جورج الهاني

أصحابُ الوجهَين واللونَين

26 آب 2019

14 : 24

من وقت الى آخر، يعودُ الموسى ليطاول ذقون الصحافيين والإعلاميين الرياضيين الشرفاء من قِبل من يجب أن يكونوا أول المدافعين عن حقوق أهل القلم والكلمة الحرّة، وفي طليعة الداعمين لهم والواقفين الى جانبهم كي يبقى صوتهم صارخاً في "برّية" الشواذ والفساد، وكي تظلّ منابرهم وصفحاتهم في خدمة أهل الوسط الرياضي في أيّ موقع كانوا.

أمّا ما هو أقسى وأمرّ من كلّ ما ذُكر، فهو إصرار البعض من القيّمين على الرياضة اللبنانية على قطع أرزاق عدد من الزملاء الصحافيين بعدما يئسوا من إسكاتهم بأساليب الترهيب والترغيب، وذلك عبر الضغط على مرؤوسيهم أو مدرائهم في العمل كي، إما يطردوهم أو يلجموهم، وكأنّ "مهنة المتاعب" هي "فشّة خلق" عند الغاضبين أو مكسر عصا لدى الحانقين والظالمين.

هي "خصلة" سيئة من خصال كثيرة أسوأ، موجودة عند هذا البعض، الا انّ المؤسف هو عدم وجود وقفة تضامنية واحدة بين الصحافيين، فبدل أن يتكاتفوا ويتّحدوا في مواجهة بطش الجائرين، إذ بهم يؤخَذون بـ"المفرّق"، ولكلّ ضحيّة عندئذ دورها ووقتها وجلّادها.

إنّ تردّد بعض الزملاء، أو خوفهم من الإفصاح عمّا يتعرّضون له من تهديدٍ ووعيد لا يعني أن ليس هناك حدودٌ للتجاوزات التي تحصل والمعصيات التي تُرتكب، ولا بدّ أن يأتي يومٌ لن يكون بعيداً، سيتعرّى فيه هؤلاء المتسلّطون من ورقة التوت التي تستر عوراتهم وسيظهرون تماماً على حقيقتهم، وسيعلم الرأي العام حينها أنّ ثمة مسؤولين رياضيين عاشوا طوال ولاياتهم الإدارية بـ "لونَين" و"وجهَين"، وأنّ وجههم الحقيقي المخفي، أبشع بكثير من الوجه الذي يظهرون به أمام العالم.


MISS 3