يوسف مرتضى

محللون روس: تفويض أطلسي لبريطانيا لزرع الفوضى في توران والأراضي المجاورة

15 كانون الأول 2020

02 : 00

استراتيجيون ومحللون روس يرون أن لندن سوف تعمل من خلال تركيا على خلق واقع جيوسياسي جديد في المرحلة المقبلة في القوقاز والبحر الأبيض المتوسط ​​وآسيا الوسطى "البلاد التورانية".

وعلى ما هو متوقع سيكون لتركيا ما تريده من الأطلسيين، الحصول على صلاحيات المشغّل في منطقة القوقاز ( للقضاء على نفوذ فرنسا في جورجيا وأرمينيا)، للسيطرة على التدفقات النفطية والغازية الرئيسية العابرة للحدود بالتعاون مع إسرائيل، والسيطرة على البحر الأبيض المتوسط ​، والوصول إلى بحر قزوين والسيطرة عليه. وفي ذات الوقت يتكثّف تغلغل بريطانيا في أوكرانيا ومولدوفا وروسيا البيضاء، بمساعدة بولندا وتركيا أيضاً. وفي سياق استراتيجيتها لتحقيق مصالحها المتطابقة مع مصالح واشنطن ستعمل لندن في المقام الأول على تحييد مصالح برلين وباريس، بينما تدفع بتركيا إلى المواجهة.

وعلى عكس موسكو كما يقول الخبراء الروس، فإن البناء الجديد الذي فوض الأطلسيون به لندن مفيد جداً عالمياً لواشنطن. ولذلك ستكون الولايات المتحدة على أهبة الإستعداد لتقديم الخدمات الخاصة بها للترويج للنزاعات على نطاق واسع.

من هنا يرى المحللون الروس أن موسكو ستكون بدءاً من العام الجديد، أمام مشكلات وتعقيدات صعبة عليها التفتيش عن سبل حلها في ظل تخلي الأتراك بالفعل عن فكرة إنشاء "تعاون جديد" مع روسيا بصيغة الشراكة، وفي الوقت الذي يتقلص فيه نفوذ موسكو في فضاء ما بعد الإتحاد السوفياتي، واندماج تركيا في طرق النقل الرئيسية - أذربيجان وتركمانستان وأوزبكستان وقيرغيزستان وباكستان.

وتستظل أنقرة خطة الشراكة الأميركية البريطانية للتضييق على روسيا، لتعمل مع إيران بدون ضجيج من خلفية تبادل أطماع معها كقوة إقليمية وبما يخدم الحفاظ على النظام فيها.

وفي هذا المجال تأخذ أنقرة في الاعتبار تماماً اعتماد طهران على الصين، ونقص الموارد في إيران، وتعرض عليها مراقبة مصالح موارد بكين في مقابل تقليص المصالح الجيوسياسية لنظام الملالي.

من الواضح في هذه الإستراتيجية كما يشير الخبراء الروس، أن بريطانيا، ووفقاً للتقاليد الراسخة، لن تظهر في دور مكشوف في اللعبة الكبرى. فالسياسة البريطانية المتعددة الأوجه ينحصر دورها الأساسي في خلق صراعات متشابكة.

ومن هنا يرى الخبراء الروس، أن ما حصل على مدار الأشهر الستة الماضية، من تكبير لفجوة الصراع بين موسكو وبرلين وباريس من خلال التسريبات ذات البعد الأمني وخلق مناطق توتر جديدة، ربما يكون جزءاً من سيناريو اللعبة الكبرى الجديدة التي تستهدف تحجيم دور روسيا والمزيد من استنزافها وربما استهداف وحدة اتحادها. فهل تنقلب من خلال هذا السيناريو الشراكة بين روسيا وتركيا تحديداً في سوريا إلى مواجهة تمتد تداعياتها إلى شمال القوقاز وشبه جزيرة القرم وأوكرانيا، فيرتسم بنتيجتها واقع جيوسياسي جديد إقليمياً ودولياً ؟ وهل العام 2021 بضوء ما ستذهب إليه تلك السياسات ومع استمرار تفشي كورونا سيكون فاتحة لواقع جديد في العالم؟