مرتضى أطلق جائزة بالعربية للغة والتحديث: لغتنا تشكل هويتنا الوطنية

17 : 12

أطلق وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور عباس مرتضى جائزة "بالعربية للغة والتحديث" للعلوم الثقافية خلال مؤتمر صحافي عقده بعد ظهر اليوم، في مكتبه في الوزارة، في حضور رئيسة جمعية "بالعربية للغة والتحديث "الدكتورة سارة ضاهر ومستشار الوزير للشؤون الثقافية مدير كلية الآداب - الفرع الخامس الدكتور ناصيف نعمة.

استهل مرتضى كلامه بالتشديد على أهمية الشأن الثقافي في ظل الأوضاع الراهنة، وقال: "نجتمع في اليوم العالمي للغة العربية، بالتعاون مع جمعية "بالعربية للغة والتحديث" لإطلاق جائزتها للعلوم والثقافية في زمن التحديات الكبرى، صحيا واقتصاديا، وهو ما جعل وزارة الثقافة في قلب الحدث اليومي الوطني، إيمانا منها بدور الثقافة في نشر الوعي والمعرفة الكفيلين بالنهوض معا".

أضاف: "يسعدنا في وزارة الثقافة أن ندعم هذا الحدث الثقافي الرائع، ونثني على التعاونِ الخلاق مع كافة الهيئات الثقافية والتربوية لنكون على قدر المسؤولية الكبيرة التي تنتظرنا جميعا. مما لا ريب فيه، أن لغتنا تشكل هويتنا الوطنية، ومن أهمل لغته، فقد أهمل جزءا من كينونته. لذا من واجب كل واحد منا، من خلال موقعه، أن يعمل على حفظ هذه اللغة، لأن حفظنا لها، يسهم في بناء ودعم الحاضر، في إطار التنسيق ما بين أصالة جذورنا ومتطلبات عصرنا".

وختم: "نبارك لجمعية "بالعربية" إطلاق هذه الجائزة، ونحن فخورون بهذا النشاط على كل المستويات، والوزارة حاضرة للتعاون في كل ما يخدم لغتنا وهويتنا وتاريخنا وثقافتنا".

بدورها، شكرت رئيسة جمعية "بالعربية للغة والتحديث" مرتضى ووزارة ثقافة على "تبني هذه المبادرة، تكريما لبيروت واحتفالا باليوم العالمي للغة العربية كما اعتمدته اليونيسكو في 18 كانون الأول من كل عام"، مشيرة الى ان "هذه اللغة تتضح أهميتها يوما بعد يوم، كونها لغة حضارية عالمية، ولها القدرة على المساعدة في التعبير عن العلوم المختلفة، بسبب تمتعها بخصائص، وألفاظ، وتراكيب، واشتقاقات، إلى جانب العديد من الميزات الأخرى، ولطالما كانت أداة للتعارف والتواصل بين ملايين البشر في شتى بقاع الأرض. وعلى استمرار الثقافة العربية بين الفئات المختلفة، والمحافظة على الاتصال بين الأجيال، إنها لغة تتميز بالبيان والبلاغة، وهي مصدر عز للأمة، نظرا لقدرتها على التكيف والإبداع في مختلف العلوم، والفنون، والتجارب العلمية، بالإضافة إلى ما وصلت إليه من الإبداع في مجالات الأدب والتأليف".

أضافت: "إن اللغة العربية ومن الناحية القومية، تعد من أهم مقومات الهوية العربية، ومن أهم العوامل التي حافظت على توحيد الأمة العربية من المحيط إلى الخليج، وكانت معجزة نزول القرآن الكريم بهذه اللغة مما أضفى عليها القدسية والعناية الإلهية. ولغير الناطقين بها، تحتل اللغة العربية المركز الرابع كأكثر اللغات انتشارا في العالم حيث يتحدث بها ما يقارب 280 مليون شخص، لهذا يسعى الكثيرون الى تعلمها نظرا للفوائد التي من الممكن أن تقدمها لمتحدثها".

وتابعت: "إن إطلاق الجائزة في هذا الوقت العصيب بالذات إنما ينطلق من إيماننا أنه لا يجب على الثقافة أن تستسلم لفكرة التراجع أو الانحدار التي يمكن أن تتعرض لها المجتمعات في مواجهة صعوبات الأزمنة. إن احتضان المبدعين الساعين إلى التعبير عن مكنوناتهم الإنسانية في زمن يتعرض فيه العالم بأسره لأخطر جائحة إنسانية بسبب كوفيد 19 على وجه العموم، ويتعرض فيها لبنان لجائحة ضيق التنفس الاقتصادي - الاجتماعي والاختناق السياسي، إنما يندرج في إطار إعادة الحياة التدريجية إلى البلاد من الرئة الثقافية، التي تعتبر موضوع إجماع وطني عندما يتعلق الشأن باللغة العربية والشعر والرواية. وهنا يلي الإبداع الذي قد ينطلق من رحم الأحزان والإبداع ثورة بحد ذاتها، ولكنها ثورة مسالمة، ثورة على ورق، مغمسة بالآلام والفرح على حد سواء، ومغتسلة بلون الحبر الأزرق".

وأردفت: "هذه الجائزة التي تكرمتم برعايتكم لفعالياتها سيكون عنوانها العاصمة بيروت لهذا العام، عنوانا لتظاهرة ثقافية شاملة، وذلك من خلال الأعمال الآتية:

1. القصة القصيرة (3000 كلمة كحد أقصى)

2. القصيدة بأشكالها كافة

3. الحكاية/القصيدة المسجلة بالصوت

4. الحكاية/القصيدة المصورة (بالرسم التسلسلي، الرسوم الملونة أو الفنية)

5. الفن بالتدوير (إعادة استخدام مواد لابتكار قصة أو عمل فني من خلال مواد تم تدويرها)

6. صياغة الخبر الإعلامي (صفحة كحد أقصى)

7. الفيلم القصير المؤثر - بالصوت أو من دونه (لا يتعدى الثلاث دقائق)

8. مبادرات متنوعة في علوم اللغة".

وأكدت "استعداد الجمعية لدعم جهود الشباب بالتماشي مع توجهات وزارة الثقافة".

أما نعمة فقال: "في اليوم العالمي للغة العربية، نستشرف قدرة لغتنا في المستقبل كما في الماضي، على التجدد الدائم في أساليب البلاغة والشعر والنثر وسرعة انتشارها اللامحود واستخدامات معانيها ومبانيها وحكاياتها ورواياتها، هذا ما جعلها لغة خاصة لها يوم عالمي، كيف لا وهي البحر والدر كامن فيها. لذا فإن مهمتنا اليوم كأساتذة وطلاب ولغويين ان نكون غواصي اللغة لنبحث عن صدفها العربي، لأنه وبعدما اجتاحت الأجنبية والعجمية جدود لغتنا وجب علينا مضاعفة الرقابة على أجيالنا الناطقة بها والمستخدمة لها كتابة وخطابة، وان نعطي لدلالة كلماتنا قدسية صدق الحديث ورواج التربية والادب الذي نرغب بإشاعته وترجمته".

MISS 3