الكرملين: نافالني يُعاني من "أوهام الإضطهاد"

موسكو تفرض عقوبات على الاتحاد الأوروبي

02 : 00

قضيّة تسميم نافالني "كهربت" العلاقات الأوروبّية - الروسية (أ ف ب - أرشيف)

أعلنت موسكو فرض عقوبات مضادة على الاتحاد الأوروبي أمس، على خلفية قضية تسميم المعارض الأبرز للكرملين أليكسي نافالني، ووصفت بـ"الأوهام" تصريحات يؤكد فيها الأخير تورّط أجهزة الأمن الروسية الخاصة في عملية تسميمه التي كادت تودي بحياته.

وكشفت الخارجية الروسية أنها "وسّعت لائحة الممثلين لدول أعضاء في الاتحاد الأوروبي الممنوعين من دخول أراضي روسيا الاتحادية"، من دون نشر أسمائهم. وأوضحت أنها تعتبر "غير مقبولة"، العقوبات الأوروبّية التي تستهدف 6 شخصيات روسية، من بينهم رئيس جهاز الأمن الفدرالي لروسيا ألكسندر بورتنيكوف، "بذريعة مشاركتهم المزعومة في الحادثة المرتبطة بالمواطن نافالني".

وأُبلغت هذه العقوبات المضادة للممثلين في سفارات فرنسا وألمانيا والسويد، الذين تمّ استدعاؤهم إلى الخارجية أمس. وأكدت الدول الثلاث سابقاً أنها رصدت مادة سامة للأعصاب من نوع "نوفيتشوك" في جسم المعارض الذي تلقى العلاج في مستشفى في ألمانيا بعد تسميمه في سيبيريا في 20 آب.

من جهتها، اعتبرت ألمانيا أن التدابير التي اتخذتها موسكو ضدّها "غير مبرّرة". وطالبت برلين على لسان مصدر في الخارجية الألمانية، موسكو، بـ"توضيح اللجوء إلى مادة سامة من نوع عسكري ضدّ مواطن روسي على أراضيها".

ويأتي الردّ الروسي على العقوبات الأوروبّية، غداة نشر نافالني محادثة هاتفية ينتحل خلالها هوية مزوّرة ليستدرج عنصراً من جهاز الأمن الفدرالي لروسيا يُدعى قسطنطين كودريافتسيف، للحديث عن بعض ظروف محاولة الإغتيال التي كان ضحيّتها.

وقُدِّمَ رجل الأمن على أنّه خبير الأسلحة الكيماوية لدى الجهاز. واعتقد كودريافتسيف أنه يتحدّث مع مسؤول من الإستخبارات، مشيراً إلى أنّه شارك في عملية طمس أدلّة. كاشفاً أيضاً أن نافالني سُمّم عبر مادة وُضعت على "جيب الملابس الداخلية" له. وردّ المتحدّث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف بالقول إن "المريض يُعاني بوضوح من أوهام الاضطهاد. ومن بعض أعراض جنون العظمة".

وفي تصريح أكثر اعتدالاً، ندّد جهاز الأمن الفدرالي الروسي مساء الإثنين بما اعتبره "تزييفاً واستفزازاً" مدبّراً على الأرجح بمساعدة أجهزة استخبارات أجنبية، في حين ذكرت منظّمة نافالني، صندوق مكافحة الفساد، لوكالة "فرانس برس" أنّها قدّمت شكوى ضدّ قسطنطين كودريافتسيف لدى لجنة تحقيق روسية نافذة.

وسخرت الصحافة المستقلّة، وكذلك منتقدو النظام الروسي، من الإهانة العلنية لجهاز الأمن الفدرالي، وريث جهاز الأمن في الحقبة السوفياتية، والذي يُمثل نخبة أجهزة الأمن وكان بوتين قائده في تسعينات القرن الماضي. وانتشرت في العالم الافتراضي النكات الساخرة من جهاز الأمن الروسي، وحصد فيديو المعارض 12.5 مليون مشاهدة في نحو 24 ساعة.


MISS 3