واشنطن: الأسد مستمرّ بإطالة أمد النزاع بدعم روسي وإيراني

معارك عنيفة بين "قسد" وفصائل مدعومة من تركيا في سوريا

02 : 00

جنود أتراك خلال دورية في شمال سوريا (أ ف ب - أرشيف)

شنّت الفصائل التي تدور في فلك أنقرة هجوماً عسكريّاً عنيفاً على قريتَيْ جهبل ومشيرفة الواقعتَيْن في ريف عين عيسى الشرقي، شمالي الرقة، حيث دارت معارك ضارية مع قوّات سوريا الديموقراطية (قسد) منذ ما بعد منتصف ليل الخميس - الجمعة، ترافقت مع قصف تركي مكثف جدّاً، وسط معلومات مؤكدة عن سقوط خسائر بشرية، فيما لم تتمكّن الفصائل من السيطرة على أي من القريتَيْن، بحسب ما أفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان".

كما كشفت وكالة "هاوار" الكردية من ناحيتها أن المواجهات العنيفة تواصلت في المنطقة وسط تحليق مكثف للطائرات المسيرة والطائرات الحربية للجيش التركي، لافتةً إلى أن القوات المدعومة من أنقرة حاولت بسط سيطرتها على قرية مشيرفة. ونقلت الوكالة عن مصادر ميدانية تأكيدها رصد تحرّكات عسكرية مكثفة للفصائل المدعومة من تركيا في مناطق خطوط التماس مع "قسد" بين ناحيتَيْ تل تمر ورأس العين (الخاضعة لسيطرة تركيا وحلفائها)، خصوصاً في ريف ناحية زركان. واستقدمت القوات التركية والفصائل الموالية لها الخميس تعزيزات عسكرية إلى قرى أبو خرزة وسلوم ورمانة، المقابلة لقريتَيْ الهوشان والخالدية، المحاذية لطريق حلب - الحسكة "أم 4"، شرقي عين عيسى، في شمال الرقة. وتتألّف تلك التعزيزات من دبابات ومدافع ثقيلة وعربات جند، وسيارات رباعية الدفع مزوّدة برشاشات ثقيلة، بينما عزّزت "قسد" تمركزاتها في الجهة المقابلة.

وعلى صعيد متّصل، نفى "المرصد السوري" صحة ما يتمّ تداوله من قبل مصادر تركية حول انسحاب القوّات التركية من 7 نقاط ضمن مناطق النظام السوري وآخرها كان مساء الخميس، مؤكداً أن المنطقة لم تشهد خلال 48 ساعة الفائتة أي انسحاب تركي من مواقع لها في شمال غربي سوريا.

ديبلوماسيّاً، نقلت السفارة الأميركية لدى سوريا عن المبعوث الخاص إلى سوريا جيمس جيفري في بيان، أن "نظام بشار الأسد مستمرّ، بدعم من روسيا وإيران، في إطالة أمد النزاع السوري، وبشنّ حرب وحشية ضدّ الشعب السوري". وبمناسبة الذكرى الخامسة لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2554، قال: "أعمال النظام السوري تحول دون تحقيق تقدّم على الأرض، وتُعمّق معاناة جميع السوريين، وتُعرقل جهود التنفيذ الكامل للقرار".

واعتبر جيفري أن "النظام السوري وروسيا رفضا الاستجابة لدعوات الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوث الأمم المتحدة الخاص، لوقف إطلاق النار في عموم البلاد". وتابع أن "النظام السوري يُواصل منع ايصال المساعدات الإنسانية، كما اختار عرقلة عمل اللجنة الدستورية وتحطيم آمال الشعب السوري في انتخابات حرّة ونزيهة، تحت إشراف الأمم المتحدة العام المقبل". كذلك، دعا المجتمع الدولي إلى "التحرّك لضمان وقف الحكومة السورية عرقلة قرار مجلس الأمن رقم 2254 وتنفيذ بنوده بالكامل من دون تأخير". ورأى أن "الهدف الأوّل لإيران كان الإبقاء على الأسد في السلطة، ثمّ قرّر الإيرانيون التموضع في سوريا ضدّ إسرائيل وضدّ تركيا والدول العربية والنظام الإقليمي بقيادة أميركا".

تزامناً، وفي وقت ارتكبت فيه كلّ أطراف النزاع السوري انتهاكات جسيمة لقوانين الحرب، اتسم التدخل الروسي بالقصف العشوائي للمدارس والمستشفيات والأسواق، الأمر الذي كلّف موسكو ملايين الدولارات، التي تمّ تحصيلها من ضرائب الشعب الروسي، بحسب منظمة "هيومن رايتس ووتش".