موسكو تنفي ضلوعها وبكين تُعارض التسييس

فريق بايدن يتوعّد المتورّطين بـ"الهجمات السيبرانية"

02 : 00

تعرّضت الولايات المتحدة ومعها دول أخرى في الآونة الأخيرة لأكبر هجوم سيبراني في التاريخ

بعد "الهجوم السيبراني" الذي استهدف وكالات حكومية أميركية والذي وصفه خبراء بالأكبر على الإطلاق، توعّد كبير موظّفي البيت الأبيض في الإدارة المرتقبة للرئيس المنتخب جو بايدن، رون كلاين، المتورّطين في عمليّة التجسّس الإلكتروني، بالعقوبات، مؤكداً أن الإدارة المقبلة ستتّخذ خطوات لتحجيم قدرة الفاعلين على تكرار مثل هذا النوع من الهجمات. وطالب كلاين من الإدارة الحالية للبيت الأبيض وأجهزة الاستخبارات، تقديم توضيح غير ملتبس، معتبراً أنّهم المسؤولون عن الأمر ويجب أن يبعثوا رسائل لتحميل المتورّطين المسؤولية، فيما أكدت مرشّحة بايدن لوزارة الطاقة جينفر غرانهولم أن الإدارة المقبلة ستأخذ ما يجري في شأن الهجمات الإلكترونية على محمل الجدّ، مهدّدةً بأنّ بايدن سيكون له ردّ قوي على ما حصل.

وفي غضون ذلك، اعتبر وزير العدل الأميركي بيل بار، الذي يُغادر قريباً إدارة ترامب، أن موسكو وراء الهجوم الإلكتروني. وقال خلال مؤتمر صحافي: "مع المعلومات التي في حوزتي أؤيّد رأي وزير الخارجية مايك بومبيو: من المؤكد أنّهم الروس"، بينما كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد قلّل السبت من شأن هذا الهجوم والدور المفترض لروسيا.

وفي المقابل، نفى الكرملين وقوف موسكو وراء سلسلة الهجمات الإلكترونية المتطوّرة التي استهدفت المؤسّسات الحكومية والشركات في الولايات المتحدة، معتبراً أن الاتهامات التي تُشير إلى روسيا "لا أساس لها" وتندرج في إطار "الخوف من روسيا".

وإذ قال المتحدّث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين إنّ هذه الهجمات الإلكترونية "لا علاقة لها بنا لأنّ روسيا ليست متورّطة في هذه الهجمات"، رأى أن "الاتهامات بالتورّط الروسي لا أساس لها على الإطلاق وتندرج ضمن استمرار الرهاب الأعمى من روسيا الذي نُلاحظه في كلّ حادث".

من جهته، أكد المتحدّث باسم الخارجية الصينية وانغ وين بين أن بلاده عارضت تسييس قضية أمن الإنترنت، مشيراً إلى أن لواشنطن "صيتاً سيّئاً" في هجمات القرصنة الإلكترونية. وقال: "تُعارض الصين بشدّة تسييس قضية أمن الإنترنت وتلطيخ السمعة بالوحل، فهذا لا يُساعد في حلّ مشكلة هجمات القراصنة، بل يُمكن أن يُقوّض الثقة المتبادلة بين الدول ويؤثر على تعاونها في هذا المجال".

وأضاف وانغ أن "للولايات المتحدة نفسها سمعة سيّئة من حيث هجمات القراصنة". وجاءت تعليقات المسؤول الصيني ردّاً على تصريح ترامب حول المسؤولية المحتملة للصين عن الهجوم الإلكتروني الأخير الذي طال وزارة الأمن الداخلي ووزارتَيْ الخزانة والتجارة، بالإضافة إلى العديد من الوكالات الفدرالية الأميركية.

وبدأ الهجوم السيبراني في آذار، حين استفاد القراصنة من تحديث برنامج مراقبة طوّرته شركة "سولار ويندز" للتكنولوجيا ومقرّها تكساس، وتستخدمه عشرات الآلاف من الشركات والحكومات في أنحاء العالم كافة. وذكرت وسائل إعلام أميركية عدّة أن هذه الهجمات تحمل بصمة مجموعة قراصنة روسية مرتبطة بالإستخبارات العسكرية الروسية.


MISS 3