إعدام الصحافي زم يزيد التوتر بين إيران وأوروبا

نتنياهو يدعو إلى "جبهة واحدة" ضدّ طهران

02 : 00

الصحافي الإيراني المعارض روح الله زم (أ ف ب)

لا يزال التوتّر السياسي والأمني والعسكري المتصاعد بين إيران وإسرائيل يُلقي بظلاله على الشرق الأوسط برمّته، خصوصاً في الأسابيع الأخيرة من ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مع المخاوف المتزايدة من اندلاع حرب شاملة في حال أقدمت طهران على الإنتقام لإغتيال "سليماني النووي" محسن فخري زاده، فيما دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس إلى "تشكيل جبهة واحدة لمكافحة التهديد الإيراني على السلام العالمي". وقال نتنياهو خلال استقباله مستشار الأمن القومي الأميركي روبرت أوبراين: "بقيادة الرئيس ترامب، تعمل الولايات المتحدة وإسرائيل بتعاون أوثق من أي وقت مضى، بحيث نُقيم التعاون بغية إحباط التهديدات المشتركة، كما نتعاون في إحلال السلام. وقد أحرزنا تقدّماً ملموساً في هذَيْن المجالَيْن".

وحول التهديدات الإيرانية المتعاظمة، رأى أنّه "طالما استمرّت إيران في قهر وتهديد جيرانها، وطالما استمرّت في دعوتها إلى تدمير إسرائيل، وطالما استمرّت في تمويل وتسليح المنظّمات الإرهابية في هذه المنطقة وحول العالم، وطالما واصلت سباقها للحصول على أسلحة نووية ووسائل لإطلاقها، فلا يجوز لنا العودة إلى وضع العمل كالعادة مع إيران".

كما اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي أنّه "علينا تشكيل جبهة واحدة في سبيل مكافحة هذا التهديد على السلام العالمي"، مضيفاً في هذا الصدد: "أستخدم عبارة "السلام العالمي" نظراً للدور الذي تلعبه الجمهورية الإيرانية حالياً بصفتها البلطجي الإقليمي". وأردف: "إذا فشلنا في إيقافها عند حدّها، فهي ستملك غداً الصواريخ الباليستية العابرة للقارات والمزوّدة بالرؤوس الحربية النووية القادرة على ضرب أوروبا وأميركا، حيث ستُصبح البلطجي العالمي وستُشكّل خطراً على الجميع".

وعلى صعيد آخر، استدعت إيران سفيرَيْ ألمانيا وفرنسا للإحتجاج على موقفي الاتحاد الأوروبي وباريس اللذَيْن دانا بشدّة إعدام الصحافي الإيراني المعارض روح الله زم، وفق وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء "إرنا". واستنكر مساعد وزير الخارجية والمدير العام لدائرة أوروبا في وزارة الخارجية في طهران أمام السفير هانز أودو موتسل، الذي تتولّى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، البيان الأوروبي، ووصفه بأنّه "تدخّل غير مقبول في الشؤون الداخلية الإيرانية". كما استنكر ما وصفه بـ"التسامح" الذي أبدته "بعض الدول الأوروبّية تجاه العناصر التي تُروّج للعنف وترتكب أعمالاً إرهابيّة" بحق إيران.

وبعد موتسل، استدعت الخارجية الإيرانية سفير فرنسا في طهران فيليب تييبو على خلفية إعلان لـ"وزارة الخارجية الفرنسية يُشكّل تدخّلاً في الشؤون الإيرانية حول تطبيق حكم الإعدام" الصادر بحق زم. وفي خطوة غير معتادة، لم تنشر الخارجية الإيرانية أي بيان حول استدعاء السفيرَيْن.

وندّد الاتحاد الأوروبي "بأشدّ العبارات" السبت بإعدام المعارض الإيراني روح لله زم، مؤكداً في بيان معارضته لعقوبة الإعدام "أيّاً كانت الظروف". واعتبر أنّه "من الضروري أن تحترم السلطات الإيرانية حقوق المتّهمين وأن تكفّ عن استخدام الاعترافات التلفزيونية لإقرار وإثبات ذنب" المتّهمين، في حين وصفت الخارجية الفرنسية في بيان إعدام زم بأنّه "عمل وحشي وغير مقبول".

وفي غضون ذلك، نقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية عن مسؤول في الإستخبارات التركية أن إيران اختطفت القيادي الأهوازي حبيب كعب، المعروف بـ"حبيب أسيود"، في مدينة إسطنبول، بعد اختطافه وتخديره ثمّ نقله بشاحنة إلى إيران بواسطة عصابة تهريب. وكشف المسؤول التركي أن الإستخبارات الإيرانية خطفت كعب بعدما دخل إسطنبول في 9 تشرين الأوّل الماضي، ليلتقي مع امرأة تُدعى "صابرين"، والتي تعمل لصالح طهران.

وذكرت "واشنطن بوست" أن عملية الاختطاف هذه تشبه عملية أخرى نفّذتها إيران في الآونة الأخيرة ضدّ الصحافي روح الله زم، الذي كان مقيماً في فرنسا، لكنّه اختفى بعد استدراجه إلى العراق العام الماضي، والذي نفّذت طهران حكم الإعدام فيه السبت.


MISS 3