إسرائيل تتسلّم "ساعر 6" وترفع تنسيقها العسكري مع أميركا

بايدن لتوسيع مباحثات "النووي" الإيراني: الأمر لن يكون سهلاً

02 : 00

خلال مراسم استقبال البارجة "أي أن أس ماغن" في ميناء حيفا أمس (أ ف ب)

بينما يترقّب "محور إيران" في المنطقة تاريخ 20 كانون الثاني 2021 بفارغ الصبر، كي تخلو له الساحة الشرق أوسطية تحت الإدارة الديموقراطية في البيت الأبيض، لا يبدو أن الرئيس المنتخب جو بايدن في وارد تخطّي كلّ المعطيات والأحداث التي تراكمت على مدى 4 سنوات والعودة بكلّ بساطة إلى الإتفاق النووي مع إيران من دون فرض شروط جديدة وإدخال تعديلات عليه.

إذ أكد بايدن لصحيفة "نيويورك تايمز" أن إدارته ترفض حصول إيران على قنبلة نووية، وشدّد على أن آخر شيء تُريده الولايات المتحدة هو أن يعجّ الشرق الأوسط بالأسلحة النووية، فيما يتمسّك الرئيس المنتخب بكونه لن يقوم بحركات مفاجئة لإلغاء قرارات سلفه دونالد ترامب.

وقال في معرض جوابه على سؤال حول ما إذا كان مستعدّاً للعودة إلى الاتفاق النووي: "إن الأمر لن يكون سهلاً، لكن نعم"، موضحاً أنّه بعد عودة واشنطن إلى الإتفاق النووي، وبالتشاور مع حلفائنا وشركائنا، سنُطلق مفاوضات واتفاقات متابعة لتشديد وتمديد القيود النووية المفروضة على إيران وللتطرّق إلى برامج الصواريخ الإيرانية.

وذكرت "نيويورك تايمز" أن الإدارة الجديدة ستسعى خلال هذه المفاوضات إلى تمديد مدّة القيود على انتاج طهران للمواد الانشطارية التي قد تُستخدم لصنع القنبلة النووية، والتطرّق إلى أنشطة طهران وحلفائها في لبنان والعراق وسوريا واليمن، مشيرةً إلى أن بايدن يرغب في توسيع المباحثات لتشمل دولاً لم توقع اتفاق 2015 (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وإيران)، بما في ذلك الدول المجاورة لإيران، كالسعودية والإمارات.

وفي الغضون، كشف وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن التكتل يعد لاجتماع لوزراء الدول الأطراف في الإتفاق حول الملف النووي الإيراني "قبل عيد الميلاد"، وذلك بعد مكالمة هاتفية مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، مؤكداً أن "هذا الإتفاق هو السبيل الوحيد لتفادي تحوّل إيران قوّة نووية".

أمّا بخصوص عملية تصفية "سليماني النووي" محسن فخري زاده، فقد كشف مسؤول في الإدارة الأميركية لمحطّة "سي أن أن" أن إسرائيل تقف خلف الإغتيال، موضحاً أن الدولة العبرية في العادة تُطلع الإدارة الأميركية على معلومات حول أهدافها والعمليات التي تعتزم تنفيذها قبل التنفيذ، لكنّه رفض تأكيد ما إذا كانت قد فعلت الحكومة الإسرائيلية ذلك هذه المرّة.

وأكد المسؤول أن إقدام إيران على خطوة انتقامية بحق الأميركيين ستُصعّب مهمّة بايدن بخصوص رفع العقوبات عن طهران وإطلاق العملية الديبلوماسية، ولكن إذا لم تردّ الجمهورية الإسلامية فإنّ تهديداتها ستبدو جوفاء بالنسبة إلى الداخل الإيراني ودول المنطقة. وأشار إلى أن عقوبات إضافية ستُفرض على طهران في غضون الأسبوع المقبل والذي يليه، فقد أعطى ترامب وزير خارجيّته مايك بومبيو "كارت بلانش" لمواصلة فرض سياسة الضغط الأقصى على طهران خلال المدّة المتبقية من ولايته.

إيرانياً، ذكر المتحدث باسم الحكومة علي ربيعي أن وزارة الأمن تعرّفت إلى أشخاص على صلة باغتيال فخري زاده. وأوضح أن "التحقيقات حول اغتيال فخري زاده تجري من كلّ الجوانب، وسيتمّ إعداد طبيعة الردّ بعد انتهاء التحقيقات"، لافتاً إلى أن "وزارة الأمن الإيرانية حدّدت الأشخاص الذين أحضروا المعدّات للقيام بعملية الإغتيال".

وفي الأثناء، أبدى الرئيس الإيراني حسن روحاني رفضه لمشروع القرار الذي وافق عليه البرلمان، بتعليق التفتيش على المنشآت النووية ما لم تُرفع العقوبات، معتبراً أنه "ضار" بالجهود الديبلوماسية الرامية إلى استعادة الإتفاق النووي مع الدول الكبرى وتخفيف العقوبات الأميركية.

وعلى الجبهة المقابلة، رفع الجيشان الأميركي والإسرائيلي مستوى التنسيق العسكري بينهما تحسّباً لردّ إيراني محتمل على اغتيال فخري زاده، بحسب ما نقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، في وقت تسلّمت فيه الدولة العبرية أولى بوارجها الجديدة، فيما اعتبر قائد العمليّات البحرية الإسرائيلية الأدميرال إيال هاريل في حديث مع وكالة "فرانس برس" أنّها تندرج في إطار تحديث الأسطول وتُعزّز "بشكل كبير" قدرة البلاد على التصدّي لخصوم إقليميين، بينهم إيران.

ووصلت البارجة "أي أن أس ماغن" إلى ميناء حيفا أمس، وهي الأولى من فئة "ساعر 6". وتضمّ الصفقة مع ألمانيا شراء 4 بوارج و3 غوّاصات من العملاق الألماني "تيسنكروب"، وستُشكّل البوارج "حجر أساس" على صعيد تحديث أسطول سلاح البحرية الإسرائيلي، وفق هاريل، الذي كشف أن الأسطول الجديد من شأنه أن يُعزّز قدرة سلاح البحرية على حماية منشآت إسرائيل لاستخراج الغاز الطبيعي، من خصوم مثل "حزب الله".

وأشار إلى أن منشآت استخراج الموارد النفطية قبالة السواحل الإسرائيلية "هي الهدف الأساس على بنك أهداف "حزب الله" للعام المقبل". وتابع أن السفن الحربية، وهي من فئة "ساعر 6"، مجهّزة بـ"رادار هو الأكثر تطوّراً مقارنةً مع أي سفينة حربية في العالم"، في حين جاء في تقرير لـ"مركز الأمن البحري الدولي" للأبحاث ومقرّه واشنطن أن السفن والغوّاصات الجديدة ستُعزّز قدرة إسرائيل على استهداف إيران بشكل مباشر.


MISS 3