بوادر حلحلة للأزمة الخليجية

02 : 00

أمير قطر خلال استقباله كوشنر في الدوحة الأربعاء (أ ف ب)

بعد جهود كويتية حثيثة وزيارة صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومستشاره البارز جاريد كوشنر إلى قطر والسعودية أخيراً، يبدو أن الأزمة الخليجية تشهد حلحلة، لم يُعرف بعد ما إذا كانت ستكون محصورة فقط بين الرياض والدوحة أو أنّها ستشمل أيضاً الإمارات والبحرين ومصر. وإذ أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أن المملكة تنظر ببالغ التقدير لجهود دولة الكويت لتقريب وجهات النظر حيال الأزمة الخليجية، عبّر في تغريدة له عن شكره للمساعي الأميركية في هذا الخصوص، معرباً عن أمله في أن تتكلّل هذه الجهود بالنجاح لما فيه مصلحة وخير المنطقة.

بدوره، أعرب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو خلال مشاركته في مؤتمر الحوار حول الأمن الإقليمي في المنامة عن أمله في أن تتمكّن واشنطن من تسهيل التوصّل إلى حلّ للأزمة الخليجية، لكنّه حذّر في الوقت عينه من أنّه لا يقوم "بتكهّنات على صعيد التوقيت"، مشيراً بذلك إلى احتمال حصول اختراق وشيك. ولفت إلى أن الولايات المتحدة لديها "أمل كبير" في حلّ الأزمة، معتبراً أن حلّ الخلاف الخليجي هو "الأمر الصائب" لشعوب المنطقة.

وتعليقاً على ذلك، أشار المتحدّث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إلى أن أنطونيو غوتيريش متفائل، وقال: "يأمل الأمين العام في أن تعمل كلّ الدول المعنية بالخلاف معاً من أجل حلّ الخلافات"، مشدّداً على "أهمّية وحدة الخليج للسلام والأمن والتنمية في المنطقة".

وكان وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد الناصر المحمد الصباح قد أعلن عن إجراء مباحثات "مُثمرة" لتسوية الأزمة الخليجية. وقال في بيان تلفزيوني مُقتضب إنّه في إطار جهود الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الصباح، وخلفه الشيخ نواف الجابر الأحمد الصباح والرئيس الأميركي دونالد ترامب "فقد جرت مباحثات مثمرة خلال الفترة الماضية".

وأضاف الشيخ أحمد الناصر الصباح أن كلّ الأطراف المشاركة في المباحثات أكدوا "حرصهم على التضامن والإستقرار الخليجي والعربي، وعلى الوصول إلى اتفاق نهائي يُحقّق ما يصبون إليه من تضامن دائم بين دولهم وتحقيق ما فيه خير شعوبهم". كما شكر كوشنر على جهوده خلال هذه المباحثات.

وفي أوّل تعليق من جانب قطر، رأى وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أن "بيان دولة الكويت خطوة مهمّة نحو حلّ الأزمة الخليجية"، وقال: "نشكر للكويت الشقيقة على وساطتها منذ بداية الأزمة، كما نُقدّر الجهود الأميركية المبذولة في هذا الصدد، ونؤكد أن أولويّتنا كانت وستبقى مصلحة وأمن شعوب الخليج والمنطقة".

وتابع: "أحرزنا بعض التقدّم في مرحلة ما قبل أكثر من سنة، ثم تباطأت الأمور"، لافتاً إلى أنّه "في الوقت الحاضر هناك بعض التحرّكات التي نأمل في أن تضع حدّاً لهذه الأزمة"، وأردف: "نعتقد أن وحدة الخليج مهمّة جدّاً لأمن المنطقة. وهذه الأزمة التي لا داعي لها، يجب أن تنتهي على أساس الاحترام المتبادل".

وكانت السعودية والإمارات والبحرين ومصر قد أعلنت في حزيران 2017 قطع العلاقات مع قطر، واتهمتها بالتقرّب من إيران ودعم مجموعات إسلامية متطرّفة. واتخذت الدول الأربع إجراءات بهدف مقاطعة قطر، من بينها إغلاق المجال الجوّي ومنع التعاملات التجارية ووقف دخول القطريين إلى أراضيها.


MISS 3