محمد دهشة

أجراس التعليم المدمج تُقرع في صيدا مجدداً

1 كانون الأول 2020

02 : 01

صيدا بعد الافتتاح... حركة طبيعية

إستعادت صيدا نبض حركتها الطبيعية في اليوم الأول من إعادة فتح البلاد بعد قرار الإقفال التام الذي دام أسبوعين، وعاد النشاط الى مختلف شرايينها وقطاعاتها المختلفة، وخصوصاً تلك التي كانت مقفلة كالأسواق التجارية والمدارس، واستردّت شوارعها وساحاتها ازدحاماتها المرورية، حتى تحوّلت موقفاً ضخماً لم تتحرك فيه السيارات لوقت طويل. عودة الحياة الى المدينة بهذا الازدحام غير المسبوق تزامناً مع بداية الأسبوع، طرح تساؤلات عن جدوى الإقفال للحدّ من تفشّي فيروس "كورونا"، وكشف في الوقت نفسه عن مدى أهمية استمرار دورة العمل في ظلّ الأزمة الاقتصادية والمعيشية التي جعلت الكثير من العائلات الصيداوية تحت خطّ الفقر المدقع والعوز والحاجة الى كسب لقمة العيش من مأكل ومشرب.

وزيّنت المحال والمؤسسات في الأسواق التجارية واجهاتها بزينة الميلاد ورأس السنة، إيذاناً بدخول شهر الأعياد. وقال أحد التجّار مصطفى أبو عايد: "بعد انتهاء فترة الحجر الصحّي، فتحنا مؤسّساتنا على أمل أن يتحسّن الوضع التجاري، خصوصاً أننا مقبلون على أعياد ونعوّض خساراتنا المتكررة".

وانسحب المشهد على الطلّاب بعدما قرعت اجراس العودة الى المدارس الرسمية والخاصة وشبه المجّانية وفق آلية التعليم المدمج (حضوري وعن بعد)، في ظلّ اتّخاذ اقصى درجات الوقاية وفي مقدّمها الكمّامة التي باتت جزءاً مكمّلاً وأساسياً للزيّ المدرسي، فيما قرّرت بعض المدارس الخاصة الإستمرار بالتعليم عن بعد الى ما بعد عطلة الأعياد.

وأوضح مدير مدرسة الحاج بهاء الدين الحريري أسامة أرناؤوط: "لقد اتّخذنا كافة الإجراءات الضرورية ليكون تواجد الطلاب والمعلّمين في المدرسة آمناً"، معتبراً أنّ "التعليم المدمج هو أفضل الخيارات المتاحة حالياً وحريصون على تأمين الوسائل التي تضمن سلامة الطلّاب، ونشر التوعية من خلال منشورات توزّع عليهم، أو تخصيص بداية كل حصّة لشرح أهمية الوقاية من "كورونا"، فضلاً عن قياس حرارة أجسامهم وتعقيم الأقسام والصفوف والتزام الطلاب والكادر التعليمي والموظّفين بالكمّامة"، أملاً في أن تؤدّي هذه الإجراءات الوقائية الإستمرارية لنمرّر هذا العام الدراسي الإستثنائي بسلام".

وفيما يبقى افتتاح مختلف القطاعات بالون اختبار للمرحلة المقبلة، الثابت أنّ الاقفال التامّ أتاح للمدينة التي قرّرت مواجهة "كورونا" بيد واحدة، بتكاتف قواها السياسية وفاعلياتها البلدية والتجارية والمؤسّسات الأهلية والطبّية، بان يمضي مستشفى صيدا الحكومي قدماً في استكمال تجهيزاته بعدما رفع عدد الاسرة الخاصة لعلاج مرضى "كورونا" بزيادة 16 سريراً في قسم "كورونا"، وجهوزيته لاستكمال تجهيز 5 غرف للعناية الفائقة، والأهمّ بدء اجراء فحص الـPCR في المختبر الخاص به بهبة من الـUNHCR، وبمساعدة لجنة إدارة الكوارث والأزمات وبكلفة مئة الف ليرة لبنانية، وهي الأرخص في المدينة ومنطقتها حتى من المختبرات، الى جانب انخراط المستشفيات الخاصة في معركة مواجهة الفيروس وفتحت اقساماً له، وتحديداً في "حمّود الجامعي، لبيب الطبّي والراعي".


MISS 3