إسرائيل تُحذّر من "هجمات إيرانية" ضدّ مصالحها

العقوبات تُلاحق طهران وجديدها "شهيد ميسامي"

02 : 00

صورة لسليماني والمهندس مرفوعة في وسط بغداد أمس عشية ذكرى اغتيالهما (أ ف ب)

يستثمر مسؤولو الإدارة الأميركية "الوزنات" التي وضعها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتصرّفهم، لضرب إيران بسلسلة عقوبات قاسية لن تتوقّف، أقلّه حتّى تاريخ 20 كانون الثاني 2021، يوم تسلّم الرئيس المنتخب جو بايدن مقاليد السلطة في البيت الأبيض. واستهدفت آخر عقوبات "الضغوط القصوى" مجموعة "شهيد ميسامي" المرتبطة بالمنظّمة الإيرانية للإبتكار والبحث الدفاعي، وكذلك شخصاً يُدعى مهران بابري، وهو مدير المجموعة. ووفق بيان الخزانة الأميركية، فإنّ مجموعة "شهيد ميسامي" تُشارك في أبحاث الأسلحة الكيماوية الإيرانية، فيما اعتبر وزير الخزانة ستيفن مينوشين أن "تطوير إيران لأسلحة الدمار الشامل هو تهديد لأمن جيرانها والعالم"، مؤكداً أن الولايات المتحدة "ستُواصل مواجهة أي جهود يبذلها النظام الإيراني لتطوير أسلحة كيماوية، قد يستخدمها النظام أو الجماعات التي تعمل بالوكالة عنه لدفع أجندتهم الخبيثة".

وبالإضافة إلى تجميد أي أصول أميركية تحتفظ بها مجموعة "شهيد ميسامي" وبابري، سيتمّ منع كليهما من الوصول إلى النظام المالي الأميركي وإدراجهما على الإنترنت كجهات تعمل على نشر أسلحة الدمار الشامل.

وفي الأثناء، حضّ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، بايدن، على التخلّي عن "سلوك واشنطن المارق" ورفع العقوبات المفروضة على بلاده، رافضاً أي حديث عن إعادة التفاوض حول اتفاق العام 2015 النووي، وقال: "لن نُعيد التفاوض على اتفاق سبق وأن فاوضنا عليه"، معتبراً أن على الولايات المتحدة "إظهار حسن نية من خلال العودة إلى الاتفاق النووي، قبل أن تمتثل طهران للإتفاق".

تزامناً، أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن "حزنه العميق" جرّاء مقتل العالِم النووي الإيراني محسن فخري زاده في "عملية اغتيال شنيعة"، وذلك خلال اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني حسن روحاني، الذي أكد وفق الرئاسة التركية أن طهران تحتفظ بحق الردّ "في الوقت المناسب".

في المقابل، وغداة اكتفاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ردّاً على سؤال حول الاتهامات الإيرانية لإسرائيل بتصفية فخري زاده بالقول: "سواء كان صحيحاً أو خطأ، سياستنا الثابتة هي عدم التعليق على مثل هذه الأشياء ولذا لن أفعل ذلك الآن"، أطلقت إسرائيل تحذيراً من احتمال استهداف إيران مصالحها في "دول إقليمية قريبة"، بينها الإمارات والبحرين والعراق وتركيا. وذكر المتحدّث باسم رئيس الحكومة الإسرائيلية عوفير جندلمان عبر حسابه على "تويتر" أنّه "على ضوء التهديدات الإيرانية الأخيرة وتورّط جهات إيرانية في تنفيذ عمليات إرهابية في دول مختلفة، تُحذّر هيئة مكافحة الإرهاب من قيام إيران باستهداف مصالح إسرائيلية في دول قريبة من إيران، مثل كلّ من جورجيا وأذربيجان وتركيا والإمارات والبحرين وكردستان العراق ودول في الشرق الأوسط وأفريقيا".

وفي سياق متّصل، أكد السفير الأميركي في العراق ماثيو تولر التقارير التي تحدّثت عن خفض عدد الديبلوماسيين الأميركيين العاملين في بغداد، لكنّه أشار في الوقت عينه إلى أن هذا الإجراء لن يؤثر على التزام واشنطن في هذا البلد، إذ سيبقى طاقم ديبلوماسي رفيع المستوى من بينه السفير. وكانت مجلّة "بوليتيكو" الأميركية قد كشفت أن إدارة ترامب قرّرت سحب نحو نصف عدد الديبلوماسيين من السفارة الأميركية في بغداد. كما أفاد مسؤولان عراقيّان كبيران وكالة "فرانس برس" بأنّ الولايات المتحدة بصدد خفض عدد ديبلوماسييها في بغداد "في إجراء أمني موَقت".

وعلى صعيد آخر، حذّر قائد القيادة الجنوبية الأميركية الأدميرال كريغ فالر من أن إيران أرسلت أسلحة وقوّات شبه عسكرية لدعم بقاء الرئيس الفنزويلي المشكّك في شرعيّته والمطلوب للعدالة الأميركية نيكولاس مادورو في السلطة، وقال: "نرى نفوذاً إيرانيّاً متزايداً هناك"، مشيراً إلى "الوجود المثير للقلق" لعسكريين من "فيلق القدس"، التابع للحرس الثوري الإيراني.


MISS 3