"الصحة العالمية": "السلالة الجديدة" تحت السيطرة

02 : 00

بايدن خلال تلقيه اللقاح داخل مستشفى في نيوارك بولاية ديلاوير أمس (أ ف ب)

فيما تلقّى الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن (78 عاماً) الجرعة الأولى من لقاح "فايزر - بايونتيك" داخل مستشفى في نيوارك بولاية ديلاوير، مباشرةً على الهواء أمام كاميرات التلفزيون أمس، تسبّب ظهور سلالة جديدة من "الفيروس الصيني" في المملكة المتحدة، بحالة من الذعر في أنحاء المعمورة كافة، فألغت عشرات العواصم الرحلات الجوّية مع المملكة التي باتت بحكم المعزولة عن العالم.

لكن منظّمة الصحة العالمية أكدت أن هذه السلالة الجديدة ليست "خارج السيطرة"، إذ قال مسؤول الحالات الصحية الطارئة في المنظمة الدولية مايكل راين للصحافيين: "سجّلنا نسبة تكاثر للفيروس تتجاوز إلى حدّ بعيد عتبة 1.5 في مراحل مختلفة من هذا الوباء، وتمكّنا من السيطرة عليها. بناءً عليه، فإنّ الوضع الراهن في هذا المعنى ليس خارج السيطرة".

وبُعيد تلقيه الحقنة، قال بايدن: "أقوم بذلك لأُظهر للناس أن عليهم أن يكونوا مستعدّين لتلقي اللقاح حين يُصبح متوافراً. لا داعي للقلق". وشكر "العلماء والناس الذين جعلوا ذلك ممكناً"، وكذلك "العاملين في الخطوط الأولى"، معتبراً أنّهم "أبطال حقيقيّون". كما وجّه الشكر إلى إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمساهمتها في تطوير اللقاحات.

تزامناً، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبّية أورسولا فون دير لايين أنها تُجيز توزيع لقاح "فايزر - بايونتيك" في دول الاتحاد الأوروبي، وذلك بعد بضع ساعات من موافقة الوكالة الأوروبّية للأدوية على استخدامه.

وإذ قالت فون دير لايين: "لقد أجرت الوكالة الأوروبّية للأدوية تقييماً دقيقاً لهذا اللقاح، وخلصت إلى أنّه آمن وفاعل ضدّ "كوفيد 19". استناداً إلى هذا التقييم العلمي، نُجيز استخدامه في سوق الاتحاد الأوروبي"، أوضحت أن أولى عمليات التلقيح ستحصل بين 27 و29 كانون الأوّل، في وقت حضّ فيه الفاتيكان الكاثوليك حول العالم على تلقي اللقاح، مؤكداً أن كلّ اللقاحات التي تطوّرت "مقبولة أخلاقيّاً".

وأدّت طفرة الفيروس التاجي إلى إغلاق حدود العديد من الدول مع المملكة المتحدة، قبل أقلّ من أسبوعَيْن من خروجها من السوق الأوروبّية الموحدة، ما أدّى إلى حدوث فوضى في الموانئ، لا سيما ميناء "دوفر"، ومخاوف في شأن توريد المنتجات الطازجة، مثل الحمضيات والسلَطات خلال أسبوع عيد الميلاد.

وفي هذا الإطار، أعلن ميناء "دوفر" الذي تمرّ عبره المنتجات القادمة من فرنسا على وجه الخصوص، إغلاقه أمام حركة المرور الصادرة من المملكة المتحدة، بعد أن قرّرت دول عدّة، من بينها فرنسا وكندا، تعليق كلّ الرحلات من الأراضي البريطانية. لكن هذه التطوّرات الدراماتيكية "لن تؤثر على سلاسل الإمداد في المملكة المتحدة التي لا تزال صلبة"، وفق ما أكد رئيس الوزراء بوريس جونسون.

وسيُحاول الاتحاد الأوروبي اليوم ضمان تجانس الإجراءات التي أعلنتها الدول الأعضاء لمنع وصول الوافدين من المملكة المتحدة، بحسب ما أفاد مصدر ديبلوماسي أوروبي الذي أوضح لوكالة "فرانس برس" أن اجتماعاً طارئاً للآلية الأوروبّية للردّ على الأزمات عُقِدَ صباح الإثنين في بروكسل أتاح "تحديد مختلف الخيارات لإعادة فتح الحدود في شكل منسّق مع إجراءات مشابهة".

وخارج الاتحاد الأوروبي، كانت تلك أيضاً الحال في روسيا، هونغ كونغ، الهند، تركيا، إيران، إسرائيل، الكويت، سلطنة عمان، المغرب، السلفادور، كولومبيا، تشيلي، الأرجنتين وسويسرا، التي علّقت جميعها رحلاتها مع بريطانيا. كما علّقت السعودية كلّ الرحلات الجوّية الدولية وكذلك الدخول إلى موانئها.

توازياً، توقّع رئيس الشرطة الدولية (الإنتربول) يورغن ستوك "زيادة كبيرة في الجريمة" خلال تسليم جرعات اللقاحات ضدّ "كورونا". وقال خلال مقابلة مع مجلّة "فيرتشافتفوخه" الألمانية: "سنشهد سرقات وعمليات اقتحام مخازن وهجمات أثناء نقل اللقاحات". كما توقع "عودة الفساد من أجل الحصول على العلاج الثمين بسرعة أكبر".

أميركيّاً، أعلن وزير الخزانة ستيفن منوتشين أنه سيتمّ بداية الأسبوع المقبل الإنطلاق في توزيع شيكات الدعم للأسر المتضرّرة من "كوفيد 19". والشيكات التي تبلغ قيمتها 600 دولار لكلّ راشد وطفل جزء من حزمة الدعم الاقتصادية الجديدة بقيمة 900 مليار دولار. وقد اعتبر منوتشين أنّها "وسيلة سريعة جدّاً لضخّ أموال في الاقتصاد". وقدّر أيضاً أن برنامج الدعم الاقتصادي الذي توافق حوله الجمهوريون والديموقراطيون، سيسمح بمساعدة "الشركات الصغيرة" و"إعادة عدد أكبر من الناس إلى العمل".


MISS 3