أذربيجان ترفع علمها في لاتشين قرب قره باغ

اتفاق على إقامة مركز روسي - تركي لمراقبة وقف النار

02 : 00

القوّات الروسية باتت تُسيطر على ممرّ لاتشين (أ ف ب)

بعد محادثات مكثّفة في شأن الترتيبات التقنية ومبادئ تشغيل المركز، أعلنت الدفاع التركية أمس أن أنقرة وقّعت مع موسكو اتفاقاً حول إقامة مركز مشترك ستكون مهمّته مراقبة وقف إطلاق النار في إقليم ناغورني قره باغ.

وأوضحت الوزارة أن "الجهود اللازمة بُذلت كي يُشغّل المركز في أقرب الآجال"، في وقت رفع فيه جنود أذربيجانيون للمرّة الأولى منذ نحو 30 عاماً الثلثاء علمهم في إقليم لاتشين، الثالث والأخير الذي سلّمته أرمينيا قرب قره باغ، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي أنهى معارك طاحنة استمرّت 6 أسابيع.

وبُعيد منتصف ليل الإثنين - الثلثاء، دخل موكب عسكري أذربيجاني إلى الإقليم الذي كان يخضع لسيطرة القوّات الأرمينية منذ حرب دارت رحاها في تسعينات القرن الماضي وأسفرت عن عشرات آلاف القتلى ومئات آلاف النازحين.

وشاركت مجموعة مؤلّفة من نحو 10 جنود في حفل مقتضب في باحة مبنى رسمي في المدينة، رفعوا عليه العلم الأذربيجاني، في حين رحّب الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف بـ"الواقع الجديد" خلال كلمة متلفزة وجّهها إلى "الأمة"، وقال: "لقد طردنا العدو من أراضينا. لقد استعدنا وحدة الأراضي. لقد أنهينا الإحتلال".

وأشار علييف إلى أن حوالى 50 ألف أذربيجاني كانوا يقطنون إقليم لاتشين قبل حرب التسعينات، معلناً أنهم سيعودون "في المستقبل القريب"، بينما كانت الاحتفالات تعمّ باكو، حيث اكتظّت الشوارع بمواطنين حاملين الأعلام الوطنية.

أمّا في يريفان، فقد تظاهر عشرات المعارضين للتنازلات الأرمينية، وقطعوا الطرق لوقت قصير، وطالبوا باستقالة رئيس الوزراء نيكول باشينيان واصفينه بـ"الخائن".

وفي هذه الأثناء، بدأ الكثير من سكان قره باغ، الذين فرّوا جرّاء المعارك الأخيرة، بالعودة إلى المنطقة، فيما أعلن الجيش الروسي أنّه ساعد حتّى الآن أكثر من 26 ألف نازح في العودة. وأضافت موسكو أن جنودها نزعوا الألغام من محيط الممرّ البرّي في لاتشين، وساعدوا في تصليح خطّ التيار الكهربائي المدمّر.

وإقليم لاتشين، ومثله إقليما أغدام الذي سُلّم في 20 تشرين الثاني، وكلبجار الذي سُلّم في 25 منه، يُشكّل منطقة عازلة تُحيط بقره باغ، الجمهورية المعلنة من جانب واحد ذي الغالبية الأرمنية منذ انتهاء حرب أولى العام 1994.

واستعادت باكو السيطرة على 4 أقاليم أخرى تلعب الدور نفسه، خلال المعارك الشرسة التي دارت بين المعسكرَيْن منذ نهاية أيلول. وكانت كلّ هذه الأقاليم خارجة عن سيطرة أذربيجان منذ نهاية حرب العام 1994.

ويمتدّ إقليم لاتشين الجبلي والمغطّى بالثلوج حالياً، من الشمال إلى الجنوب وصولاً إلى إيران على طول الحدود الشرقية مع أرمينيا، وهو معروف خصوصاً باسم ممرّ يحمل الإسم نفسه.

وتُسيطر على هذا الممرّ قوّات روسية لحفظ السلام، وهو حالياً الطريق الوحيد الذي يربط قره باغ بأرمينيا. ولم ينتظر السكّان الأرمن طويلاً لمغادرة الإقليم، بعد أن دمّروا المنازل والبنى التحتية في الأراضي التي يُغادرونها. لكن اختار بعضهم الآخر البقاء.