واشنطن تفرض عقوبات على إيران وتركيا

هجوم "مفخّخ" على ناقلة نفط قبالة ميناء جدّة

02 : 00

روحاني متحدّثاً خلال مؤتمر صحافي في طهران أمس (أ ف ب)

في هجوم وصفته الرياض بـ"الإرهابي"، تعرّضت ناقلة نفط أمس لهجوم "بقارب مفخّخ" قبالة ميناء جدة في السعودية، فيما يُكثّف المتمرّدون الحوثيون المدعومون من إيران هجماتهم ضدّ أهداف داخل المملكة في الآونة الأخيرة.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن مصدر في وزارة الطاقة أن السفينة تعرّضت "لهجوم بقارب مُفخّخ"، لافتاً إلى أنّه "لم ينجم عن الحادث أي إصاباتٍ أو خسائر في الأرواح، كما لم يلحق أي أضرار بمنشآت تفريغ الوقود أو تأثير في إمداداته".

وبحسب المصدر، فإنّ "هذه الأعمال الإرهابية التخريبية، الموجّهة ضدّ المنشآت الحيوية، تتخطّى استهداف المملكة ومرافقها الحيوية، إلى استهداف أمن واستقرار إمدادات الطاقة للعالم، والاقتصاد العالمي"، فيما أكدت شركة "حافنيا"، ومقرّها في سنغافورة، في بيان، أن طاقم الناقلة "بي دبليو راين"، التي تحمل علم سنغافورة، المؤلّف من 22 بحاراً، لم يُصب بأذى.

وأوضحت الشركة أن الناقلة "تعرّضت لضربة من مصدر خارجي بينما كانت تُفرغ حمولتها، ما تسبّب بوقوع انفجار وباندلاع حريق". وأضافت أنّ "الطاقم أخمد الحريق بمساعدة رجال الإطفاء على البرّ وزوارق القطر"، لافتةً إلى أن الهجوم تسبّب بأضرار في جسم الناقلة، من دون أن تستبعد حدوث عملية تسرّب للنفط.

وعلى صعيد آخر، اتّهمت الولايات المتحدة طهران للمرّة الأولى بالتورّط المباشر في خطف العنصر السابق في مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) بوب ليفنسون، الذي فُقِدَ اثره قبل 13 عاماً "ووفاته المرجّحة"، وفرضت عقوبات على عنصرَيْن في استخبارات الجمهورية الإسلامية.

وإذ قال مدير مكتب التحقيقات الفدرالي كريستوفر راي في بيان إنّ "الحكومة الإيرانية تعهّدت بتقديم مساعدتها لإعادة بوب ليفنسون، لكنّها لم تفعل ذلك البتة"، أضاف: "الحقيقة أن عناصر في أجهزة الإستخبارات الإيرانية، وبموافقة مسؤولين إيرانيين كبار، ضالعون في خطف واعتقال بوب".

بدورها، أعلنت الخزانة الأميركية أنها ستفرض عقوبات على إيرانيَيْن، عرّفت عنهما على أنّهما عميلان لدى استخبارات الجمهورية الإسلامية، هما محمد باصري وأحمد خزائي، مشيرةً إلى أنهما "تورّطا في خطف واعتقال والموت المرجّح للسيد ليفنسون".

ودعا مسؤول أميركي رفيع، تحدّث إلى المراسلين شرط عدم الكشف عن هويته، إدارة الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن المقبلة إلى معالجة مسألة الأميركيين المفقودين، وقال: "ينبغي ألّا يكون هناك اتفاق تفاوضي مجدّداً مع إيران لا يطلق سراح الأميركيين المعتقلين ظلماً في ذلك البلد"، مشيراً إلى أن النظام في إيران "يعود إلى 41 عاماً وله سجل عمره 41 عاماً في احتجاز الرهائن". وأوضح أن التورّط في وفاة ليفنسون كان "معروفاً على مستويات عالية جدّاً في الحكومة الإيرانية". وتابع في هذا الصدد: "لا يُمكنني معرفة ما يدور في رؤوسهم لتبيان سبب إقدامهم على ذلك".

وعلى خطّ العقوبات الأميركيّة أيضاً، قرّرت الولايات المتحدة فرض عقوبات على الوكالة الحكومية التركية المكلّفة شراء الأسلحة لحيازة أنقرة منظومة الدفاع الجوّي الروسية من طراز "أس 400". وأوضح وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في بيان أن "الإجراءات التي اتخذت اليوم تبعث برسالة واضحة مفادها أن الولايات المتحدة ستُطبّق (القانون الأميركي) بشكل كامل ولن تتساهل حيال أي صفقات كبيرة تتمّ مع قطاعَيْ الدفاع والإستخبارات الروسيَيْن".

وفيما أعلنت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنّها ستمنع كلّ تراخيص التصدير إلى "إدارة الصناعات الدفاعية" التركية وسترفض منح أي تأشيرات لرئيسها إسماعيل دمير، سارعت تركيا إلى التنديد بالعقوبات، داعيةً الولايات المتحدة إلى إعادة النظر في هذا القرار "غير المنصف".

وأكدت الخارجية التركية استعداد أنقرة "للبحث في القضية عبر الحوار والديبلوماسية، انسجاماً مع روح التحالف". ودحضت "الخطر الأمني" الذي تُمثله الصواريخ الروسية بالنسبة إلى منظومة "حلف شمال الأطلسي"، والذي ذكره بومبيو كأحد أسباب العقوبات.

وإلى جانب دعوتها الولايات المتحدة إلى "مراجعة" قرارها، حذّرت تركيا كذلك من أنها "ستردّ" على العقوبات، في حين ندّدت روسيا بدورها بالعقوبات "غير المشروعة". واعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنّه "تعبير جديد عن سلوك متغطرس إزاء القانون الدولي، وتعبير عن إجراءات إكراهية أحادية وغير مشروعة تستخدمها الولايات المتحدة منذ أعوام عدّة، لا بلّ منذ عقود يميناً ويساراً".

وبالعودة إلى الملف الإيراني، اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني أن برنامج طهران الصاروخي غير قابل للتفاوض، مشيراً إلى أن بايدن يُدرك ذلك جيّداً. كما أكد رفض بلاده التفاوض في شأن سياساتها الإقليمية ووضعها على طاولة الاتفاق النووي، مشدّداً على أن طهران لن تقبل أي شروط مسبقة في شأن تنفيذ الاتفاق النووي، ولا مجال للتفاوض على اتفاق جديد.

وعن إعدام الصحافي الإيراني المعارض روح الله زم، قال روحاني إنّ "قضاء إيران مستقلّ والإعدام كان قانونيّاً"، معتبراً أن "إعدام زم لن يؤثر على علاقة إيران مع أوروبا"، بينما أرجأ منظّمو منتدى الأعمال الأوروبي - الإيراني، الذي كان من المفترض أن يبدأ أمس، انعقاده، احتجاجاً على إعدام الصحافي الإيراني.

وفي سياق متّصل، دان بومبيو إعدام المعارض زم، الذي كان يُدير قناة على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، ووصف إعدامه بأنّه "همجي"، فيما اعتبر مستشار الأمن القومي لبايدن، جيد سوليفان، أنّ إعدام زم "انتهاك مروّع" لحقوق الإنسان، متوعّداً بالوقوف مع الشركاء ضدّ الإنتهاكات التي ترتكبها طهران. كما عبّرت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشيل باشليه عن "صدمتها" إزاء إعدام زم، وحضّت طهران على وقف لجوئها "المقلق والمتزايد" لعقوبة الإعدام.


MISS 3