السفارة الأميركية في بغداد تتصدّى لـ"رسائل صاروخية"

02 : 00

جانب من مجمّع السفارة الأميركية في بغداد (أ ف ب - أرشيف)

مع تصاعد حدّة التوتر الأمني والعسكري في المنطقة قُبيل ذكرى اغتيال القائد السابق لـ"فيلق القدس" في "الحرس الثوري" الإيراني الجنرال قاسم سليماني، والقيادي الرفيع في "الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس، وفي هجوم صاروخي يُعتبر الأعنف، أُطلقت مجموعة من الصواريخ دفعة واحدة نحو السفارة الأميركية في بغداد مساء أمس.

وسُمِعَ صوت إطلاق نيران متتالية وصعدت أعمدة من التوهجات الحمراء أضاءت سماء المنطقة، ما يُشير إلى تفعيل نظام الدفاع الصاروخي "سي رام" الخاص بالسفارة الأميركية لإحباط الهجوم الصاروخي.

وفي هذا الصدد، أفاد مصدر أمني عراقي بأنّ منظومة الدفاع الجوّي الأميركية صدّت هجوماً صاروخياً استهدف السفارة، فيما تباينت الأنباء عن وقوع إصابات بين المدنيين في المناطق المحيطة بمبنى السفارة وسط العاصمة.

وبينما أصدرت قوّات الأمن العراقية بياناً ذكرت فيه أن الهجوم أحدث أضراراً مادية، لكنّه لم يُسفر عن سقوط ضحايا، كشف مصدر أمني لوكالة "فرانس برس" أن 3 صواريخ سقطت قرب مقر البعثة الديبلوماسية الأميركية، في حين أصاب صاروخان آخران أحياء سكنية منفصلة.

من جهتها، ندّدت السفارة الأميركية في بغداد بالهجمات الصاروخية التي استهدفت مجمّعها، مشيرةً إلى أنها تلقّت تقارير عن "إلحاق أضرار بمناطق سكنية بالقرب من السفارة الأميركية واحتمالية بعض الإصابات في صفوف المدنيين العراقيين الأبرياء".

وأوضحت أن الهجمات الصاروخية التي استهدفتها خلّفت "أضراراً طفيفة بمجمّع السفارة"، مؤكدةً أنّها "لم تُسفر عن سقوط ضحايا"، فيما دعت الحكومة العراقية والسياسيين إلى "اتخاذ خطوات لمنع الهجمات ومحاسبة مرتكبيها"، واصفةً الهجوم بـ"الأعمال الإجرامية".

واعتبرت السفارة أن "هذه الأنواع من الهجمات على المنشآت الديبلوماسية هي انتهاك للقانون الدولي واعتداء مباشر على سيادة حكومة العراق"، في وقت رأت فيه القيادة المركزية الأميركية أن الهجمات الصاروخية ضدّ سفارتنا سببها عدم اكتراث الفصائل بتحذيراتنا. وأبلغت القيادة المركزية بغداد بأنّه "لن نسكت إذا تعرّضت مصالحنا للخطر".

وجاء التحذير الأميركي خلال لقاء قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال كينيث ماكنزي مع رئيس أركان الجيش العراقي الفريق عبد الأمير يارالله، بحسب ما أفادت قناة "العربية". وكان بيان لوزارة الدفاع العراقية قد أكد أن الجانبَيْن بحثا التعاون والتنسيق المشترك في المجال العسكري.

كما ندّدت رئاسة الجمهورية العراقية بالهجمات، إذ دان بيان رسمي للرئاسة "استمرار هذه الأعمال الإجرامية التي تؤدّي أوّلاً إلى تعريض أمن وحياة المواطنين الأبرياء وممتلكاتهم للخطر، وكذلك تُمثل استهدافاً لسيادة البلد والجهود الوطنية من أجل حفظ هيبة الدولة".

وأضاف البيان أن استمرار الهجمات "ينال من سمعة العراق الدولية ومن علاقاته الخارجية، عبر استهداف البعثات الديبلوماسية التي تقع مسؤولية حماية أمنها وسلامة منشآتها وأفرادها على الجانب العراقي ضمن التزاماته الدولية المعمول بها".

واستُهدفت السفارة الأميركية وغيرها من المواقع العسكرية والديبلوماسية الأجنبية بعشرات الصواريخ والعبوات الناسفة منذ خريف العام 2019. وحمّل مسؤولون غربيّون وعراقيون جماعات متشدّدة، بينها "كتائب حزب الله" الموالية لإيران، مسؤوليتها. ووافقت هذه المجموعات في تشرين الأوّل على هدنة مفتوحة، لكن هجوم الأحد يُشكّل ثالث خرق لها.

وفي خطوة غير عادية، دانت فصائل عدّة هجوم أمس. وقال رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر على "تويتر": "ليس من حق أحد استعمال السلاح خارج إطار الدولة". وحتّى "كتائب حزب الله"، أصدرت بياناً جاء فيه أن "قصف سفارة الشر في هذا التوقيت يُعدّ تصرّفاً غير منضبط، وعلى الجهات المختصّة متابعة الفاعلين وإلقاء القبض عليهم". وتابع البيان: "نُدين الرمي العشوائي للثكنة العسكرية في السفارة، لما يُسبّبه من تهديد حقيقي على حياة المدنيين".


MISS 3