فتوى لـ"حماس" تمنع "التفاعل" مع أعياد الميلاد تُثير جدلاً بين الفلسطينيين

02 : 00

رجل يُزيّن شجرة ميلادية أمام كنيسة "العائلة المقدّسة" في غزة أمس (أ ف ب)

ليس مستغرباً على التيّارات الإسلامية بشكل عام و"الإخوانية" منها بشكل خاص، أن تلجأ إلى إصدار فتاوى دينية تأخذ شكل "تعاميم رسمية" عندما تكون مسيطرة على مقاليد الحكم، تستهدف بشكل مباشر الحرّيات الدينية والفردية وغيرها. وهذا ما شهده قطاع غزة في الآونة الأخيرة، حيث بدأت القضية بتعميم رسمي لوزارة أوقاف غزة، التي تُديرها حركة "حماس"، يُعلن إقرار سلسلة فعاليات إلكترونية وإعلامية وميدانية، تُنفّذها دائرة الوعظ والإرشاد، للحدّ من التفاعل مع أعياد الميلاد المجيد في القطاع.

وفي ردود الفعل، أعرب عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" ورئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية حسين الشيخ، عن استيائه من قرار منع الإحتفالات بأعياد الميلاد ورأس السنة في قطاع غزة، ووصفه بإنّه "قرار ظلامي"، إذ إن النسيج الفلسطيني متنوّع دينياً. وقال الشيخ: "هذا قرار ظلامي لا يمت إلى أخلاقيات شعبنا الدينية والوطنية والاجتماعية بصلة، وهو إشاعة للفكر الظلامي ويضرب أُسس وحدة شعبنا واحترام العقائد والأديان وحرّية الرأي والمعتقد". وكان الاتحاد الديموقراطي الفلسطيني "فدا" قد ندّد ببيان أوقاف حركة "حماس"، ورأى في ما تضمّنه "خروجاً فظّاً عن قيم التسامح والإخاء التي سادت على الدوام بين أبناء الشعب الفلسطيني الواحد، بمسيحييه ومسلميه". وحذّر "فدا" من خطورة مثل هذه الدعوات كونها "تُشكّل تهديداً للسلم الأهلي الفلسطيني وتُثير النعرات الطائفية المقيتة، ولا تخدم إلّا أعداء شعبنا وفي مقدّمهم المحتلّ الإسرائيلي".

وطالب "فدا"، "حماس"، بالإعلان على الملأ عن اعتذارها لهذا التصرّف والتوقف عن أي إجراءات من شأنها التشويش على احتفالات أبناء شعبنا من الطوائف المسيحية بأعياد الميلاد المجيدة، ومعاقبة أعضائها المسؤولين عن إصدار تلك التعليمات، والتعهّد بعدم العودة إلى مثل هذا السلوك المُدان والذي يضرّ بالنسيج المجتمعي الفلسطيني وحالة التآلف التي تسود بين أبنائه.

وضجّت مواقع التواصل الإجتماعي بالردود والمواقف حول القضية بين الفلسطينيين. وبينما انتقدها كثيرون معتبرين أن خطوات كهذه تضرب النسيج المجتمعي وتُضيف مزيداً من الإنقسام الفلسطيني، رأى آخرون من أتباع التيّارات الإسلامية أنّها تطبيق مطلوب وضروري لأحكام الشريعة الإسلامية، في وقت ينتظر فيه المسيحيّون الفلسطينيّون عيد الميلاد الذي يحلّ كلّ عام أسوأ عليهم من الأعوام السابقة على الصعد كافة.

وبعد ردود الفعل المستهجنة، برّرت وزارة الأوقاف التي تُديرها "حماس" في بيان جديد ما صدر عنها، معتبرةً أن من وصفتهم بـ"النصارى" في فلسطين عموماً وقطاع غزة خصوصاً، هم "شركاء الوطن والقضية والنضال". وأوضحت أنّ المراسلة المذكورة تأتي في سياق "إرشاد المسلمين للأحكام الشرعية المتعلّقة بمشاركة المسلمين في المناسبات الدينية لغير المسلمين".


MISS 3