"السائق المهاجم" يُعاني "إضطرابات نفسية"

حادث دهس دموي يُرعب ترير الألمانية

02 : 00

فرق الشرطة والإنقاذ في مكان الحادث (أ ف ب)

بينما استهدفت هجمات إرهابية عدّة القارة الأوروبّية في الآونة الأخيرة، وسط "حرب استخباراتية" مع شبكات "الإسلام السياسي"، هزّ حادث دهس دموي في مدينة ترير في جنوب غربي ألمانيا البلاد وأدّى إلى سقوط 5 قتلى، لكن الشرطة أكدت أن "لا مؤشّر إلى وجود دوافع سياسية" وراء الواقعة.

وأضافت الشرطة أنها تُواصل التحقيقات في ملابسات الحادثة، فيما أعلن مدّعي مدينة ترير بيتر فريتزن خلال مؤتمر صحافي أن السائق الذي صدم مشاة بسيّارته يبدو أنه يُعاني "اضطرابات نفسية". وقال: "العناصر الأولى للتحقيق تُظهر أن اضطرابات نفسية قد يكون لها دور في ما قام به السائق (51 عاماً)"، مضيفاً أن الأخير المتحدّر من ترير كان أيضاً تحت تأثير الكحول.

وتستبعد الشرطة الألمانية أي دافع سياسي أو إرهابي أو ديني للجاني، فيما علّقت المستشارة أنغيلا ميركل في تغريدة نشرها المتحدّث باسمها، قائلةً: "الأنباء من ترير تُحزنني بشدّة. أُقدّم تعازي إلى عائلات الضحايا الذين سقطوا في شكل سريع وعنيف".

وفي وقت سابق، ذكرت الشرطة أن شخصَيْن لقيا مصرعهما فيما أُصيب 15 آخرون بجروح خطرة، بينهم رضيع في شهره التاسع، من جرّاء صدم عدد من المارة على طريق للمشاة، لافتةً إلى أنّها تمكّنت من اعتقال السائق واحتجاز السيارة التي كان يقودها وصدم بها المشاة.

وهرعت فرق الشرطة والإنقاذ إلى المكان، كما طلبت السلطات من المواطنين تجنّب وسط المدينة، لكنّها لم تُشِر إلى طبيعة الهجوم، وما إذا كان اعتداءً إرهابيّاً محتملاً. وتخشى السلطات تهديدات إسلامية متطرّفة منذ هجوم بشاحنة تبنّاه تنظيم "داعش" وأسفر عن مقتل 12 شخصاً في كانون الأوّل 2016 في سوق ميلادي في برلين.

ويأتي حادث الدهس الأخير، في وقت زادت فيه أجهزة الأمن في دول أوروبّية من درجة التأهّب، على إثر اعتداءات في كلّ من فرنسا والنمسا. وتبعد ترير نحو 200 كيلومتر غربي فرانكفورت، قرب الحدود مع لوكسمبورغ. وتُعرف المدينة، التي يقطنها 110 آلاف شخص، ببوابتها الرومانية "بورتا نيغرا" القريبة من موقع الهجوم، كما أنّها مهد كارل ماركس. وفكّكت السلطات الألمانية في ربيع 2020 في رينانيا شمال وستفاليا، شبكة جهاديين متحدّرين من طاجيكستان ومرتبطين بـ"داعش" الإرهابي، وفق ما أعلن النائب العام لمكافحة الإرهاب بيتر فرانك في الأوّل من تشرين الثاني. وحذّر فرانك في حينه من أن "ألمانيا وأوروبا الغربيّة لا تزالان بمرمى نيران الإسلاميين المتطرّفين". وفي العام 2020 وحده، فُتِحَ 320 تحقيقاً في ألمانيا على علاقة بتهديد إسلامي، بحسب فرانك.


MISS 3