتناع «سيصبح من الآن فصاعداً القاعدة الجديدة». وقد أنهى يارامازيديس للتو «بروفة» فردية لمسرحية مقتبسة من رواية لفرانز كافكا.

وتأمل فرقة يارامازيديس في أن تتمكن من تقديم عملها في آذار المقبل، لكن الطريقة الوحيدة لتحقيق ذلك خلال فترة الإقفال الراهنة هي إقامة تدريبات فردية لكل ممثل على حدة. ويقول أمين سرّ الرابطة اليونانية للموسيقيين كوستاس ستافروبولوس: «غالبية أعضائنا يكافحون من أجل البقاء، إما لأنهم لم يتلقوا أي مساعدة من الدولة، أو لأنهم يحصلون على القليل جداً في أي حال».

ولم يكن معظم العاملين في مجال الفنون والترفيه في اليونان يتقاضون رواتب منتظمة حتى قبل الجائحة بمدة طويلة، وهم يعانون أصلاً من ضعف في الأجور وغياب أي تأمين صحي منذ الأزمة المالية التي شهدتها البلاد قبل عقد.

وفي ظل افتقار سوق العمل إلى التنظيم منذ تطبيق خطط الإنقاذ لإخراج البلاد من الأزمة، وجد الكثير منهم أنفسهم طي النسيان منذ ظهور فيروس كورونا، وكأنهم غير موجودين بالنسبة إلى الدولة وغير مؤهلين للحصول على المساعدات المالية.

ويكشف ستافروبولوس: «تأخذ الحكومة علينا جهاراً بأننا نعمل لقاء أجور متواضعة أو من دون تأمين، لكنّ وضع سوق العمل هو في الواقع نتيجة خطة الإنقاذ المالية اليونانية ولا يقتصر على قطاعنا».

وتوضح وزيرة الثقافة لينا ميدوني أنه من غير الممكن للفنانين أن يحصلوا على مساعدة الدولة، إذ يعمل الكثير منهم في «الاقتصاد السري».

وتعاني دور السينما الصغيرة بدورها «صدمة» الإقفال، وخصوصاً أن «مفهوم مشاهدة فيلم في صالة سينما مغلقة» سيشهد تراجعاً كبيراً «حتى بعد العودة إلى الحياة الطبيعية»، بحسب ما يقول فايدون موستاكاس الذي يملك داراً لعروض الشاشة الكبيرة في وسط أثينا.

ولم تبع صالة موستاكاس سوى 20 تذكرة فحسب في ثلاثة أسابيع، قبل فرض الإقفال مجدداً في مطلع تشرين الثاني الجاري.

ومع أنّ بعض الفنانين اليونانيين مقتنعون تماماً بأن الناس سيعودون إلى المسرح «لأنهم بحاجة إليه»، يرون أن «السياسة العدوانية للحكومة يجب أن تتوقف في انتظار ذلك، فضلاً عن ضرورة التوصل إلى اتفاقيات مهنية وتنظيم سوق العمل».

MISS 3