إجتماعات ماراتونية في السراي لترشيد الدعم... بمشاركة سلامة

02 : 00

دياب سيترأس سلسلة اجتماعات مع الوزراء المعنيين (دالاتي ونهرا)

بكثير من البرودة واللامبالاة، استسلمت القوى السياسية لحالة الجمود في الملف الحكومي، ربطاً بطبيعة المرحلة الانتقالية التي يشهدها البيت الأبيض. ترفض الأطراف اللبنانية تعليق أسباب انكفائها على خشبة الاستحقاق الأميركي بانتظار انتهاء مراسم انتقال سيادة البيت الأبيض من الجمهوريين إلى الديموقراطيين، لكنّ السكون الذي يلفّ المشاورات الحكومية بشكل غير مسبوق، نظراً للظروف القاهرة والقاتلة المسيطرة، تثبت أنّ العوامل الداخلية ليست وحدها هي التي تتحكم بمصير حكومة سعد الحريري العتيدة، كونها باتت مرتطبة بشكل عضوي بالمتغيرات الحاصلة من حولنا.

هكذا، تركت كرة النار بيد حكومة حسان دياب المستقيلة التي كانت تستعد للرحيل، واذ فجأة بات عليها مواجهة تسونامي الانهيار المالي والاقتصادي الذي سيفرضه زلزال رفع الدعم. وهو قدر صعب ومؤلم جداً سيواجهه اللبنانيون عاجلاً أم آجلاً. سبق لحاكم مصرف لبنان أن قال قبل أربعة أيام وبالحرف الواحد إنّ "دعم السلع الأساسية لن يستمر أكثر من شهرين"، ولو أنّ التسريبات التي خرجت من مكاتب مصرف لبنان، كانت تشير إلى احتمال اللجوء إلى الاحتياطي الإلزامي من خلال خفض نسبته من 15% إلى 12% أو حتى 10%. لكن يبدو أنّ سلامة قد عدل عن رأيه وأعاد الخطوط الحمراء التي كان يضعها حول الاحتياطي الالزامي، ولو أنّ المقربين من رئيس الحكومة حسان دياب يؤكدون أنّه سبق له أن سأل حاكم مصرف لبنان اذا كان بالإمكان التصرف بالاحتياطي الإلزامي، فكان جواب الأخير: حتى آخر دولار!

المهم، أنّ الحكومة المستقيلة، والمقيدة بأحكام الدستور والمطوقة بالتحديات الاقتصادية والمالية التي قد تشعل ثورة بوجهها، باتت مكرهة لا بطلة في مواجهة "تنين" رفع الدعم الذي سيأكل الأخضر واليابس.

بالمبدأ، سيكون رياض سلامة، من جديد، ضيفاً ثقيلاً في السراي. الرجل الذي يوصف بأنه صاحب الأعصاب الحديدية التي لا تهتز لأي تطور نقدي أو مالي بعدما صارت الليرة في الحضيض وهو الذي لطالما طمأن اللبنانيين إلى أن ليرتهم بخير، سيكون موضع مساءلة مرة جديدة من جانب رئيس الحكومة الذي سيحاول أن يفهم منه حقيقة موجوداته بالدولار.

ويفترض أن يشارك في الاجتماع كل من وزراء، الطاقة، الصحة، الشؤون الاجتماعية، الزراعة، الاقتصاد والصناعة بعدما وضع كل منهم اقتراحه لترشيد الدعم، في محاولة لكسب بعض الوقت وتأجيل الانفجار الكبير، من خلال توزيع أكلاف انخفاض سعر الصرف، بين مصرف لبنان والمواطنين.

وتشير مصادر السراي الحكومي إلى أنّ الاجتماع سيتبع بماراتون اجتماعات وزارية سيعقدها رئيس الحكومة يوم الثلثاء مع كل وزير على حدة للاطلاع منه على اقتراحه لترشيد الدعم في ما يخص وزارته.

فهل ستنجح هذه الخطة الموقتة لتكون بمثابة "مخدّر" لا أكثر؟ ومن سيسبق: الانفجار أو الانفراج؟


MISS 3