بومبيو ينصح بايدن: علينا التصدي لميليشيات طهران

ألمانيا لتوسيع الاتفاق النووي: لا نثق بإيران

02 : 00

منشأة "نطنز" النوويّة (أرشيف - أ ف ب)

في موقف أوروبي لافت ومتقدّم، يتبنّى إلى حدّ بعيد الشروط الصارمة التي اشترطتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على إيران لتوقيع أي اتفاق "نووي" جديد معها، اعتبر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس الذي تتولّى بلاده رئاسة الاتحاد الأوروبي، أن مجرّد العودة إلى الإتفاق النووي لم يعُد كافياً حاليّاً، إذ "ينبغي أن يكون ثمّة نوع من اتفاق نووي مع إضافات"، مشدّداً على أنه يجب توسيع النصّ ليشمل خصوصاً البرامج الباليستية الإيرانية.

وقال ماس خلال مقابلة مع مجلّة "دير شبيغل" الأسبوعية: "لدينا توقعات واضحة من جانب إيران: لا أسلحة نوويّة، لكن أيضاً لا برنامج صواريخ باليستية يُهدّد كلّ المنطقة"، وأضاف: "إضافةً إلى ذلك، ينبغي على إيران أن تلعب دوراً آخر في المنطقة. نحن بحاجة إلى هذا الاتفاق بالتحديد لأنّ لا ثقة لنا بإيران"، مشيراً إلى أنه تفاهم في شأن هذه النقاط مع نظيرَيْه الفرنسي والبريطاني.

وسارع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى التعليق على هذا الكلام في تغريدة، قائلاً: "ما ينبغي لهايكو ماس و(برلين ولندن وباريس) أن يقوموا به قبل أن يقولوا ما ينبغي لإيران القيام به: احترموا إلتزاماتكم وتوقفوا عن انتهاك" الاتفاق النووي، في وقت اعتبر فيه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن "نظام إيران يُرهب شعبه ويُروّج للإرهاب حول العالم"، لافتاً إلى أن "حملة الضغوط القصوى عزلت إيران سياسيّاً واقتصاديّاً".

وأكد وزير الخارجية الأميركي أن إيران وصلت إلى نسبة تخصيب 20 في المئة، ما يعني انتهاكاً للاتفاق النووي، مشيراً إلى أن "طهران تسعى بشدّة للعودة إلى طاولة المفاوضات بفضل حملة الضغوط القصوى التي مارسناها عليها"، وتابع: "علينا التصدّي لميليشيات إيران التي هي من نواقص الاتفاق النووي".

كذلك، حذّر بومبيو من أن هناك من يدعو إلى مهادنة إيران، داعياً إدارة (الرئيس المنتخب جو) بايدن إلى التحلّي بالحكمة تجاه سلوك طهران. كما أوضح أن واشنطن قتلت قائد "فيلق القدس" السابق الجنرال قاسم سليماني لتُظهر لإيران "الخط الأحمر"، معتبراً أن على الجمهورية الإسلامية أن تتصرّف كبلد طبيعي بعيداً عن سلوكها الخبيث.

وكان بايدن قد أكد في وقت سابق أن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بامتلاك أسلحة نووية في نهاية الأمر. وعلّق الرئيس المنتخب في لقاء مع شبكة "سي أن أن" على تأثير مقتل العالِم النووي الإيراني محسن فخري زاده على آمال حدوث انفراجة بين واشنطن وطهران، بقوله: "من الصعب القول (حاليّاً)". وهاجم سياسات ترامب بخصوص إيران، وانتقد قراره بالخروج من الاتفاق النووي، مدّعياً أن تحرّكاته في هذا الملف باءت بالفشل.

وتابع بايدن: "لقد انسحب من أجل تحقيق هدف أشدّ، ولكن ماذا حقّقوا؟ لقد رفعوا من قدراتهم للحصول على المواد النووية، إنّهم يقتربون من القدرة على امتلاك ما يكفي من المواد لصنع سلاح نووي. وهناك أيضاً أمور متعلّقة بالصواريخ"، في حين كشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقرير للدول الأعضاء، حصلت عليه وكالة "رويترز"، أن إيران أبلغت لجنة المفتّشين الأممية أنّها تعتزم تركيب ثلاث مجموعات إضافية من أجهزة الطرد المركزي من طراز "آي آر 2 إم" المتطوّرة في منشأة "نطنز" لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض، مشيرةً إلى أنها ستُضاف إلى أحد الأجهزة من الطراز نفسه مستخدم بالفعل في التخصيب هناك.

وعلى صعيد آخر، كشفت الإذاعة الإسرائيلية العامة أنه طُلِبَ من الخبراء النوويين وكبار المسؤولين الذين خدموا سابقاً في مفاعل "ديمونا" في صحراء النقب جنوب البلاد، توخي المزيد من الحذر في سلوكهم اليومي، بعد إصدار الجمهورية الإسلامية تهديدات جديدة لإسرائيل منذ تصفية فخري زاده. وبحسب الإذاعة الإسرائيلية، فقد طُلِبَ من أحد العلماء الذي عمل في المفاعل بالإمتناع عن مسارات المشي الاعتيادية والطرود المشبوهة والأحداث غير العادية، بدعوى أنّه ليس من المستحيل أن تُراقب العناصر الإيرانية أنشطته عبر الإنترنت.


MISS 3